شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«مجزرة العار».. دماء النساء تسيل في دولة أشباه الرجال

«مجزرة العار».. دماء النساء تسيل في دولة أشباه الرجال
  أصبحت عادة مسيرات المتظاهرين الرافضين للانقلاب العسكري والمؤيدين للشرعية، أن تتعرض لهجوم من بلطجية ومجهولين، يقع...
 
أصبحت عادة مسيرات المتظاهرين الرافضين للانقلاب العسكري والمؤيدين للشرعية، أن تتعرض لهجوم من بلطجية ومجهولين، يقع خلاله العشرات بين شهيد وجريح، إلا أن مسيرة المنصورة بالأمس الجمعة، خلال فعاليات جمعة «كسر الانقلاب»، شهدت تحولاً في التعامل الأمني مع هذه المسيرات، فرصاصات البلطجية هذه المرة كانت تعلم وجهتها مسبقاً.
 
استهداف 4 نساء دفعة واحدة، لم يكن أمراً وليد الصدفة، خاصة وأنها المرة الأولى التي تسقط فيها سيدات في المظاهرات دون أن يقع رجل واحد قتيلاً، الأمر الذي اعتبره البعض بمثابة رسالة أراد أصحابها توجيهها لمتظاهري الشرعية.
 
 
ويبدو من مختلف الصور والمشاهد التي تبث عن اعتصام مؤيدي الشرعية في مختلف الميادين، المشاركة المتميزة للمرأة والتي تتخطى في أحيان عديدة، الرجال، حيث أثارت هذه المشاركة القوية للمرأة في مختلف فعاليات الاعتصام والمظاهرات والمسيرات، ردود أفعال واسعة عكست حجم الوعي لدى المرأة المصرية وكيفية تفاعلها مع مشكلات وطنها السياسية، كما أعاد هذا المشهد إلى الذاكرة، طوابير النساء الانتخابية التي كانت تصل للكيلو مترين أحياناً.
 
 
رسالة البلطجية ومن وراءهم كانت واضحة ومحددة، رسالة تهديد وتخويف للآلاف المؤلفة من النساء اللاتي خرجن منذ اليوم الأول لاعتصام مؤيدي الشرعية، وكن سبباً في تثبيت دعائم وأركان هذا الاعتصام، بمشاركتهن الفعالة والقوية، وتأكيدهن على أن المرأة في مصر بعد ثورة يناير لم تعد كما يقول البعض «كمالة عدد»، بل أصبحت عنصراً فاعلاً ومؤثراً في مسار ثورة بلادها.
 
   
والآن، وبعد 23 يوماً من انتفاضة رافضي الانقلاب العسكري، تبدو محاولات إجهاض هذه الانتفاضة في طريقها للفشل، لم لا وقد تم اللجوء لاستهداف النساء، وهو الإجراء الذي لم تعهده حملات البلطجية على المتظاهرين السلميين قبل ذلك، ما يعني أنه لم يعد في جعبتهم جديد لمواجهة هذه الانتفاضة.
 
 
المثير للدهشة، أو الأحرى للشفقة، أن هذه الجريمة النكراء، لم تحرك بعد من يتصدروا مشهد مناصرة قضايا المرأة وحقوقها، بل لا يزال المجلس القومي للمرأة الذي تترأسه ميرفت التلاوي، «وكأن على رؤوسه الطير»، وكأن من قتلن بدم بارد أمس ليسوا هم النساء المعنيات بهذا الخطاب النخبوي الذي تضج به ندوات ومنتديات المرأة، على الرغم من أن هذه الجريمة ليست تهديداً للمرأة المناصرة للشرعية بقدر ما هو تهديد للمرأة المصرية من المشاركة في العملية السياسية برمتها، إذ كيف ستشارك في عملية سياسية يمكن أن تدريها قتيلة في أي لحظة.
 
 
 كما كشف هذا الحادث عن أن سياسة الكيل بمكيالين ستكون هي عنوان المرحلة الجديدة في مصر، إذ لا يمكن المقارنة بردود الأفعال التي تلت حادث الاعتداء على الفتاة ذات العباءة إبان أحداث مجلس الوزراء، وبين الصمت الذي يصل أحياناً إلى حد التبرير والمباركة للجريمة الذي تلا حادث المنصورة، وليس أدل على ذلك من كلمة الفنان حمزة نمرة تعليقاً على الجريمة «رحم الله شهيدات المنصورة.. ورحم الله معهن ما تبقى فينا من إنسانية».


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023