قال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين جان إيجلاند، الجمعة، إن مطالبة الاحتلال الإسرائيلي بنقل مليون و200 ألف مدني من شمال غزة إلى الجنوب يرقى إلى مستوى “جريمة حرب”.
وقال إيجلاند في تصريح “إن مطالبة الجيش الإسرائيلي بنقل 1.2 مليون مدني من شمال غزة إلى الجنوب خلال 24 ساعة، في غياب أي ضمانات للسلامة أو العودة، يرقى إلى مستوى جريمة حرب تتمثل في الترحيل القسري”.
وشدد إيجلاند على أنه “يجب أن يتم التراجع عن هذا القرار”، وأضاف أن “العقاب الجماعي لعدد لا يحصى من المدنيين، من بينهم أطفال ونساء ومسنّون، انتقامًا لأعمال إرهابية مروّعة قام بها رجال مسلحون، هو أمر غير قانوني بموجب القانون الدولي”.
وتابع إيجلاند: “يؤكد زملائي داخل غزة أن هناك عددًا لا يحصى من الأشخاص في الأجزاء الشمالية ليس لديهم وسيلة للانتقال بأمان تحت وابل النيران المستمر”.
وحذّر من أن “الخسائر في أرواح المدنيين الناجمة عن الاستخدام المتعمّد أو العشوائي للقوة هي جريمة حرب يجب على مرتكبيها أن يحاسبوا عليها”.
وأعرب عن خشيته من أن “تدّعي إسرائيل أن الفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من الفرار من شمال غزة يمكن اعتبارهم خطأً مشاركين بشكل مباشر في الأعمال العدائية، واستهدافهم”.
وأكد أن “على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الغربية والعربية الأخرى التي لها تأثير على القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، أن تطالب بإلغاء أمر النقل غير القانوني والمستحيل على الفور”.
وفي وقت مبكر من صباح الجمعة، طالب الجيش جميع سكان شمال غزة إخلاء منازلهم تمهيدًا لقصف المدينة، وقال في بيان: “يدعو الجيش الإسرائيلي كافة سكان مدينة غزة إخلاء منازلهم والتوجه جنوبًا من أجل حمايتهم والتواجد جنوب وادي غزة”.
وفجر السبت، أطلقت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، ردا على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية”، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم السابع على التوالي على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
ومنذ السبت، أعلنت إسرائيل تشديد الحصار على قطاع غزة وقطع الكهرباء والوقود ومنع إدخال المواد الغذائية والوقود والمساعدات له، فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل، الاثنين، باحترام القانون الدولي الإنساني، والسماح لمنظمته بتأمين المساعدات للاستجابة لحاجات القطاع.