سبقت جلسات الحوار الوطني محاولة من قبل الدولة مرة، والمعارضين مرة آخري لفرض الشروط قبل الجلوس للتفاوض مما دل على تعنت الطرفين، وعدم رغبتهم في التنازل من أجل تحقيق التوافق، وتستكمل الرئاسة الآن مع عدد من القوى السياسية الحوار الوطني من أجل الوصول لتوافق بشأن مسائل خلافية، وأوضاع البلد ويبقي السؤال هل ذلك الحوار يكفي لتحقيق التوافق المطلوب أم لا ؟.
قال حمادة أحمد عطية، رجل ذو لحية في أواخر الثلاثين من عمره :"التوافق شيء جيد ، و لكن يجب تطبيقه من خلال حوار على أسس ديمقراطية دون شروط ".
و أكَّد "عطية" أن التيار الإسلامي قدم العديد من التنازلات من أجل تحقيق توافق وطني ، وعرض مبادرات كثيرة لجبهة الإنقاذ ، ولكن دون جدوى.
و أشارت إيمان عادل- طالبة آداب قسم مكتبات- إلى أنها مع الاستقرار و تقدم الدولة ، مشيرة إلى أنه بالتوافق يمكننا الوصول للاستقرار ، قائلة:" أتمنى أن نصل للتوافق لكن دون أن يتنازل أحد عن مبادأة الأساسية ".
و عن مفهوم التوافق الحالي أضافت منة دياب -طالبة إعلام القاهرة – التوافق أصبح كلمة تقال ، دون تحقيق ذلك على أرض الواقع ، مشيرة إلى أننا لابد أن نتواصل مع المواطنين لتعريف مفهوم التوافق .
و أوضحت" منة أنه للوصول إلى درجة التوافق يجب أن ينسى كل طرف توجهاته الحزبية للجلوس على مائدة الحوار، قائلة: "لابد أن يتنازل كل عن مرجعيته دون محاولة التأثير على رأي الطرف الثاني".
على الجانب الأخر نفى محمد أمين- طالب بالسنة الثانية بكلية تجارة جامعة القاهرة وجود انقسام بين المواطنين في الشارع المصري كما تشيع النخبة السياسية ، ولا يعدوا الأمر مجرد اختلاف عادي حول توجهات بعضهم السياسية ، مشددا على أن الانقسام موجود بين النخبة و بعضها.
ونبه " أمين" أن التوافق يحتاج لعدد من التنازلات من الجانبين عن بعض المطالب ، ولكن دون أن يخل ذلك بتطبيق الشريعة الإسلامية.
وتابع قائلا:"لابد من وجود حوار جدي بدون شروط مسبقة ، مؤكدا أن انسحاب الكثيرين من التيار المدني من عضوية الجمعية التأسيسية ساعد على إشعال الصراع، وخلق حاله من الاختلاف ، وعدم تحقق التوافق".
وأعربت إيناس الشيخ – طالبة دراسات عليا بإعلام القاهرة- عن رغبتها في أن تعلي جميع الأطراف السياسية مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية ، والرغبة في الاستحواذ على السلطة ، فضلا عن تقديم تنازلات لتحقيق استقرار حقيقي .
