شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

البرادعي رفض ظهور قيادي بالحرية والعدالة في لقاء “سي إن إن” أمس

البرادعي رفض ظهور قيادي بالحرية والعدالة في لقاء “سي إن إن” أمس
  حدثت أمس مفارقة غريبة حين رفض المنسق العام للجبهة الوطنية للإنقاذ ورئيس حزب الدستور الدكتور محمد البرادعي...

 

حدثت أمس مفارقة غريبة حين رفض المنسق العام للجبهة الوطنية للإنقاذ ورئيس حزب الدستور الدكتور محمد البرادعي ظهور أحد أعضاء حزب الحرية والعدالة، وهو المهندس جهاد الحداد في الحوار الذي أجرته مذيعة قناة سي إن إن الإخبارية الأمريكية كريستيان أمانباور وذلك على حد قول الحداد.

وخلال اتصال هاتفي لشبكة "رصد" بالمهندس الحداد قال :"لقد اتصل بي مكتب سي إن إن من أمريكا أكثر من مرة للتأكيد على ظهوري مع الدكتور البرادعي في هذا اللقاء. ومن ثم قامت القناة بإرسال سيارة إلى منزلي لتستقلني إلى مكان التصوير. وفي الوقت الذي وصلت فيه السيارة تلقيت اتصالا هاتفيا من المكتب هناك يعتذر فيه بشدة عن عدم إمكانية ظهوري في هذا اللقاء. ومن ثم أُلغي ظهوري كطرف أخر في لقاء الدكتور البرادعي على شاشة تلك السي إن إن أمس.

وخلال اللقاء وجهت المذيعة سؤالها الأول للدكتور البرادعي قائلة: هل ستناضل من أجل الذهاب إلى الاستفتاء أم أنك ستدعو المعارضة للمقاطعة؟ فأجاب البرادعي قائلا: نحن في مرحلة تأرجح تلك التي تمر بها الثورة حاليا ونحن لازلنا في عملية استكشاف للطريق، كما أن هذا الاستفتاء قد أتى عقب عملية تبني سريعة لمسودة دستور معيبة وهذه ليست الطريقة التي ستلم شمل الوطن، ونحن لازلنا نطالب الرئيس مرسي بأن يؤجل دعوته لجموع الشعب للخروج للاستفتاء يوم السبت القادم، كما يجب عليه أن يستمع على الأقل إلى نصف الشعب المصري، وأن يؤجل قراره الخاص بالدستور لشهرين أو ما إلى ذلك حتى يحدث نوع من التوافق الوطني، وإن أصر على رأيه سنظل نصوت عبر الشارع إما بالمقاطعة أو بالتصويت بالرفض. كما أننا نرى أن العملية برمتها غير شرعية. وسوف نعود إلى المبدأين الذين من أجلهما قامت هذه الثورة ألا وهو الحرية والكرامة.

ثم توجهت إليه بسؤال أخر: لماذا لا هذه الجلبة وممارسة السياسة والديمقراطية في الشارع بدلا من الذهاب إلى صناديق الاقتراع والتصويت بالرفض إن كنتم تظنون أن تصويتكم سيحدث اختلافا؟ والكثيرون يقولون أن عدم ذهابكم إلى الاستفتاء مرجعه إلى أنهم يعلمون جيدا أنهم سيفوزون فيها. ليس هذا صحيحا يا كريستيان فربما نذهب إلى الاستفتاء, كما أن لدينا مظاهرة ضخمة غدا فربما يعدل الرئيس عن قراره ويعود إلى صوابه ويستمع لصوت الشعب. كما أنه لا يمكن أن تتبنى دستورا تقريبا نصف الشعب المصري يعارضه تماما. دستورا يتحدى حقوقه الأساسية وحريته. كما أنه قد يصنع ديكتاتورا جديدا. كما أن الثورة لم تقم من أجل استبدال ديكتاتور بأخر. وربما نذهب للاستفتاء. كما أن غدا سيكون يوما هاما حيث سيعود الجميع إلى الشوارع من جديد. كما أن القضاء سوف يحسم رأيه بشأن الإشراف على الاستفتاء من عدمه. وكما تعلمين أن المحكمة الدستورية محاصرة ومدينة الإنتاج الإعلامي أيضا محاصرة والإعلاميون لا يستطيعون الذهاب إلى عملهم. والبيئة كلها غير مؤهلة لمثل هذا الاستفتاء. إن الوضع بأكمله يتسم بالفوضوية والتخبط. ونحن نأمل أن نصل إلى طريق للحوار.

وهنا أحرجته بشكل واضح وتحديدا حين قالت: "دعني أقرأ لك شيئًا دكتور البرادعي:" أطالب مرسي بأن يخرج على التلفزيون الرسمي ويدعو لحوار وطني مفتوح". "من قال هذا يا دكتور؟ أنت الذي قلت هذا في يوم الأربعاء وفي اليوم التالي مباشرة فعل الرئيس مرسي نفس الشيء ولكنك رفضت الحضور". فرد عليها البرادعي قائلا : "لكننا لن نذهب لحوار لنتخلى فيه عن مبادئنا. ولن نذهب للحوار مع الرئاسة على طريقة "إسرائيل" تبنى المستوطنات على الأراضى الفلسطينية، ثم تقول تعالوا نتحاور، نحن نريد أرضية عادلة للحوار الجاد والبناء والقائم على التكافؤ" مشيرا إلى أن الرئيس محمد مرسى انتخب بطريقة ديمقراطية وعليه أن يظل يعمل بالآليات الديمقراطية فقد تم انتخابه فى وقت البلاد لم تكن مستعدة لذلك بعد. وأشار إلى أن الرئيس محمد مرسى انتخب بطريقة ديمقراطية وعليه أن يظل يعمل بالآليات الديمقراطية فقد تم انتخابه في وقت لم تكن البلاد فيه مستعدة لذلك بعد حيث لم يكن هناك دستور كما أن الأحزاب الليبرالية كانت لا تزال وليدة ولم يمض على تأسيسها شهران. وهو الآن لا يمكنه أن يصنع من نفسه ديكتاتورا.

وسألته كريستيان "ولكن كما تعلم أن مسودة الدستور قد صدرت بالفعل وقد اطلع عليها الكثير من المفكرين والمحللين المستقلين وبخاصة هنا في الغرب, قالوا أنها ليس بها تغير جذري عن تلك التي كانت في عهد حسني مبارك. ولكن على حد تعبيرك أنك لا تثق مطلقا في الإخوان المسلمين ولكن ما هو جوهر القضية رغم أنهم قالوا أن مسودة الدستور معتدلة"؟

فرد عليها البرادعي إنها ليست كذلك إنها وثيقة ملتوية. يجب أن تكون دقيقة وحازمة. كما يجب أن تضمن حقوق المرأة وهي ليست كذلك. كما أنها لا تضمن حرية الاعتقاد والتعبير. والطريقة التي صيغت بها تعطي المؤسسة الدينية القوة العظمى أو حق الكلمة النهائية في العملية التشريعية. وبهذا لا تصنع دولة ديمقراطية حرة مدنية. هي في مجملها جيدة ولكن من الداخل وفقا لرأي العديد من المحامين حوالي 99% منهم يعارضونها.

أضف إلى ذلك أنها تنتهك القيم الأساسية لحقوق الإنسان والقيم العالمية. " نحن لا ندخل في معارك فقط من أجل الخلاف والصراع فنحن لسنا مجموعة من الفاشلين والضائعين". لقد قبلنا انتخاب الرئيس مرسي كريس شرعي للبلاد, ولكننا لن نقبل أبدا أن يمنع حق الاعتراض السلمي وأن يكون لنا دستور يضمنا جميعا تحت مظلته. وأن ينقل مصر لدولة تهتم بالعلم والتقنية وينعن فيها الجميع بمستوى معيشي محترم. ولن نقبل بأشخاص يتهمون وسائل الإعلام بأنها كافرة. هذه ليست مصر التي نريدها. والسؤال هو هل نحن سائرون نحو الأمام لنلحق بالقرن الحادي والعشرين أن أننا سنعود إلى عصور الظلام؟

ولكن دعني أسألك : "كيف سيتم حل هذه المعضلة مع وجود الغالبية العظمى من المصوتين من الإسلاميين كما أنهم ليسوا من الإخوان المسلمين فقط ولكنهم أيضا من الأكثر تشددا ومن السلفيين أيضا فكيف ستصل لهذه الوثيقة؟ ولكن كريستيان عليك أن تعلمي أن 70% من الشعب المصري ليسوا إخوانا ولا سلفيين وهم معارضون لهذا الدستور. وسوف نذهب للاستفتاء لضمان النزاهة والشفافية وإن حدث خلل في ذلك فسوف نستمر في معارضتنا بالوسائل السلمية والطرق القانونية بدلا من الدخول في هذه العملية المطولة التي تعود بنا للوراء. فالاقتصاد ينهار وسوف تفلس البلاد خلال ستة أشهر. ومن ثم فإنني أطالب الرئيس مرسي بان يستمع للشعب مرة أخرى وأن يعود للحوار إذا أراد أن يؤجل الدعوة للاستفتاء لشهرين وأن نجلس سويا للوصول إلى دستور توافقي هذه هي الطريقة الوحيدة.

وأخيرا "هل قلت أنك ستلتقي الرئيس غدا؟" فأجاب "بكل تأكيد إذا أجل الرئيس الاستفتاء. "ولكنك ليس لديك لقاء معه غدا؟" لا. ليس لدي اجتماع معه غدا ولكنني مستعد للقائه. ومن الكذب أن نقول أننا نحن المفسدين. نحن بحاجة للاجتماع ويجب أن نجتمع إذا أردنا أن تتقدم هذه البلاد للأمام.

 

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023