عبر تونسيون عن تشاؤمهم وغضبهم من تصريحات الرئيس «قيس سعيد» التي يسخر فيها من مطالبيه بخارطة طريق لما بعد انقلابه على الدستور وديمقراطية تونس.
وقال سعيد في خطاب ساخر للشعب التونسي: «من يتحدث عن الخرائط، فليذهب إلى كتب الجغرافيا لينظر في البحار والقارات».
وأضاف: «الطريق الوحيدة التي أسلكها هي الطريق التي خطّها الشعب التونسي»، ما أثار تساؤلات النشطاء عن ماهية هذه الخريطة ومن خطّها ورسمها.
وسبق أن رأى الباحث والناشط السياسي «عبد الحميد الجلاصي» في تصريح لموقع «عربي 21»، أن «الرئيس لا يسمع أحدًا، ولا يصرح بما يريده وإن كان معلومًا، وهو تحويل الانقلاب على الدستور إلى انقلاب مكتمل الأركان بالتحكم في كل الدولة، وربما محاولة إعادة صياغتها».
وعن المشهد الحزبي والمدني، يعتقد الباحث «الجلاصي» أن المشهد ربما يتحرك قليلًا بعد أن يتأكد أن مشروع الرئيس هو انقلاب، وهو تعطيل نهائي للمجلس وللدستور وضرب لكل المنظومة الحزبية والمنظماتية».
أما المحلل السياسي «عبد اللطيف دربالة»، فرأى بتصريح سابق، أن قيس سعيد «غير معنيّ بأيّ حوار، كان كلامه ردًا، وبالأساس على الطلبات الأميركية التي حملها وفد أميركي رفيع المستوى، ودعا فيها الرئيس للرجوع سريعًا إلى “ديمقراطية برلمانية”، بما يعني رفع التجميد عن البرلمان والتوقّف عن جمع الرئيس حاليًا لجميع السلطات بين يديه».
وقال «بودربالة»: «إشارات قيس سعيد بدت كما لو أنها تعطي بظهرها تمامًا لكل المطالب الداخلية والخارجية، وتؤكد عزمه مواصلة تنفيذ برنامجه غير المعلن لإدارة البلاد بمفرده خلال فترة انتقالية، لا أحد يعرف مدتها».
وفسر الأكاديمي «زهير إسماعيل» إصرار الرئيس على عدم التراجع بأنه «يؤكد افتقاده لأي برنامج، وخطورة المأزق الذي أوقع فيه البلاد، وانتظاره مواقف داعمي الانقلاب إقليميًا ودوليًا، بعد تأكد ضغوط دولية مقابلة تدعوه إلى التراجع واسترجاع المسار الديمقراطي تدريجيًا».
ورجح المحلل «عبد اللطيف دربالة» من خلال حديث قيس سعيد على وهم الحوار وخارطة الطريق بأن يكون ذلك مفاده «ربما يقوم الرئيس بإعداد تصور لإصلاح النظام السياسي أو إعادة تشكيله رأسًا على عقب، عبر عرض مشروع سياسي جديد قد يعده بصفة أحادية، وسيحاول فرضه على الجميع، مستغلًا ما قال سابقًا إنها “مشروعية شعبية” تتفوق في رأيه على الشرعية أو على المشروعية الدستورية».