تقرير جديد لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، تتحدث فيه عن جهود سعودية جديدة؛ لجلب المعارضين السعوديين في الخارج ومحاولة إسكاتهم وتكميم أفواههم، وتقليل الضرر الذي يمثلونه على سمعة ولي العهد «محمد بن سلمان».
ويقول التقرير، الذي ترجمه موقع «عربي21»، إن الغاية من إغراء المواطنين السعوديين في الخارج للعودة هي «الخشية من تعطيلهم على خطاب الإصلاح الذي يدعو إليه بن سلمان».
وتعلق الصحيفة على المبادرة الجديدة، بأنها تأتي بعد 9 أشهر على جريمة اغتيال الصحفي السعودي «جمال خاشقجي»، وهو الذي خرج إلى منفى إجباري في أميركا، وكان من أشد الناقدين لولي العهد، وقتله فرقة تابعة للأمير المتهور.
وتؤكد الصحيفة أن المسؤولين السعوديين الآن يحاولون إقناع النقاد والمعارضين بالعودة إلى وطنهم من خلال إعطائهم تأكيدات على أمنهم وسلامتهم في حال عودتهم.
وتنقل الصحيفة في تقريرها عن سعودي يقيم في المنفى، وصله عرض بالعودة، قوله: «اتصل بي أحد الأشخاص -رفيعي المستوى- وقال لي لديّ رسالة شخصية من ولي العهد، يعدك بألا يحصل لك أي ضرر أو سجن لو قررت قبول عرضه».
وتشير الصحيفة إلى أن محاولات جلب المعارضين في الخارج لا تزال قائمة، حتى بعد جريمة اغتيال «خاشقجي».
وتكشف الصحيفة عن انزعاج القيادة العليا من السعوديين المنفيين، ما أدى إلى طلب إعداد دراسة حول هذا الموضوع، مشيرة إلى أن الدراسة قدرت عدد طالبي اللجوء السعوديين بـ50 ألف شخص، وذلك بحلول عام 2030.
وتلفت الصحيفة إلى أنه بالرغم من عدم تعليق السلطات السعودية على الموضوع عندما طلبت منها «فايننشال تايمز»، فإن إحصائيات نشرتها «مفوضية اللاجئين» التابعة للأمم المتحدة، أظهرت أن هناك ما لا يقل عن 815 سعوديًا تقدموا بطلبات لجوء في عام 2017، مقارنة مع 195 طلبًا في عام 2012.
ويشير التقرير البريطاني للصحيفة، إلى أن من بين هؤلاء طلابًا أرسلتهم الحكومة للدراسة في الخارج، لكنهم قرروا عدم العودة، بالإضافة إلى نساءٍ فررن من نظام الوصاية، لافتا إلى أنه لا توجد منظمة أو مظلة تجمع المنفيين السعوديين معًا، إلا أن تعاونهم واتصالهم يمثل تحديًا كبيرًا للحكومة السعودية.