سلط موقع الـ BBC البريطاني، الأضواء على معاناة النشطاء المصريين، بعد خروجهم من السجن، وخضوعهم لنظام المراقبة الذي يفرض عليهم المبيت في قسم الشرطة لمدة 12 ساعة يوميا.
وحمل المقال الذي كتبه الصحفي وائل حسين، عنوان «العدالة في مصر: حر بالنهار وسجين بالليل».
واستعرض الكاتب، ما يعانيه الصحفي المصري «سامحي مصطفى»، الذي يقطع مسافة 200 كيلومتر يوميا، من مقر سكنه مع أسرته بالقرب من القاهرة، وقسم الشرطة الذي يقوم بالمراقبة فيه في محافظته ببني سويف.
ونشر سامحي، عبر حسابه على موقع تويتر، صورة لسيارته، عقب حادث تعرض له وهو في طريقه لقسم الشرطة ، إلا أنه حكم عليه بالسجن لمدة شهر، لغيابه عن المراقبة يوم هذا الحادث.
صنائع المعروف تقي مصارع السوء
الحمدلله الذي نجاني pic.twitter.com/hiCklpdVi3— Samhy Mostafa (@SamhyMostafa) April 3, 2019
ورغم قضاءه، 5 أعوام في السجن، إلا أن عليه أن يقضي 12 ساعة من يومه داخل قسم الشرطة، ولمدة 5 أعوام قادمة.
وأدين الصحفي المصري سامحي، الذي يبلغ من العمر 32 عاما، بتهمة نشر أخبار كاذبة، ومساعدة جماعة الإخوان المسلمين –المحظورة حاليا– خلال أحداث عام 2013 في القاهرة، لكنه ينفي هذه التهم ويؤكد أنه كان يقوم بمقتضيات عمله.
لكن قضية سامحي، ليست الوحيدة، فهناك المئات من المعتقلين والنشطاء السياسيين، يواجهون نفس الإجراءات، التي تدينها المنظمات الحقوقية.
وفي بعض أقسام الشرطة، يسمح لمن يقومون بالمراقبة، بإحضار بطاطين من منازلهم للنوم داخل زنازين صغيرة، وفي بعض الاحيان يتركون في الباحة الخلفية لقسم الشرطة، وتحت أنظار كاميرات المراقبة.
وتستخدم السلطات المصرية هذه الإجراءات بشكل واسع، تجاه النشطاء السياسيين، الذين يعارضون عبدالفتاح السيسي، أو الذين كان لهم دور خلال ثورة 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.
وترجح منظمات حقوقية، أن يكون الهدف من تلك الإجراءات، هو سحق المعارضة، وجعل حياة المعارضين للسيسي أصعب، بالإضافة لعدد من القوانين، التي يأتي على رأسها قانون الاحتجاج سيئ السمعة، الذي يجعل من التظاهر أمرا مهددا للحياة.
ويكثر القضاة المصريون، من إصدار أوامر بالإفراج المشروط، وأحكام تتضمن تدابير خاصة مثل المراقبة.
وفي سبتمبر من العام الماضي، حكم على 215 شخصا –من بينهم المصور الصحفي المشهور باسم شوكان– بالسجن لمدة 5 سنوات والمراقبة لمدة مماثلة.
ورغم أنه تم الإفراج عن شوكان في مارس الماضي، إلا أنه يعاني مثل سامحي وآخرين من المراقبة، التي تجبره على قضاء الليل بشكل يومي في قسم الشرطة، ولمدة 5 سنوات قادمة.
نفس المعاناة يتعرض لها الناشط السياسي، علاء عبد الفتاح، الذي قضى 5 سنوات كعقوبة على المشاركة في مظاهرة سلمية، وتنتظره 5 سنوات أخرى من المبيت في قسم الشرطة 12 ساعة يوميا.
السجن موت يمكن احتمال بتخيل الحياة بعده. المراقبة حياة لا تحتمل الا بالتفكير في الموت.
— Alaa Abd El Fattah (@alaa) May 7, 2019
أول تغريدة لعبد الفتاح فور خروجه من المعتقل لم تكن ترد على مباركات الإفراج، بل تتخوف من السجن الجديد، “تبهجني فرحتكم بخروجي من السجن لكن للأسف أنا مش حر، ولا حتى بالمعنى المنقوص للحرية الدارج في بلادنا، أنا بسلم نفسي كل يوم لمهانة ومذلة اسمها المراقبة“.
وتحدث علاء عن تعرضه للتهديد أثناء قضاءه فترة المراقبة، من قبل ضباط مصريين، بسبب حديثه المستمر عن سوء هذه الإجراءات التي يتعرض لها.