قال وائل قنديل، الكاتب الصحفي ومدير تحرير جريدة الشروق: "أعلم أن جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة يتحملان القسم الأكبر من المسئولية عن حشد مصر في هذه اللحظة البائسة، وأدرك أن من حق قوى المعارضة المنتسبة للثورة أن تنازع وتصارع من أجل الانتصار، غير أنه سيكون انتصارا بمذاق الهزيمة الحضارية والأخلاقية، لو شاركت فيه قوى الثورة المضادة، التي لا تزال تصارع لهدم المعبد فوق رءوس الجميع، مدعومة بسند من الخارج لا تخطئه عين مراقب محايد".
وأوضح "قنديل" أن بيان المرشح الرئاسي الخاسر أحد شفيق الأخير، "كان يتحدث فيه يتحدث وكأنه رفيق درب للقوى الشعبية والثورية"، بقوله: "إما أن نتوحد لنمنع الديكتاتورية من أن تتغول وتهيمن، وإما أن يحتل هذا الفصيل مصر، لتحقيق أهدافه غير المصرية، وهو ما سوف نناضل ضده جميعا".
جاء هذا في مقاله اليوم بجريده الشروق وأشار إلى أن هذا الخطاب أو هذه الدعوة للتحالف في حاجة إلى رد فوري وواضح من رموز ثورية كالدكتور محمد البرادعى ، والمرشح السابق حمدين صباحي، وكثير من الائتلافات والحركات الثورية، التي تتبادل القصف العنيف مع جماعة الإخوان.
وكما أكد قنديل أن هذا القصف هو الذي أدى وسيؤدى إلى مزيد من النزيف داخل جسد الثورة، على نحو رأينا معه رموز موقعة الجمل العائدين من السجن يتحدثون وكأنهم وكلاء الوطنية المصرية، ومفجرو ثورة 25 يناير.
وأوضح أن "أخطر ما يمكن أن تصاب به المعارضة المصرية الحقيقية أن تسمح بعلاقات تجاور والتقاء مع معارضات أخرى فاسدة ومزيفة، لمجرد أن الخصم واحد، لأن المهزوم في هذه الحرب غير المقدسة مصر كلها،وستكون ثورة يناير هي وقود الحرب وأشلاءها ودماءها، لينفتح مشهد النهاية على عودة النظام القديم بكامل عداده وعدته" .
وأشار مدير تحرير الشروق إلى أنه تكفى تجربة الأسبوع الماضي الكئيب والتي تدل على بؤس سياسي قادم في الطريق، حيث أسفرت المعركة العبثية عن شهداء مزيفين من خارج الميدان ، وأعادت خصوم الطرفين المتناحرين إلى واجهة
الصراع.
