شاهدت «رابيه ليثبياني»، أميركية من أصول يمنية، على مدى 3 سنوات، الدمار الساحق الذي لحق بوطن أجدادها وآلام ومعاناة العائلة والأصدقاء وملايين اليمنيين الأبرياء؛ إذ إن أميركا تدعم حرب السعودية على اليمن، تقول لقد عشت في بروكلين لسنوات عديدة، وذهبت إلى المدرسة ونشأت في شوارعها، وفي نيويورك شاركت في الربيع العربي، وقمت بتنظيم مجتمعي يدافع عن حقوقه، حسب «نيويورك دايلي نيوز».
ووفق ما ترجمته «شبكة رصد»، يتأثر الأميركيون اليمنيون مباشرة بهذه الحرب ويواجهون صعوبات حادة، ويدعمون عائلتهم والأصدقاء المحاصرين في اليمن، أو الذين تقطعت بهم السبل في أنحاء العالم، والكثير منهم غير قادرين على إحضار الأطفال والزوجات للانضمام إليهم هنا، في أميركا؛ بسبب الحظر الذي فرضه الرئيس ترامب.
وتروي رابيه للصحيفة: «هرب زوجي، بشير عثمان، وهو صحفي يمني، من اليمن في يناير من عام 2016 ويواجه أوقاتا عصيبة في حياته بدونها» ويعيش في طي النسيان في الهند، غير قادر على العودة إلى اليمن لزيارة والدته التي تم تشخيصها مؤخرا بأنها مصابة بمرض السرطان، وغير قادرة على الانضمام لي، بينما زوجته، في نيويورك، بسبب حظر المسلم.. بالنسبة لوالدته في القانون، فإن العلاج في اليمن يشبه عقوبة الإعدام؛ حيث أدى الصراع إلى إضعاف النظام الصحي في اليمن، المرضى الذين لا يزال لديهم القدرة على مغادرة البلاد لديهم فرصة للعيش، والذين لا يستطيعون يواجهون الموت المؤكد والمؤلم».
وتضيف: «عندما أطلق التحالف السعودي «حملته» في النزاع اليمني في مارس 2015، أعلنوا أن الحملة لاستعادة شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ولن تستغرق أكثر من أسبوعين، والآن بعد 3 سنوات لا نهاية تلوح في الأفق، بل إن الوضع لا يزال في تدهور».
ويعتبر اليمن الآن أسوأ أزمة إنسانية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية؛ حيث يحتاج أكثر من 22 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، وقُتل ما لا يقل عن 5558 مدنيا، ونحو 3 ملايين شخص أجبروا على الفرار من ديارهم. هذه الأرقام مفزعة، لكن بالنسبة إلينا هم الأصدقاء والعائلات والمنازل التي فقدناها.
لمدة 3 سنوات حتى الآن، قصف التحالف السعودي المستشفيات والمدارس وحفلات الزفاف. فقد استهدفت بشكل منتظم الطرق والمزارع وحظرت الموانئ حتى لا تصل المساعدات المنقذة للحياة والسلع الأخرى إلى الناس الذين يواجهون المجاعة وأسرع تفشي الكوليرا في البلاد. في حين أن إدارة ترامب قد أدانت الحصار الذي تفرضه قوات التحالف بقيادة السعودية والذي يستبعد السلع الإنسانية والتجارية الحيوية، فإن هذه الكلمات يجب أن تترجم إلى أفعال.
وتقول الصحيفة إنه مع العديد من القضايا التي تتطلب اهتمامنا، من السهل استبعاد صراع على بعد آلاف الأميال من بروكلين، لكن الحقيقة تبقى أننا مسؤولون بشكل مباشر عن ألم ومعاناة الملايين. تدعم الولايات المتحدة هجمات المملكة العربية السعودية بالأسلحة والمخابرات والتزود بالوقود الجوي.
وتضيف «هذا أمر غير أخلاقي وغير قانوني، ولا يخدم مصالح الأمن القومي لأميركا. وطالما أن الولايات المتحدة تستخدم أموال الضرائب الأميركية وتأثيرها في تأجيج هذه الحرب على اليمن، فإنها لن تنتهي».
وتابعت الصحيفة: «يجب أن تثير هذه الأزمة كلا من نيويورك وأميركا للعمل؛ حيث يواجه الملايين من اليمنيين المجاعة والمرض والموت بدعم من الحكومة الأميركية.
مؤخرا، قدمت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين، بما في ذلك بيرني ساندرز، ومايك لي وكريس مورفي القرار 54 لمجلس الشيوخ المشترك، وهو مشروع قانون يستدعي قرار سلطات الحرب، والذي يمكن أن ينهي مشاركة الولايات المتحدة في الصراع. ويمكن لمجلس الشيوخ التصويت على هذا القانون في وقت مبكر من هذا الأسبوع».
وختمت رابيه حوارها قائلة: «لدينا فرصة كبيرة لإظهار لقادتنا أننا نتوقع منهم القيام بدورهم لإنهاء هذا الصراع والموت والمعاناة التي تسببها. أنا أتوسل مع زملائي من نيويورك والأميركيين لاتخاذ إجراءات وأحث أعضاء مجلس الشيوخ على المشاركة في رعاية مشروع القانون والتصويت عليه».
«يمكن لأميركا، بل يجب عليها، أن تستخدم نفوذها للمساعدة في دفع جميع الأطراف في اليمن نحو حل سياسي، ويمكننا أن نبدأ بإنهاء مشاركة أميركا. أشكر السيناتور كوري بوكر من نيوجرسي على المشاركة في رعاية مشروع قانون ساندرز- لي، وأطلب من نظيره السناتور بوب مينينديز، وسينورنا كيرستن جيليبراند وتشاك شومر من نيويورك، المشاركة في رعاية هذا التشريع».
«لقد أسهمت أميركا في هذه الحرب، والآن لدينا الفرصة لتصحيح هذا الخطأ. لقد تعلمنا في الأشهر الأخيرة أكثر من أي وقت مضى أن أصواتنا تهمنا، آمل أن تثير تلك الاصوات الاهتمام من أجل المساعدة في إنقاذ شعب اليمن».