«سيناء تحت القصف»؛ فمدارسها وجامعاتها ومعاهدها توقفت، وأُعلنت الطوارئ في مستشفياتها، وهرب العمال وهُجّر المواطنون، وقُتل مدنيون؛ هذا نتاج ما تشهده المحافظة المصرية على مدار 48 ساعة من إطلاق القوات المسلحة (المصرية) حملتها العسكرية التي أسمتها «العملية الشاملة 2018».
ويزعم الجيش أنه يخوض حربًا ضد الإرهاب، لكن حتى الآن لم يُعلن عن اعتقال أفراد مسلحين؛ ما يؤكّد اختفاء كل أفراد «ولاية سيناء» من هذا المشهد، إضافة إلى حالة الشلل التام في المحافظة ومنع التغطية الإعلامية.
توقف الحياة
وفي تصريح لـ«رصد»، يقول الخبير العسكري اللواء عادل سليمان إنّ «الحياة في شمال سيناء توقفت تمامًا، ولا نرى سوى بيانات إعلامية عن قصف ومعارك، بينما لا نعرف شيئًا عما يحدث؛ وأتوقع أنّ القوات المسلحة تقصف بشكل عشوائي، خاصة وأن أفراد ولاية سيناء باتت لديهم خبرة في تضاريس سيناء، إضافة إلى قدرتهم على الفر والكر والاختباء في هذا الوقت».
وأضاف أنّ «الجيش الآن يقصف محيط المناطق السكانية، والسكان الآن مختبئون داخل منازلهم، لا يستطيع أحد التحرك أو التجول؛ والتأكيد على أنّ هذه المنطقة ليست للحياة، بل للحرب؛ ومن ثم إجبار المواطنين على الخروج منها والهجرة إلى القاهرة أو السويس أو الإسماعيلية؛ والمهم هو تفريغها من أيّ مصري».
ويرى أنّ «القوات المسلحة تقصف شرق شمال سيناء عشوائيًا، وكل السيارات المقصوفة في الغالب لأشخاص مدنيين وليسوا لتنظيمات مسلحة».
تهجير للسكان
ورأى الدكتور حاكم المطيري، رئيس حزب الأمة الكويتي، أنّ سيناء تشهد تدميرًا للمدن وتهجيرًا للسكان على يد جيش كامب ديفيد لصالح إسرائيل؛ تنفيذًا لصفقة القرن ومشروع ترامب».
وأضاف، في تغريدة له على «تويتر»، أنّ «المشرق العربي يتعرذض لحملات تدمير لمدنه وتهجير لشعوبه من غزة وسيناء إلى حلب فالموصل إلى تعز وعدن لفرض خرائط الدم الأميركية!».
منطقة مهجورة
ونّدد المحامي الحقوقي أحمد حلمي بالحملة العسكرية على سيناء، قائلًا إنّ الموقف منذ ثلاثة شهور كان بدخول قيادات عسكرية للدولة الإسلامية إلى شمال سيناء، صاحبه الاستعداد لخطة اجتياح كاملة من القوات المسلحة. (يتضمن بالطبع استغلاله في تمرير صفقة القرن؛ لكن هذا هو الشكل المعلن الذي نتحدث عنه الآن).
وأضاف، عبر حسابه في «فيس بوك»، أنّه في «الأشهر الثلاثة تابعنا في صمت ما تم تسريبه من الاستعداد لعملية اجتياح؛ فتواترت اخبار عن نقل تكليف لأعداد كبيرة من الضباط إلى الجيش الثالث الميداني، استعدادًا لما يتوقع أنه اجتياح، مع ملاحظة تزايد استدعاء الاحتياط من الدفع السابقة؛ وهذا يحدث عادة عند الاستعداد لمشروع حرب».
وتابع: «انتهت الأخبار عند ظهور تكليف طبي للمستشفيات منذ ثلاثة أيام برفع حالة الاستعداد القصوى، والذي بنشره عرف ميعاد الاجتياح تقريبًا؛ وكان دلالة واضحة على أنه سيتم خلال ساعات».