ضجيج بلا طحين، هكذا يمكن وصف موقف نواب تكتل 25/30 داخل البرلمان، والذي يوصف بالمعارض، فلم يخض هذا التكتل أي معركة منذ بداية تكوينه داخل البرلمان، وحتى الآن، إلى أن وصل به الأمر إلي التهديد بالاستقالة، وتراجع عن تهديده وعاد مرة أخرى للبرلمان، في أزمة التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.
انقسام حول انتخابات الرئاسة
أخر مواقف التكتل المتذبذبة انتخابات الرئاسة؛ حيث الخلافات بين أعضاء التكتل حول جدوى المشاركة، ودعم أحد المرشحين، واجتمع نواب تكتل «25-30» بمجلس النواب، أمس الأربعاء، لمناقشة الموقف من الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في شهر مارس المقبل.
وأعلن التكتل، في بيان رسمي له، أن التكتل يتابع ويدرس كل المستجدات وإعلان الراغبين فى الترشح نيتهم للترشيح، وسوف نعلن عن موقفنا في الوقت المناسب.
موقف الائتلاف المتذبذب من انتخابات الرئاسة لم يكن الأول من نوعه؛ فقد سبقه الكثير من المعارك التي خاضها الائتلاف وكانت مواقفه متذتذبه، وخسرها في النهاية.
تيران وصنافير
تعتبر معركة جزيرتي تيران وصنافير، من أكثر المعارك حدة، والتي خاضها الائتلاف، وهدد بالاستقالة من البرلمان بسببها، ولكنه تراجع عنها، رغم تجاهل البرلمان له، وشهدت جلسة البرلمان مشاهد لم تحدث من قبل، من مشادات كلامية واتهامات باتباع بعض النواب بالعمالة لدول أجنبية واشتباك النواب بالأيدي وكسر ميكروفون المجلس، وحالات فوضى وشغب.
وأدى الهجوم الشرس من بعض النواب إلى انسحاب الدكتور علي عبدالعال رئيس المجلس، من الجلسة، ليعود مرة أخرى بعد هدوء الأوضاع، وكانت أبرز الخلافات تلك التي وقعت بين عبدالعال ونواب «25-30»، النواب «أحمد طنطاوي، وهيثم الحريري، وخالد يوسف، وضياء الدين داود»؛ حيث اتهمهم رئيس البرلمان بأنهم ممولون من الخارج وهو ما أحدث الكثير من الجدل والمشادات بين النواب.
اتهامات بالرشوة
كما نشبت مشادات خلال اجتماع لجنة الشئون التشريعية والدستورية، والخاصة بمناقشات اتفاقية تيران وصنافير، بين رئيس المجلس الدكتور علي عبدالعال، وتكتل «25-30»، وذلك إثر تحرك النائبين خالد يوسف، وهيثم الحريري من أماكنهم تجاه ممثل الحكومة اعتراضًا على موقفه من جزيرتي تيران وصنافير، وهو الأمر الذي أثار حفيظة رئيس المجلس الدكتور علي عبدالعال، منفعلا على تحركهم قائلا: «لا يزال مجموعة 25-30 مصرة على تخريب الجلسة».
وأضاف عبدالعال «الجيش المصري لا يبيع أرضه لأن من حارب من أجل الأرض لا يبيعها»، متابعا: «من يبيع هو من كبرت حساباتهم في البنوك، ومن يشتري السيارات بأكثر من مليون جنيه والشقق في الأماكن الفارهة.. الجيش المصري لا يبيع أرضه أبدا.. واللي يبع هو اللي بيقبض».
وعقب على حديثه النائب خالد يوسف بقوله: «إحنا بنقبض يا دكتور علي»، ليرد عليه عبدالعال: «افهمها زي ما أنت عايز»، لتدخل النائبة غادة عجمي بقولها: «مش عليكم طبعا خالص»، في الوقت الذي واصل يوسف اندفاعه على عبدالعال بقوله: «بتقول علينا إحنا حرامية»، ليعقب عليه عبدالعال: «إنت بتشهر بنفسك براحتك»، ليتهكم منه يوسف: «إحنا بنقبض فلوس كتير عشان نقول الكلمتين دول».
ووجه النائب أحمد طنطاوي حديثه لرئيس المجلس مطالبا إياه بعدم توجيه الاتهامات إليهم، قائلا: «لن نسمح لك بذلك إطلاقا».
التهديد بالاستقالة والتراجع
أكد تكتل نواب «25-30»، أنه سيتقدم باستقالته حال تصديق عبدالفتاح السيسي على اتفاقية ترسيم الحدود ونقل تبعية جزيرتي «تيران وصنافير»، إلى المملكة السعودية.
واستنكر التكتل، في بيان له، طريقة إدارة جلسات مناقشة الاتفاقية بمجلس النواب، مشيرًا إلى أنه كان هناك تعمد للحجر على رأي المعارضين للاتفاقية.
وأكد التكتل، أن الموافقة على الاتفاقية مخالفة للدستور واللائحة، وهو الأمر الذي يهدد بمشروعية بقاء مجلس النواب كمؤسسة تشريعية دستورية، ورغم كل هذا التصعيد تراجع الأئتلاف عن استقالته في النهاية.
كسر ميكروفون المجلس
تسبب هجوم النواب علي أعضاء تكتل «25-30» في غضب من أعضاء التكتل حيث توجه النائب خالد يوسف مصطحبًا «طنطاوي»، إلى المنصة التي يجلس عليها «الحسيني» وانفعل «طنطاوي» صارخا فيه: «طلع الزبالة من هنا، إنت جاي تقول كلام مزور وعلى الهوا وإحنا اللي جايبين بالدستور، حديثك كله مغلوط، وترمي علينا الافتراءات، دي أرض وتاريخ بلد، وقام بإلقاء ميكروفون المتحدث أرضا»، ما أثار نواب دعم مصر، واشتبكوا لفظيا بحدة مع «طنطاوي»، وحاولوا الاشتباك معه بالأيدي.
وتدخل رئيس البرلمان، وهدد بتمرير الاتفاقية والتصويت عليها، وقال لـ«طنطاوي»: «ما فعلته جناية، وإهدار للمال العام، سأحاسبك عليه، لينسحب بعدها تاركًا القاعة، منهيا الجلسة ثم عاد مرة أخرى لمواصلة الاجتماع».