في الوقت الذي تعرب فيه شركات الأدوية، عن غضبها بسبب عدم زيادة أسعار الدواء، وسط توقف إنتاج أكثر من 1500صنف دواء، منهم 55 صنفًا لا بديل له، جاءت تصريحات رئيس ائتلاف الأغلبية بالبرلمان محمد السويدي عن خفض أسعار الدواء لتثير السخرية.
خفض أسعار الدواء
وقال رئيس ائتلاف دعم مصر، المهندس محمد السويدي، إن الفترة المقبلة ستشهد انخفاض أسعار الدواء، و إن تحويل هيئة التنمية الصناعية، إلى هيئة اقتصادية أمر يساعد على ذلك.
وأضاف فى لقائه مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج «يحدث فى مصر»، على فضائية «ام بي سي مصر»، أن البرلمان طالب بإنشاء هيئة سلامة الدواء، وأن الحكومة استجابت، مشيرا إلى أن مجلس النواب يسعى لإعادة تشغيل كل المصانع الدوائية المتوقفة، حتى لا يكون هناك احتكار فى سوق الدواء.
وقال إن الدواء سيكون مجالا لمنافسة كبيرة تسفر عن خفض أسعاره، وهو ما أثار اعتراض الصيادلة، على حد تعبيره.
تجاهل رفع أسعار الدواء
وانتقد هاني مشعل، مدير شركة صن فارما الهندية للأدوية في مصر، تجاهل الحكومة للدواء في حركة زيادات الأسعار التي أقرتها خلال الفترة الماضية، موضحًا أن الدولة لم تلتزم بالاتفاق المبرم بينها وبين شركات الأدوية والذي تضمن فرض زيادات جديدة على أسعار الأدوية في أغسطس الماضي.
وأضاف «مشعل» خلال لقاء صحفي عقده أمس، بالتعاون مع السفارة الهندية، إن قرار الحكومة بزيادة أسعار بعض الأدوية في إبريل الماضي، شمل 20% فقط من إجمالي المستحضرات الدوائية، وغطى بالكاد تكلفة الإنتاج، بعد تسجيل بعض الشركات لخسائر في ظل ارتفاع أسعار المواد الخام.
وأضاف «إذا لم تتم الزيادة المقررة ستضطر بعض الشركات لوقف إنتاج بعض أدويتها وهو ما يهدد بعودة أزمة نواقص الأدوية»، قال «مشعل»، الذي يرى أن ما يهم المواطن هو توافر الدواء وليس انخفاض سعره.
وذكر أن هناك العديد من الشركات الهندية التي تسعى لدخول السوق المصرية «الواعدة» من وجهة نظرهم، إلا أن التحديات الحالية تؤخر قراراتهم، موضحًا أن أكبر تلك التحديات هى كمية الأدوية التي تخصصها وزارة الصحة للشركات لتصنيعها، أو ما يسمى بنظام «البوكسات» والتي لا تعد كافية لأغلب الشركات الكبيرة التي بإمكانها تصنيع المزيد من الدواء.
وأضاف أن هناك شركات أدوية محلية بدأت بافتتاح فروع لها خارج مصر، في محاولة للاستفادة من أسعار الدواء عالميًا.
نقص الدواء
ومن جانبه قال محمود فؤاد، مدير مركز الحق في الدواء: إن مصر مسجل بها 13 ألف صنف دواء والمتاح حاليا 6 آلاف صنف، موضحا أن بعض الأدوية لا يتم إنتاجها لأسباب علمية، ولكن المشكلة في وجود 1500 صنف باسم تجاري غير موجود، والأصعب هو وجود أكثر من 55 صنفا لا يوجد بديل لها، وعدم وجودها قد يؤدي لوفاة المرضى.
وأضاف في مداخلة هاتفية ببرنامج «صباح الورد» على فضائية «TEN»، مساء أمس الأحد، أن نواقص الدواء موجودة في العالم كله، ولكنه يتعامل معها بطريقة علمية، ويتم التنبؤ بتوقيت حدوث النواقص والعمل على توفيرها منعا لحدوث خطر على حياة المواطنين، معلقا على سؤال «المواطن يسمع مين في أزمة الدواء؟»، ساخرا «اسمع أم كلثوم».