وجه خيرت الشاطر المرشح لرئاسة الجمهورية اعتذارًا للإعلاميين عن عدم قدرته على الحديث للإعلاميين خلال تقديم أوراق ترشحه بمقر اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، مشيرًا إلى عدم حبه للظهور الإعلامي ليس انتقاصًا من دور الإعلام وإنما عملاً على مبدأ سيسعى لإرسائه طالما أنه ترشح لمنصب يحاول من خلاله أن يقدم خدمة لمصر، لافتًا النظر إلى تفهمه لحملات القصف الإعلامي ضده في مناخ العمل العام الحالي مشيرًا إلى أنه تصدق بعرضه في سبيل هذا الوطن.
وأشار الشاطر خلال المؤتمر الذي نظمته حملته لشرح ملامح برنامجه الانتخابي إلى أنه لم يعد يمثل نفسه الآن بعد ترشحه وإنما يمثل جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة باعتبارهما يحملان رؤية لبناء نهضة مصر والأمة العربية على مرجعية إسلامية.
ولفت الشاطر إلى أن الإخوان دأبوا على العمل النهضوي والتنموي باعتباره شغلهم الشاغل حتى وهم في السجون، لذا فإن هدفنا هو تحفيز الشعب بكل فصائله للمشاركة في بناء نهضة مصر الحديثة، مشيرًا إلى أن برنامجه الانتخابي يسعى للدمج بين ثلاثة أدوار لخلق التفاعل الذي يحدث نهضة حقيقية وهي " دور شعبي وآخر حكومي ثم دور القطاع الخاص" ، معتمدًا في ذلك على دراسته للحالة المصرية خلال الـ 5 أشهر الأخيرة.
وأضاف أن سقوط مبارك لا يعني أننا أقمنا نظامًا سياسيًّا يواكب حقبة ما بعد الثورة، مشيرًا إلى أن الدولة كانت في مواجهة المجتمع بشكل غير عادي في فترة مبارك، مشددًا على أن المنظومة الأمنية ضعيفة وتحتاج إلى العمل سريعًا لاستعادة أمن الشارع، وإن تنفيذ القانون يحتاج إلى منظومة أمنية قوية مشددًا على أن تحسين البيئة الاقتصادية يحتاج إلى نظام سياسي وأمني مستقر.
وقال: التحدي الذي يتحمله مشروع النهضة هو الوصول بالشعب المصري إلى مكانته اللائقة "مضيفًا أن المراحل الثلاثة لمشروع النهضة "القصيرة والمتوسطة والطويلة" ستبدأ منذ اليوم الأول على التوازي خاصة أن حجم الدين الداخلي والخارجي وصل تريليون و140 مليار جنيه نتيجة سياسات نظام مبارك.
وشدد مرشح الإخوان على أنه يسابق الزمن لإحداث النهضة والإصلاح والتغيير، مشيرًا إلى أن تركيزه انصب وفريق عمل مشروع النهضة في الحزب والجماعة منذ فترة على نقطتين هما: الاستفادة من كل التجارب المفيدة للدول الناجحة كإيطاليا وألمانيا وجنوب إفريقيا والهند والنرويج، والتعاون في المجال الاقتصادي.
وقال الشاطر إنه يمثل كل المصريين، ويرفض احتكاره على حزب أو جماعة بحكم الأدبيات الموجودة في الجماعة التي دفعتني إلى أن أُقدم استقالتي من مكتب الإرشاد عقب اختياره لخوض الانتخابات، رافضًا محاولات إنتاج النظام القديم مرة أخرى في صورة ترشيح نائب الرئيس المخلوع اللواء عمر سليمان الذي رفضه الشعب، والذي كان يعده ليكون رئيسًا من بعده، مؤكدًا أن جموع الشعب ستشارك في ثورة أخرى إذا نجحت هذه المحاولات.
وأعرب عن عدم ميله لفكرة الاتفاق على مرشح إسلامي واحد، مشيرًا إلى أن الشعب هو صاحب القرار، ويجب إعطاء فرصة للاختيار بين أكثر من بديل جيد، مشددًا على وقوف الجماعة والحزب خلف المؤسسات الجديدة التي يختارها الشعب.
وأكد أن رؤية الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة تهدف إلى بناء مصر على أساس المرجعية الإسلامية؛ حيث إن الشعب اختارنا وانتخبنا وكنا في السجن تحت وطأة الاعتقال تعمل في مشروع النهضة، وأن كل دولة لها في نهضتها مرجعية.
وشدد على أن المسلم لا يعرف في حياته اليأس وهو عنصر دائم في العطاء والبناء ومنشغل بإعمار الأرض مهما كانت الصعاب، موضحًا أن الإخوان يسعون لبدء تنفيذ مشروع النهضة بعد أن كان تحقيقه درب من دروب الخيال ومحال في ظل العهد البائد.
وأوضح أن الشعب عانى لسنوات طويلة ؛ حيث من الضروري في هذه المرحلة إعادة إعمار الأرض وإصلاحها بعد أن قام نظام مبارك بتدمير جزء كبير من الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتجريف مواردها ومقدراتها.
وقال أن قرار ترشيح الإخوان لي مفاجئ لي، وأكد ضرورة استكمال بناء النظام السياسي في مرحلة ما بعد الثورة لأن سقوط نظام المخلوع لا يعني سقوط رموزه في أجهزة ومؤسسات الدولة المختلفة؛ حيث إن النظام الحالي ليس معبرًا عن ثورة 25 يناير بالإضافة إلى أهمية إيجاد ثورة تشريعية.
وشدد على ضرورة إطلاق برنامج شامل للنهضة الاقتصادية، لأن فيه تواصل مباشر مع الناس وهذه مرحلة إطفاء الحرائق التي أضرمها النظام البائد، موضحًا أنه على رأس أولويات برنامجنا وقف نزيف الفساد؛ حيث إنه نهب أموال الدولة في عهد مبارك تجاوز ثلاثة أضعاف إجمالي ميزانيات مصر خلال 30 سنة.
وأكد ضرورة العمل على إنقاذ ما تبقى من موارد الدولة بالإضافة إلى ضرورة التركيز على تنشيط الاستثمارات في ظل العجز الحالي داخليًّا وخارجيًّا وفتح الباب أمام المشاريع الصغيرة وتفعيل القطاع الخاص، ولكن وفق معايير وضوابط محددة وإعادة صياغة منظومة التعليم لإعادة تنشئة الأجيال بشكل صحيح يحق نهضة حقيقية للوطن.
وشدد على ضرورة استعادة دور مصر الفعال على المستوى الدولي والإقليمي، موضحًا أنه التقى بقيادات دول كثيرة في العالم بهدف تعظيم المصالح المشتركة بينهم.