رغم العقوبات وردود الأفعال السلبية التي تتخذها عدد من القوى الدولية تجاه كوريا الشمالية ، إلا أن الأخيرة تصر على مواصلة برنامجها النووي واختبار صواريخها من وقت لآخر، الأمر الذي يثير قلق قوى الغرب مع الصعود المتنامي لبرنامج بيونج يانج النووي.
ايطاليا تطرد سفير كوريا
كان آخر الإجراءات التي تم اتخاذها بحق كوريا الشمالية، ما اعلنته إيطاليا اليوم الأحد، من طرد سفيرها في روما، إثر استمرار التجارب النووية والصاروخية التي تجريها بيونج يانج.
وقال وزير الخارجية الإيطالي، أنجيلينو الفانو، «لقد اتخذنا قرارًا قويًا وهو طرد سفير جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، ولهذا يجب على السفير مغادرة إيطاليا».
وأوضح الوزير، أن «كوريا الشمالية نفذت في الأسابيع الأخيرة المزيد من التجارب النووية، بطاقة أكبر من كل سابقاتها، واستمرت في إطلاق الصواريخ الباليستية، وقد دعت إيطاليا، التي رأست لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن، المجتمع الدولي إلى مواصلة الضغط على النظام في بيونج يانج».
وأضاف الفانو، أن «إيطاليا لن تقوم بقطع العلاقات، من أجل الحفاظ على قنوات اتصال»، موجها رسالة إلى كوريا الشمالية، قال فيها «نريد أن نوضح لبيونج يانج أن العزلة أمر لا مفر منه إذا لم تغير نهجها».
غير معنية بالحوار
وقالت الخارجية الأمريكية إن كوريا الشمالية لم تبد اهتماما بمتابعة المحادثات بشأن برامجها النووية والصاروخية، وذلك عقب إعلان وزير الخارجية الأميركيريكس تيلرسون، أمس، أن واشنطن ستجري اتصالات مع بيونج يانج.
وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، في بيان: «مسؤولو كوريا الشمالية لم يظهروا أي مؤشر على أنهم مستعدون أو مهتمون بالتباحث حول نزع السلاح النووي»، بحسب ما أوردت وكالة رويترز للأنباء.
قنبلة هيدروجينية
وذكرت صحيفة «» الروسية، بحسب مصادر في كوريا الجنوبية، أن بيونج يانج ربما تجري قبل نهاية الأسبوع الجاري اختبارا جديدا لقنبلة هيدروجينية، في مطلع شهر أكتوبر.
وقالت الصحيفة، بحسب «روسيا اليوم»، إن الكوريين الشماليين، رغم تصعيدهم درجة التوتر باستمرار، فإنهم يدركون أنهم سيوجهون ضربة إلى الولايات المتحدة، ولكن نظامهم سيسقط. لذلك، يعتقد الخبراء أن تهديدات كيم جونغ أون هي ابتزاز أو دعوة إلى التفاوض.
وخلال الفترة السابقة اتخذت عدد من الدول إجراءات عقابية تمثلت في طرد سفراء بيونج يانج، وقطع العلاقات التجارية، والامتثال لقرارات مجلس الأمن الأخيرة بحق كوريا الشمالية.
الكويت تعاقب بيونج يانج
وفي منتصف سبتمبر الماضي، أعلنت الكويت أنها امهلت سفير كوريا الشمالية لديها شهرا لمغادرة البلاد قبل تخفيض العلاقات الديبلوماسية بين البلدين
وأكد مسؤولون أن الكويت قالت إنها لن تجدد تصاريح الإقامة لمواطني كوريا الشمالية بمجرد انتهاء التصاريح السارية بالفعل والتي تنتهي خلال العامين المقبلين.
كما أوقفت الكويت أيضا إصدار أي تصاريح إقامة او دخول للبلاد بالنسبة لمواطني كوريا الشمالية كما قطعت العلاقات التجارية معها وأوقفت الرحلات الجوية للعاصمة الكورية الشمالية بيونج يانج.
إسبانيا على خطى الكويت
وأكدت وزارة الخارجية الإسبانية في 19 سبتمبر، أنها استدعت سفير كوريا الشمالية وطالبته بمغادرة البلاد، قبل نهاية الشهر إثر إصرار بلاده على استمرار تجاربها للأسلحة النووية.
وقالت الوزارة في بيان «اليوم تم استدعاء سفير كوريا الشمالية وأُبلغ بقرار اعتباره شخصا غير مرغوب فيه ومن ثم عليه التوقف عن العمل ومغادرة البلاد قبل 30 سبتمبر».
الصين تغلق شركات كورية
ومن جهتها أعلنت وزارة التجارة الصينية، إغلاق جميع الشركات التابعة لكوريا الشمالية في البلاد، وذلك خلال 120 يومًا في إطار تنفيذ العقوبات، التي أقرها مجلس الأمن.
كما يشمل قرار الإغلاق، الشركات الصينية العاملة في الخارج والتي تدخل في رأس مالها حصص لكوريا الشمالية، حسبما ورد على موقع الوزارة الصينية.
كما أعلنت الحكومة الصينية السبت الماضي، حظر واردات المنسوجات من كوريا الشمالية، إضافة لتعليق صادرات بعض المنتجات النفطية إلى هذا البلد، وذلك امتثالا لقرار مجلس الأمن الدولي.
وتعتبر الصين أحد حلفاء كوريا الشمالية، والتي تصر على إنهاء الأزمة بالحوار وليس بفرض العقوبات عليها، إلا أن مسؤولون في الإدارة الأمريكية صرحوا لوسائل الإعلام قبيل ذهاب تيلرسون إلى الصين، بأن بكين تبدو مستعدة على نحو متزايد لقطع العلاقات مع اقتصاد كوريا الشمالية، في الوقت الذي تشهد العلاقات الصينية الأميركية تطورا ملحوظا.