لا تتوقف التحذيرات العالمية من الأسماك المصرية، فكل فترة تحظر أحد الدول استيراد الأسماك من مصر، في ظل التحذيرات من خطورة هذه الأسماك على صحة الإنسان نتيجها لتغذيتها بطريقة غير صحيحة.
يأتي هذا في الوقت الذي تدعم فيه الحكومة إنشاء مزارع جديدة للأسماك لزيادة الإنتاج، وشهدت الفترة الماضية انتشار لهذا المزارع، وسط غياب الرقابة من الدولة.
وتُنتج مزارع الأسماك في مصر قرابة 1.1 مليون طن سنويا، من إجمالي إنتاج لا يتجاوز 1.7 مليون طن، فيما تأتي النسبة المتبقية من الصيد البحري.
مخلفات الدواجن
ومع ارتفاع أسعار أعلاف الأسماك، بعد تعويم الجنية، لجأت أغلب مزارع السمك عإلى الاعتماد على مخلفات الدواجن في تغذية الأسماك، وتحولت مخلفات الدواجن إلي تجارة تتهافت عليها المزارع، وسط غياب الرقابة من الدولة، وتحذيرات الأطباء من خطورة هذا الأمر على صحة المصريين.
وحذر الدكتور صبري محمد، وكيل وزارة الصحة السابق، من خطورة أسماك المزارع، مؤكدا أنها تسبب الكثير من الأمراض القاتلة.
وأوضح صبري في تصريح خاص لرصد، أن أسماك المزارع تتغذى بشكل كلى على مخلفات الدواجن، مشيرا إلي أنه يتم جمع هذة المخلفات من مزارع الدواجن، ويتم طحنها وخلطها ببعض المواد العضوية، وتقدم للأسماك كبديل للأعلاف، والتي تضاعف سعرها نتيجة تعويم الجنيه.
وشرح صبري الأمراض التى تصيب الإنسان بفعل هذا الغذاء، مشيرا إلي أنها تصيب بالسرطان والفشل الكلوي، والتسمم، بخلاف حجم البكتريا التي تحملها هذه الأسماك لأنها يتم تربيتها في مياة الصرف الصحي.
حظر مصر
والشهر الماضي، فرضت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، حظرا مؤقتا على استيراد الأسماك الحية من مصر، وبررت السعودية قرار الحظر بأنه اعتمادا على النشرة التحذيرية التي أصدرتها منظمة الأغذية والزراعة «فاو»، يوم 26 مايو الماضي، بتسجيل مرض (Tilapia Lake Virus) الذي يصيب الأسماك في مصر.
وجددت السودان، مؤخرا، حظر دخول الأسماك والخضراوات والفاكهة الطازجة والمجففة المستوردة من مصر، حيث أصدرت هيئة المواصفات والمقاييس السودانية، ضوابط جديدة منعت خلالها المستوردين والمصدرين والأفراد من إدخال بعض السلع للسودان.
فيرس مميت
أعلنت منظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، عن مواصفات فيروس «بلطي البحيرات» الذي تسبب في حظر المملكة العربية السعودية لواردات الأسماك من مصر، مؤكدة أن الفيروس مايزال مجهولا، ويحتاج إلى المزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كان ينتقل من خلال الأنواع غير البلطية وغيرها من الكائنات الحية مثل الطيور والثدييات التي تقتات على الأسماك، وما إذا كان يمكن أن ينتقل من خلال منتجات البلطي المجمدة.
وأوضحت «الفاو»، أن المرض أظهر نسب نفوق متفاوتة جدا، حيث أدى انتشاره في تايلاندا إلى نفوق ما يصل إلى 90% من مخزونات السمك، مضيفة أنه غالبا ما تظهر على الأسماك المصابة عوارض من بينها فقدان الشهية وبطء الحركة والتقرحات والتمزقات الجلدية، وعيوب في البصر، وعتامة في عدسة العين.
وبينت المنظمة، أنه يتوفر اختبار موثوق لتشخيص فيروس «بلطي البحيرات»، والذي ينتمي إلى فصيلة فيروسات «أورثوميكسو»، وهي نفس الفصيلة التي ينتمي إليها فيروس «أنيميا السلمون» المعدي، والذي أحدث أضرارا كبيرة جدا في قطاع استزراع السلمون.
وفى مايو الماضي، نشرت شبكة «مراكز تربية الأحياء المائية إقليم آسيا والمحيط الهادي»، مذكرة إرشادية بشأن فيروس «بلطي البحيرات»، كما نشرت المنظمة العالمية لصحة الحيوان بطاقة تعريفية للمرض، كما نشر المركز العالمي للأسماك وثيقة حقائق بعنوان «ما نعرفه وما نفعله بخصوص فيروس بلطي البحيرات».
وأكد التحذير، تأكد انتشار فيروس «بلطي البحيرات» في 5 دول و3 قارات وهي «كولومبيا والأكوادور ومصر وإسرائيل وتايلاندا»، مشيرا إلى أن هذا الفيروس لا يشكل خطرا على الصحة العامة للبشر إلا أنه يقضي على الأسماك المصابة، موضحا أنه في عام 2015 بلغ حجم الإنتاج العالمي من سمك البلطي المستزرع والبري نحو 6.4 مليون طن، بقيمة تقدر بنحو 9.8 مليار دولار، وقدرت قيمة التجارة العالمية في هذه الأسماك بنحو 1.8 مليار دولار.