سادت حالة من الغضب بين القضاة المصريين بعدما أعاد المستشار حسن فريد، قاضي قضية اغتيال النائب العام، السخرية إلى مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول مقطع فيديو له أثناء النطق بالحكم أظهر فيه أخطاء نحوية ولغوية، وكذلك في اقتباسه لآيات من القرآن الكريم.
وفي منشورات على صفحة «نادي القضاة» بـ«فيس بوك»، عبّر القضاة عن مدى سخطهم وغضبهم من حملة السخرية على مواقع التواصل ضد أخطاء القضاة في اللغة العربية.
وأظهر مقطع الفيديو حسن فريد أثناء إصداره حكمًا بالإعدام على 28 شخصًا في قضية اغتيال النائب العام وحرّف في قراءة قول الله تعالى: «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يُقتّلوا أو يُصلّبوا أو تُقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرض».
وأثار مستوى قراءته للغة العربية استغراب جميع من كان في القاعة، حتى المستشار الذي يجلس بجواره نظر إليه باستغراب، إضافة إلى صدمة مئات المشاهدين للفيديو.
وجاءت ردود أفعال القضاة لتكشف عن حالة الغضب التي سادت بينهم؛ فأعلن أحدهم أنه اضطر إلى حذف أقارب له من قائمة أصدقائه بسبب سخريتهم من الأداء اللغوي للقضاة.
ولم يكن المستشار حسن فريد الأول في هذه الأخطاء، إذ سبقه قضاة آخرون في قضايا كبرى، ظهر فشلهم في اللغة العربية؛ ما أثار التساؤلات عن المستوى الثقافي والتعليمي للقضاة في مصر لدرجة فشل بعضهم في قراءة نص عربي أو آية قرآنية.
من هؤلاء القضاة:
1- أحمد رفعت
في مستهل جلسة النطق بالحكم ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك ومسؤولين في حكمه في 2 يوليو 2012، تضمّنت كلمة القاضي والمستشار أحمد رفعت أخطاء نحوية كثيرة؛ منها أخطاء في آيات قرآنية.
وقرأ «أحمد رفعت» قوله تعالي «قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء» بحذف كلمة «الملك» الثانية بدلا من قراءة «تنزع الملك ممن تشاء»، ونسي قوله تعالى «وتعز من تشاء».
2- محمد حسام
ارتكب المستشار محمد حسام عبدالرحيم، وزير العدل الحالي ورئيس مجلس القضاء الأعلى سابقًا، أخطاء جسيمة أثناء كلمة الترحيب في «عيد القضاء» في 10 يناير 2015 وفي الآيات القرآنية التي ختم بها، بحضور عبدالفتاح السيسي.
وتكرّر على لسان «محمد حسام» كثير من الأخطاء النحوية والإملائية؛ كان أشدّها عند قراءته قوله تعالى «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون»، فقال: «وسيعلم (الذي) ظلموا أي منقلب ينقلبون» بدلًا من «الذين».
ثم قال: «ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا» بفتح التاء في «تُزغ» بدلًا من ضمها كما في الآية، وقال: «وهب لنا من لدنك رحمة» بتشديد النون في «لدنك» بدلًا من تسكينها، واختتم الآيات قائلًا: «صدق رسول صلى الله العظيم».
3- نبيل صليب
كما كانت هناك أخطاء شنيعة في التاريخ تمثّلت في جهل المستشار نبيل صليل بالقائد الإسلامي الشهير «سيف الدين قطز»، الذي نطق به «سيف الدين قدس»، ونهر «دجلة» في العراق الذي تحوّل عند القاضي إلى نهر «دلجة».
4- معتز خفاجي
من بين القضاه الذين أظهروا إخفاقًا في النطق اللغوي المستشار معتز خفاجي، الذي أصدر حكمًا بتحويل أوراق أربعة من المتهمين في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«أحداث مكتب الإرشاد»؛ إذ حرّف في آية قرآنية أثناء تلاوتها.
فقرأ آية القصاص قائلًا: «ولكم في الحياة القصاص يا أولي الألباب»، بدلًا من «ولكم في القصاص حياة».
5- شعبان الشامي
أخطأ المستشار شعبان الشامي في القراءة وتلعثم بشدة، ولقنه قاض آخر، قبل أن يصدر أحكامًا بالإعدام على الدكتور محمد مرسي وقيادات من «الإخوان» في قضيتي «التخابر» و«اقتحام السجون».
ومن بين الجمل التي نطقها «الشامي»: «إنّ دار الإفتاء ترى أن الجرائم التي نسبت إلى المتهمين قد اشترك في ارتكابها جماعة مكلفة ونفذوها طبقًا لاتفاق»، وعلى الرغم من بساطة الجملة؛ فإنّه أعاد قراءتها مرارًا وتكرارًا.