استمرارًا لمسلسل الأحكام المثيرة والباطلة، قضت محكمة جنايات القاهرة بالحكم المشدد 15 عامًا بحق الطالب جمال خيري محمود، بداعي اتهامه بتدريب المعتقلين في قضية مقتل النائب العام الراحل هشام بركات على السلاح؛ رغم إصابته بالعمى.
وبحسب صحيفة الأهرام، قال دفاع الطالب إن النيابة أخفت حقيقة إصابته بالعمى عن المحكمة، وموكله كان يوقع على محضر التحقيقات في النيابة بمساعدة سكرتيرها الذي كان يمسك بيده.
وحينما اعترضت النيابة موجهة سؤال: كيف يكون المتهم كفيفًا وهو يطلب الكتب الدراسية للمذاكرة؟ رد الدفاع بأنه كان يطلب كتبًا بنظام «برايل» الخاص بالمكفوفين، مستنكرًا توجيه تهمة تدريب الإخوان على استخدام السلاح لموكله. فيما أكدت هيئة المحكمة بعد مناظرتها للمتهم أنه كفيف ولا يستطيع الرؤية.
وقوبلت ادّعاءات نيابة أمن الدولة العليا الموجهة إلى جمال خيري بسخرية مرتادي مواقع التواصل من الحكم، معتبرين أن المحكمة رأت الكفيف الشخصية السينمائية «رامبو» وليس فردًا لا يقوى على شيء.
الحكم على طفل الرابعة
لم يكن الحكم على الطالب الكفيف الأول من نوعه في مصر منذ الثالث من يوليو 2013، ففي فبراير الماضي أصدرت محكمة عسكرية حكمًا بالسجن المؤبد على أكثر من مائة متهم؛ بينهم طفل في الرابعة من العمر، بداعي إدانتهم بالتجمهر وقتل أربعة متظاهرين في محافظة الفيوم.
وبعد السخرية والاستنكار العالميين للحكم، قالت السلطات العسكرية إنه لم يكن هناك طفل في الرابعة من عمره بين المحكوم عليهم، وادّعت أن الشخص المقصود يبلغ من العمر 16 عامًا.
إعدام ميت
وفي يونيو الماضي، قضت المحكمة غيابيًا بمعاقبة خمسة متهمين بالسجن المؤبد؛ أبرزهم الشهيد الدكتور محمد كمال، الذي صفّته قوات الأمن في منطقة بالمعادي.
معتقلو العزاء
وفي أكتوبر 2015، أصدر المستشار ناجي شحاتة حكمًا بالسجن المؤبد على عشرة أعضاء في «حركة شباب 6 أبريل» بتهمة التظاهر والتجمهر وحيازة أسلحة، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«معتقلي العزاء»، دون إعلام المحامين أو المتهمين الذين أخْلت النيابة سبيلهم العام الماضي بعد يومين من القبض عليهم.
حيازة رواية 1984
في 9 نوفمبر 2014، ألقت أجهزة الأمن بالجيزة القبض على طالب في محيط جامعة القاهرة لحيازته رواية الأديب الإنجليزي جورج أورويل «1984».
حررت مباحث الجيزة محضرًا بالواقعة، وجاء فيه أن الرواية تتحدث عن الأنظمة العسكرية الفاسدة التي تحكم البلاد بديكتاتورية، كما عثرت على كشكول مدون فيه عبارات عن الخلافة الإسلامية وكيفية تطبيقها.
إطلاق اسم السيسي على حمار
في سبتمبر 2013، قبضت قوات الأمن بقنا على الفلاح المصري عمر عبدالمجيد بعد إطلاقه اسم السيسي، وزير الدفاع آنذاك، على حماره، ووضعه ما يشبه القبعة العسكرية عليه.
وبعد قضاء ستة أشهر في الحبس الاحتياطي، قضت محكمة قنا بحبسه عامًا في أبريل 2014.
منشكح من قتل الشباب
في 11 فبراير 2014، الذكرى الثالثة لخلع الرئيس محمد حسني مبارك، قبضت قوات الأمن على الطبيب يحيى عبدالشافي، الذي اشتهر في الأوساط الثورية برفع لافتات سياسية ساخرة، بعد مشاركته في وقفة أمام نقابة الصحفيين تندد بتعذيب المعتقلين، رافعًا لافتة كتب عليها «أنا منشكح من قتل الشباب».
سوء استخدام التكنولوجيا
في أواخر أبريل 2014، قبضت قوات الأمن بقسم التجمع الخامس على نسمة يوسف، عضو حزب العيش والحرية، بعد تصويرها أحداث اعتقال أهالٍ أمام القسم لتنظيمهم فصول محو أمية. ووجهت إليها النيابة تهمة سوء استخدام أجهزة الاتصالات، وحبستها أربعة أيام على ذمة التحقيق.
وأصدر حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بيانًا آنذاك ندد فيه بالواقعة، معتبرًا أن القبض عليها يرجع إلى رغبة الشرطة في ألا توثق تجاوزاتها وانتهاك حريات المواطنين.