رغم نفي الحكومة المصرية قيام أثيوبيا بدأ ملئ سد النهضة، إلا أن مصر بدأت بالفعل في المعاناة بسبب الفقر المائي، وسط تحذيرات رسمية بأن مصر مقبلة على جفاف مائي، قد يؤدي إلي مجاعة، وبوار الآلاف من الأفدنة.

فمع إعلان بداية الأزمة بدأ بوار الآلاف من الأفدنة الصالحة للزراعة بمختلف محافظات الجمهورية، كما ضرب العطش المدن والقرى.

وجاءت تحذيرات وزير الري الدكتور محمد عبدالعاطي بأن مصر معرضة لموجة من الجفاف الشديد خلال العقود القادمة، لترفع من شدة المخاوف بين المواطنين من مجاعة مقبلة لا تبقي ولا تذر.

مصر مقبلة على جفاف

من جانبه، قال محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري، إن مصر تعاني من عجز مائي يقدر بـ20 مليار متر مكعب، يتم تعويضه بإعادة استخدام المياه الصالحة للشرب.

وأضاف «عبدالعاطي» خلال لقائه ببرنامج «المواجهة»، المذاع عبر قناة «اكسترا نيوز»، أن اتفاق «إعلان المبادئ» الموقع من ثلاث دول تشمل مصر والسودان وإثيوبيا، تحدد طريقة ملء سد النهضة مع مراعاة عدم تضرر أي دولة.

ونفى صحة إعلان بدء تخزين إثيوبيا للمياه في بحيرة سد النهضة، لافتًا إلى أن الملئ المتدرج لخزان السد يمثل إحداث خطر إنشائي له انعكاسات على السودان ودول المصب، مؤكدًا أن القاهرة تعمل على استكمال الدراسات غير المكتملة الخاصة بالسد منذ 2012 حتى الآن.

بوار آلاف الأفدنة

تسبب النقص الشديد فى مياه الرى فى محافظات وجه بحرى وقبلى، بتهدد آلاف الأفدنة بالبوار، وهو ما جعل الفلاحين يناشدون وزارة الرى بسرعة التدخل لإنقاذ الأراضى الزراعية بعدما جفت الترع، وتحولت معظمها إلى مقالب للقمامة.

ومن جانبه قال النائب البرلماني السيد حسن، وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن هناك زيادة جديدة في بوار آلاف الأفدنة هذه الفترة.

وأضاف السيد حسن أنه يتواصل مع الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، لمناقشة هذه القضية، حيث يرجع سبب بوار آلاف الأفدنة إلي نقص مياه الري وعدم توافرها.

وأشار حسن إلي أن «مجلس النواب فى إجازة، إلا أنه لن يتكاسل في التدخل لحل أزمة كبيرة تواجه عددا كبيرا من الفلاحين في محافظات وجه بحري وقبلي، خاصة بعدما اشتكى عدد كبير من الفلاحين عدم توافر مياه الري في الترع لري الأراضي مما أضر  بالمحاصيل وأدى إلى تلفها وإصابتها».

آلاف الأفدنة تروى بمياه الصرف

تشتد أزمة مياه الرى فى غالبية قرى محافظات مصر، ورغم تخفيض مساحات الأرز بصورة لافتة للنظر، إلا أن هناك مناطق لا تصلها المياه نهائيا، وتعرضت مساحات كبيرة للبوار بسبب نقص المياه‏، ما يهدد بتلف الزراعات المختلفة، فضلا عن اعتماد العديد من القرى على رى زراعاتهم من مياه الصرف، في ظل العجز الشديد في المياة.

ويقول عيد راغب، عضو مجلس إدارة جمعية الزعفران غرب بالحامول، إن أكثر من ٢٦٠٠ فدان بالزعفران بالحامول، تروى بالمياه المخلوطة بالصرف الصحى بالمنازل، بسبب قيام الأهالى بصرف مخلفات صرفهم الصحى على الترعة مباشرة، ما يمثل كارثة، إضافة إلى أن غالبية قرى مركز بيلى تروى زراعاتها من مصرف «كوتشينر» مباشرة لعدم وجود أى وسيلة رى أخرى.

مصر مقبلة على مجاعة

حذر خبراء من أن مصر مقبلة على مجاعة بسبب سد النهضة، حيث تتحدث فيه تقارير عن بوار الآلاف الأفدنة، والفقر المائي.

وأكد تقرير صهيوني خطورة سد النهضة الإثيوبي على نهر النيل شريان الحياة لملايين المصريين، مبرزا تداعيات ذلك على إسرائيل.

وحسب التقرير الذي نشر في موقع القناة الثانية الإسرائيلية، فإن جفاف نهر النيل سيؤدي إلى كارثة تهز الشرق الأوسط.

وكشف التقرير -الذي ترجمته العديد من المواقع- عن معلومة حول السبب الرئيسي لبناء إسرائيل الجدار العازل مع مصر، موضحًا أنه جاء بعد رصد مخاوف إسرائيلية من تسلل ملايين اللاجئين من مصر وأفريقيا على خلفية أزمة المياه والمناخ والديموجرافيا المشتركة.

وحذر التقرير من تداعيات الضرر البيئي لذلك، واستحضر سيناريو مماثل حدث في وراندا في التسعينيات والذي تمثل في الإبادة الجماعية نتيجة التكدس الكبير للسكان في بقعة أرض كانت خصبة جدًا وتحولت لأرض شديدة الجفاف، ما أدى إلى حدوث مجاعة بالبلاد.

ونوه إلى أنه إذا لم يحدث تغير حقيقي، فإن مصر تنتظر مستقبل كارثي، لافتًا إلى تقارير تحدثت عن إذا ارتفع سطح البحر متر واحد خلال القرن الحالي، مثلما يتوقع الكثير من خبراء المناخ، يمكن أن تختفي ثلث الدلتا تحت البحر المتوسط.