إن ثقافة الترشيد بمصر ضعيفة إلى حد بعيد، إذ إنها تربية سلوكية في المقام الأول، تبدأ مع المرء منذ الطفولة وتصبح نهجا تعززه حركة تعليمية متواصلة وبعد مناشدة وزارة الكهرباء و دكتور هشام قنديل رئيس الوزراء المواطنين ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء, محذرا من أنه إذا لم يتم ترشيد الطاقة اختياريا في الوقت الحالي سيكون الترشيد إجباريا مستقبلا , مؤكدا أنة سيتم ترشيد الكهرباء عقب الانتهاء من إجازة عيد الفطر المبارك من خلال غلق المحلات التجارية بعد الساعة التاسعة مساء إجباريا، جاءت دعوات تأييد لثقافة الترشيد عامة في حياتنا وجاءت دعوات رفض لهذه الدعوة وعلي رأسهم أصحاب المحلات التجارية، حاولت شبكة رصد الإخبارية رصد ردود الأفعال المؤيدة والمعارضة لهذا القرار .
حركة البيع تزيد ليلا
يقول الحاج أحمد شعراوي صاحب سنتر ملابس بالموسكي إن حركة البيع و الشراء صيفا و شتاء تزيد من بعد غروب الشمس حتي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل و خصوصا في فصل الصيف فهو موسم الشغل بالنسبة لنا فكيف تقوم الحكومة بفرض هذا القرار علينا هل يريدون وقف الحال بنا أكثر من ذلك ألا يكفيهم أسعار فواتير الكهرباء الشهرية المضاف عليها خدمة النظافة و التي لا تقل تكلفتها شهريا عن مائة جنية و لو يرغبون في الترشيد من الممكن قطع الكهرباء عن المحال التجارية من الساعة الثانية بعد منتصف الليل حتى الظهيرة مثلا.
أصحاب الأكشاك و الفرش هم من يقومون بالمخالفات
وأوضح الحاج سامي معوض صاحب مطعم بوسط البلد أن أغلبية السلبيات و المخالفات لا تأتي من أصحاب المحلات بل من أصحاب الأكشاك و الفراشات التي تتوغل في وسط الشارع فالأغلبية منهم يقوموا بسرقة الكهرباء من أعمدة الإنارة الرئيسية و غرف تغذية الكهرباء بالشارع و الغريب في ذلك ان شرطة الكهرباء و البلدية تعلم جيدا ذلك فصاحب المحل مكنن داخل محلة ملزم بدفع فاتورة الكهرباء الشهرية المطلوب سدادها منة إنما هؤلاء ليس عليهم رقيب غير الله ولا يخافه إلا من يخشاه.
الإيراد زي ما هو وسنوفر كهربا ومرواح وتلاجات عرض
يقول محمود عثمان: "أنا عندي محلين ومش شايف مشكلة في مثل هذا القانون لأنه حيطبق علي الكل بمعنى أن الزبون سيلتزم ومضطر يأتي بدري وإلا المحلات كلها حتقفل معنى ذلك أن ال100 زبون اللي بييجوا في 16 ساعة شغل حيأتوا في 13 ساعة هم هم وبذلك أكون أنا مستفيد من وقت الراحة والإيراد زى ماهو ووفرت كهرباء المحل ومراوحه أو تكييفاته وثلاجاته وأجهزة العرض".
القرار سيحمينا نحن ساكني وسط البلد
أما مروان سامي من ساكني الموسكي فيقول أؤيد هذا القرار فأنا أذهب إلي عملي في الساعة السابعة صباحا يوميا و هذه المحلات تغلق أبوابها بعد منتصف الليل بكثير فهم يسببون لنا الإزعاج يوميا أمام منازلنا غير أنهم يستخدمون المكبرات الصوتية والبعض منهم يفتعل المشاكل إما مع المارة أو مع بعضهم البعض هذا إلى جانب المضايقات التي أحيانا يتعرض لها النساء والبنات من أهل المنطقة من البائعين فالأمر ليس ترشيد لاستهلاك الطاقة فقط بل حفاظ على خصوصيتنا نحن ساكني الشوارع الممتلئة بالمحلات التجارية
السائح معتاد على غلق المحال في 8 مساء
و يوكد د / باسم حلقة نقيب السياحيين أنة لابد من تكاتف كل الجهود من أجل النهوض بمصر مرة ثانية خصوصا أن اقتصاد الوطن يمر بمرحلة شديدة الخطورة و أن ترشيد الاستهلاك في الكهرباء و المياة و كافة الاستخدامات الأخرى أصبح أمر ضروريا لاستعادة اقتصادنا مرة أخرى و إذا نظرنا إلى دول أوربا نجدهم يغلقون المحال التجارية في الثامنة مساءا ترشيدا للكهرباء علي الرغم من قوتهم الاقتصادية و مما لا شك فيه أيضا سينعكس ذلك إيجابيا على سلوكيات المواطن لكي يلتزم بنظام يتفق علية المجتمع بدءا من مواعيد العمل صباحا و مواعيد ينتهي فيها الشراء ليلا و لابد و ان يخرج من هذا الإغلاق كافة المطاعم و محلات الأغذية و المشروبات و الفنادق و أنا أرى أن هذا القرار لن يؤثر على النشاط السياحي و خصوصا أن السائح يعلم جيدا مواعيد فتح وغلق المحال في بلدة فلن يستغرب مثل هذا القرار عندنا فكل ما يحتاجة السائح طوال اليوم هو المطاعم و الأماكن السياحية و غيرها من أماكن الترفية أما بالنسبة للمشتريات فلا ضرر من تحديد مواعيد إغلاق لها .
الترشيد في الكهرباء سيوفر مليارات
وأوضح د/ أكثم أبو العلا وكيل وزارة الكهرباء و المتحدث باسم الوزارة أن الأزمة تعاني منها الوزارة لسنوات مضت، وأن وزارة الكهرباء في أكثر من مناسبة قد أعلنت عن هذه المشكلة، و أكد أن هذا القرار سيوفر المليارات للدولة. وإن اللجنة المسئولة عن حل أزمة انقطاع الكهرباء هي التي اقترحت ذلك و سمحت للمطاعم السياحية والمستشفيات بالعمل لمدة 24 ساعة على أن تحصل على تصريح مسبق من الأحياء والوحدات المحلية ومجالس المدن فنحن نرغب من السادة المواطنين مساعدتنا في ذلك من أجل الحفاظ علي مواردنا
