انتهت المهلة المحددة من دول الحصار لقطر للرد على قائمة الـ13 مطلبًا، ورغم تلميحات بضربها عسكريًا؛ إلا أن خبراء وتقارير صحفية أكّدا أن دول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) لن تجرؤ على ذلك.
واستبعد خبراء سياسيون توجيه ضربة عسكرية من هذه الدول إلى قطر لأسباب؛ منها أن اندلاع حرب في المنقطة يعني انتشارًا أكبر للإرهاب وتوسّعه، ثم فرض دول أجنبية قوتها على المنطقة؛ باعتبار الخليج الكنز الاستراتيجي للغرب.
ومن أبرز الأسباب التي أبرزوها لاستبعاد التدخل العسكري:
1- القانون الدولي
وفي تصريح لـ«رصد»، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء عادل سليمان إن القانون الدولي لا يسمح بالتدخل العسكري ضد أي دولة، وهو أمر ممنوع ومُحرّم دوليًا؛ وسيعتبر الدول المعادية تهدد السلام العام للعالم.
2- القاعدة الأميركي
وأوضح أن التدخل العسكري يعني إلحاق هزيمة عسكرية في قطر وتغيير النظام بالقوة، وهذا ليس واردًا في ظلّ بلد فيه قاعدة عسكرية لقوة عظمى «أميركا» وقاعدة عسكرية لقوة إقليمية «تركيا».
3- غياب سيناريو ما بعد الحرب
وأكد أن الأزمة لا تملك سيناريو لما بعد الخيار العسكري؛ حيث لفت إلى أن الحل العسكري يجب أن ينظر إلى ما وراءه، والهدف منه، وهل استنفدت كل الوسائل ولم يبق إلا الحل العسكري.
4- تماسك الجبهة الداخلية
ما يؤكد صعوبة احتلال قطر عسكريًا أنه لا توجد معارضة في الداخل يمكن استغلالها؛ حيث تحظى بتماسك في جبهتها الداخلية. وعلى الرغم من دعم السعودية والإمارت والبحرين انقلابًا كُتب له الفشل في عام 1996؛ فأن الجبهة الداخلية القطرية اليوم تبدو متماسكة ولا صوت لمعارضة، في حين أن الأمير وسياسته الخارجية محلّ إجماع قطري، وفق ما سجلته ردود فعل المواطنين التي رصدتها مواقع التواصل الاجتماعي.
5- حلفاء قطر
وهناك سبب كبير يمنع الحرب على قطر، وهو علاقاتها وحلفاؤها مثل تركيا؛ حيث تحظى قطر بعلاقات دولية وثيقة مع دول مهمة، مثل تركيا التي أعلنت موقفًا مؤيدًا لها عقب الأزمة الخليجية، وقدمت مساعدات غذائية بعد الحصار الذي فرضته دول المقاطعة، وزادت في عدد قواتها العسكرية في قطر، بعد أن أقر البرلمان التركي قانونًا يقضي بالسماح بنشر قوات تركية في القاعدة العسكرية التركية في قطر وفق الاتفاقية الموقعة مع الدوحة في العام 2007.
6- العلاقة مع الناتو
وتأتي علاقة قطر مع أوروبا، خاصة «الناتو»، وكان بارزًا مطلب دول الحصار من قطر إنهاء التعاون العسكري مع الناتو شرطًا من بين 13 لحل الأزمة.
7- الحليف الأميركي
حسم الموقف الأميركي الأمر؛ حيث وصفت الولايات المتحدة قطر بأنها «حليف وشريك استراتيجي»، إذ تتمتع العلاقات بينهما بكثير من التعاون على مستويات اقتصادية وسياسية وعسكرية. وجاءت تصريحات الرئيس دونالد ترامب بشأن قطر متناقضة مع السياسات والتوجهات الأميركية؛ ما أوقع المسؤولين السياسيين والعسكريين بواشنطن في موقف محرج أثناء محاولتهم تفسير هذه التصريحات أمام الصحفيين.
8- التوقف عن التصعيد
سبق وأكّدت دول مشاركة في الحصار، أبرزها الإمارات، في أكثر من مناسبة، أنها لا تسعى إلى تغيير النظام في قطر، وقالت إنها لن تصعّد عسكريًا.
