كشفت قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة عن وجود أزمة بين مصر والاتحاد، وهو ما أكده التمثيل المصري الضعيف بعد غياب عبد الفتاح السيسي وإرسال مساعده لشئون المشروعات القومية إبراهيم محلب، في خطوة أرجعها المحللون إلي ثلاثة أسباب وهي سد النهضة والأزمة الخليجية وملف مصر في حقوق الانسان.
التمثيل الضعيف
وكلف عبد الفتاح السيسي، محلب، برئاسة وفد مصر في أعمال القمة التاسعة والعشرين للاتحاد الأفريقي والتي بدأت، الإثنين، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وعاد محلب إلى القاهرة اليوم الأربعاء، بعد تمثيله لمصر وإلقاءه كلمة ركز فيها علي مشروعات التنمية بين الدول الافريقية.
واختتمت القمة مساء أمس الثلاثاء في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، والتي شارك فيها 25 زعيما و19 مسؤولا
وتشهد العلاقات المصرية توترا مع الاتحاد الأفريقي، في ثلاث ملفات تُعد شائكة بين الطرفين، أرجع محللون أنها السبب وراء التمثيل الضعيف لمصر في القمة وهم الملف الحقوقي في مصر وسد النهضة، والازمة الخليجية.
الملف الحقوقي
تمثل في الجانب الحقوقي في اعتماد لجنة حقوق الإنسان والشعوب التابعة للاتحاد الأفريقي -على هامش أعمال القمة الأفريقية- تقريرا عن حالة حقوق الإنسان في مصر، رغم إعتراض القاهرة عليه.
وتناول تقرير اللجنة -التي تتخذ من جامبيا مقرا لها- الوضع السيئ لحقوق الإنسان في السجون المصرية، وكذلك المشردين داخليا في مصر.
وطالبَ اللجنة السلطات المصرية بتقديم توضيحات عن حالة حقوق الإنسان عن هاتين الشريحتين في القمة المقبلة.
الأزمة الخليجية
فشلت مصر في إقناع دول مشاركة في القمة الأفريقية المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بتبني موقف الدول المحاصرة لقطر، حيث أكد العديد من القادة والمسؤولين الأفارقة ضرورة حل الأزمة في الإطار الخليجي، وأعلنوا دعمهم الوساطة الكويتية.
ودعت الجزائر في بيان «كل الدول المعنية بتبني الحوار كوسيلة وحيدة لحل خلافاتها التي يمكن ان تطرأ بشكل طبيعي في العلاقات بين الدول، فان الجزائر تدعو في جميع الظروف الى احترام مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها».
وذكرت تقارير سودانية فشل القاهرة في حشد دعم القادة الأفارقة لاتخاذ موقف مؤيد لمصر والسعودية ومقاطعة قطر.
ملف سد النهضة
بدى التوتر جليا بين الطرف الاثيوبي والمصري، وفشله في إدارة ملف سد النهضة، في بيان للخارجية المصرية، عقب جلسة مشاورات سياسية جمعت صباح اليوم سامح شكري، وزير خارجية مصر، مع نظيره الإثيوبي وركنا جيبيو، على هامش اجتماعات تمهيدية للقمة الإفريقية، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وقال وزير خارجية مصر، إن «إضاعة المزيد من الوقت دون إتمام الدراسات في موعدها سوف يضع الدول الثلاث أمام تحديات جسام (لم يحددها)».
وكشف خبراء ومحللون أن مصر فقدت جميع أوراق الضغط التي تمتلكها بشأن السد ومن المقرر أن تبدأ أديس أبابا في ملء خزان السد خلال الشهر الجاري، الأمر الذي قد يؤثر على حصة مصر من مياه النيل.
تراجع مصري
وفي تعليقه علي علاقة مصر بإلاتحاد الإفريقي قال السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الاسبق أن «علاقة مصر بالاتحاد الأفريقي يشوبها التأزم منذ 3 يوليو عام 2013 وموقف الاتحاد الافريقي في بداية الأزمة ورفضه لهذا الاجراء لكنه اضطر للتراجع بعد الضغوط الدولية التي تم ممارستها عليه ثم جاءت أزمة سد النهضة وملف حقوق الانسان ليجدد الأزمة مرة أخري».
وأضاف الأشعل في تصريحات خاصة ل«رصد» أن «مصر فقدت مكانتها الافريقية منذ فترة طويلة وزاد هذا بعد انقلاب 3 يوليو الامر الذي أفقد القاهرة أاثيرها ودورها التاريخي المؤثر في القارة لدرجة طالت مصر نفسها، وهذا ما عكسه بوضوح ملف سد النهضة واتفاقية عنتيبي وهو ما يضع مصر في وضع حرج فضلا عن ممارسات القاهرة في مجال حقوق الانسان ورفض الاتحاد الافريقي لهذه الامور التي ادت الي تازم العلاقات بين القاهرة والاتحاد فضلا عن ملف الازمة الخليجية ومحاولة مصر اقحام الاتحاد فيها»
