كشفت صحيفة “هافنجتون بوست” الأميركية عن السخرية الشديدة التي وجهها سفير الإمارات في الولايات المتحدة يوسف العتيبة، من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك وفق ما ورد في الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة من مخترقي البريد الالكتروني الخاص بـ”عتيبة”.
وأقدم قراصنة إنترنت على اختراق البريد الإلكتروني لسفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى واشنطن يوسف العتيبة، وذلك بحسب ما أفادت صحيفة “الديلي بيست” الأميركية الجمعة.
وقالت “هافنجتون بوست” إن يوسف العتيبة، سفير الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة، ووثيق الصلة بـ”جاريد كوشنر” مستشار ترامب البارز انتقد الرئيس دونالد ترامب في مراسلات خاصة العام الماضي، بحسب ما جاء في تسريب البريد الالكتروني الخاص به.
ولم تتخذ إدارة ترامب موقفًا رسميًا بشأن هذه المسألة، ويتفق العديد من المقربين من دائرة “ترامب” مع دولة الإمارات العربية المتحدة على ضرورة مكافحة القوى التي تدعمها قطر في المنطقة، ولا سيما حركة الإخوان المسلمين.
واعتبرت دولة الإمارات العربية المتحدة جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية وتحاول دفع الولايات المتحدة لفعل الشيء نفسه، ويقول خبراء مكافحة الإرهاب إن تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية سيكون مثار خلاف ومحفوف بالمخاطر.
وترى الصحيفة أن هذه الرسائل المتعلقة بـ”ترامب” تهدد أمل الإمارات في كسب التأييد الرسمي الأميركي لحملتها الهادفة إلى الضغط على القطريين; إذ أن ترامب يرفض بشدة الانتقادات التي توجه إليها.
وتستعرض الصحيفة ما جاء في التسريبات وهي كالتالي:
-في تمام الساعة 9:12 مساء ليلة الانتخابات، ومع ازدياد احتمال فوز ترامب للفوز، كتب روب مالي، المسؤول الأول عن الشرق الأوسط في إداراة أوباما “هل دبرت لي مكانًا في أبوظبي”- في إشارة إلى عاصمة الإمارات-، ورد عتيبة “هذا ليس مضحكًا، كيف ولماذا يحدث ذلك؟ وعلى أي كوكب يمكن لـ”ترامب أن يكون رئيسًا”.
-تظهر الرسائل التي سبقت هذه الرسالة سعي السفير على ما يبدو للحصول على مساعدة لمعرفة معلومات عن نتائج الانتخابات قبل أن تظهر للعلن فكتب “هل حصلتم على معلومات دقيقة حول النتائج ؟ أم أن الجميع يرى كل شيء في نفس الوقت”.
-وفي التاسع من مايو 2016 كتب “العتيبة” إلى “جوديث ميلر” المراسل السابق لصحيفة “نيويورك تايمز” الذي أرسل له تغريدات صادرة من حساب سعودي تنتقد رئيسه محمد بن زايد”، قائلًا: “السبعة دقائق التي قضيتها في قراءة هذه التغريدات مساوية لمشاهدة دونالد ترامب لسبعة دقائق،إنها مضيعة للوقت”.
-كما سخر السفير من ترامب، إبان فترة ترشحه للرئاسة في رسائل مع مع “كريس شرودر” الذي عمل مع الرئيس جورج دبليو بوش في 26 يناير 2016، وتحدث “شرودر” عن مؤتمرات مختلفة في الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، كتب عتيبة: “إن قمة الحكومات هي مكسب كبير أما بالنسبة لترامب فهي عديمة الفائدة”.
-ويظهر تفريغ البريد الإلكتروني أيضا مستوى الارتباط بين “عتيبة” وإدارة أوباما، على الرغم من ادعاءات السفير العلنية بأن الرئيس باراك أوباما فشل في قيادة الشرق الأوسط، وتشمل المحادثات المتعددة بين السفير ومستشارة الأمن القومي الأخيرة لأوباما سوزان رايس، وتتناول أحد الرسائل انتقاد “جو بايدن” نائب الرئيس لدول حليفة للولايات المتحدة مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وتركيا، وردت عليه “رايس”: “لم أعرف هذه التصريحات من قبل. ليست جيدة. سيصدر مكتب نائب الرئيس بيان لتوضيح ما قاله بايدن. شكرًا لك”.
-وفي نوفمبر 2016، كتب “مالي” إلى “عتيبة” محذرًا إياه من أن مستوى التشكك بين القادة والمجتمعات الغربية تجاه المملكة العربية السعودية، وهي شريك مهم لكل من الولايات المتحدة ودولة الإمارات، وصل إلى مستويات مذهلة.