شاركت القوات الصينية فى عرض عسكري بإسلام أباد للمرة الأولى في وقت سابق من هذا الأسبوع، فى ما قاله بعض الخبراء أنه علامة على توثيق العلاقات الثنائية بينما أشار آخرون إلى النفوذ الإقليمي المتزايد لبكين.
وفى حادث لم يسبق له مثيل شارك 90 جنديا من الجيش الصيني يوم الخميس فى إستعراض يوم باكستان فى إسلام أباد حيث أظهرت باكستان دباباتها وطائراتها الحربية وصواريخها طويلة المدى.
وفى مقابلة مع سبوتنيك، وصف الخبير العسكري الصيني سونغ شياو جون مسيرات عسكرية مماثلة بأنها “مقياسا لحالة العلاقات الثنائية”.
وأضاف: “إن هذه المشاركات طبيعية بين جيشى الصين وباكستان، ومن الناحية العملية، تعد بكين وإسلام أباد شريكين إستراتيجيين، ويمكننا حتى أن نقول أن لهمت علاقات ممتازة من الشراكة الإستراتيجية، وفي الوقت نفسه فإن كلا البلدين ليسا حلفاء عسكريين، لكنهما يسعيان لتطوير الاتصالات العسكرية الطبيعية بما فى ذلك التدريبات المشتركة “.
وأضاف الخبير بيتر توبيشكانوف من معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية ومقره موسكو والذي أشار إلى أن العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين بكين واسلام اباد وثيقة للغاية.
وتابع “توبيشكانوف”: “لذلك، ليس هناك شك فى أن البلدين يرغبان فى زيادة تطوير هذا التعاون ويريدان إثبات أنهما أقرب لبعضهما البعض”.
وأضاف “بالإضافة إلى ذلك، يمكن اعتبارها رسالة من باكستان إلى جارتها المباشرة الهند بأن الصين إلى جانب إسلام أباد وأن باكستان مستعدة لدعم بكين”.
ومن ناحية أخرى قال فيكتور موراكوفسكي الخبير العسكري الروسي ورئيس تحرير مجلة آرسنال أوتشيستفا لصحيفة فغلياد الروسية على الإنترنت أنه يعزو التطوير المستمر للعلاقات العسكرية بين بكين وإسلام أباد إلى حقيقة أن الصين ترى أنه من الضروري التعاون مع باكستان من أجل مواجهة الهند وتعزيز نفوذها الإقليمي.
“في الواقع، فإن تحالف بكين مع إسلام آباد يساهم في تعزيز الدور الصيني الرائد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بالإضافة إلى أن التبادل في العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة سمح للصين باحتلال مكانتها، وتعزيز نفوذها بشكل كبير في آسيا الوسطى” قال “موراكوفسكي”.
وقال “فغلياد” أن واشنطن تشعر بقلق بالغ إزاء تعزيز التحالف الصيني الباكستاني فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
النفوذ الصيني المتنامي في آسيا والمحيط الهادئ وآسيا الوسطى، والذي يأتي على خلفية فقدان الولايات المتحدة لمستويات النفوذ على إسلام أباد، يدفع البيت الأبيض إلى الاعتماد أكثر على الهند.
وأكد “فغلياد” أن واشنطن تعتبر الهند بمثابة الثقل الرئيسي والرادع الأول لجمهورية الصين الشعبية. وفي هذا الصدد، خلصت الصحيفة إلى أن واشنطن ستواصل تعزيز تعاونها العسكري مع نيودلهي.