افتتحتْ “هيئة الترفيه” حسابًا تابعًا لها على موقع “تويتر” عنونته بـ”روزنامة الترفيه”، ويُعنى بتحديد أنشطة الهيئة في الفترة القادمة.
وقدّمت الهيئة في حسابها تغريدات لأجوبة عن أبرز الأسئلة الافتراضية التي تُطرح دائمًا، بطريقة مختلفة؛ عبر “إيموجيات” ونوافذ محادثة تشبه الرسائل الخاصة، ومكتوبة باللهجة “العامية”.
وقد كان أبرز الأسئلة الافتراضية سؤالٌ عن موعد افتتاح السينما؛ لترد الهيئة بـ “إيموجي” يبكي وكاتبة: “والله الترفيه مو بس سينما، تكفى تكفى تكفى”، مشيرة إلى أنه “السؤال اللي حيّر الشعب”.
وتنوعت الأجوبة الأخرى عن أسئلة افتراضية حول روزنامة فعاليات عام 2017م، التي بدأت منذ الشهر الماضي، مطالبة بمتابعتها لمعرفة المستجدات، مؤكدة: “لا تستحون يالحبايب اسألونا عن كل صغيرة وكبيرة عن روزنامة الترفيه”.
وعن سؤال افتراضي آخر جاء بشكل “أحس بالملل أبي أنبسط؟”، أجابت الهيئة: “تابع حسابنا وراح نعلمك آخر أنشطتنا الترفيهية اللي ممكن تناسبك وتبعد الملل عنك”.
واستبقت الهيئة إعلان الروزنامة بإقامة بعض النشاطات هذا العام، بينها إقامة حفل فني جماهيري حضره آلاف السعوديين في مدينة جدة الساحلية قبل أيام؛ واعتبره البعض مؤشرًا على احتواء الروزنامة لفعاليات مماثلة كثيرة ظلت غائبة عن المملكة سنوات طويلة.
كما أن بعض الفعاليات التي أعلنت عنها الهيئة قبل أيام، وستتضمنها الروزنامة، كشفت عن عزم بعض الشركات التي تعاقدت معها الهيئة للعمل في مجال الثقافة والترفيه داخل المملكة عن استضافة فرق فنية ومشاهير من دول غربية كالولايات المتحدة الأمريكية لإقامة عروض ولقاءات مع الجمهور داخل السعودية.
والسينما والمسرح والغناء والموسيقى والفن التشكيلي ومعارض الرسم بشكل عام، والأمسيات الشعرية والفرق الاستعراضية والمتاحف الأثرية، سواء كان أبطالها سعوديين أم من خارج المملكة، بما فيها دول الغرب؛ هي قضايا خلافية شهيرة في المملكة، وظلت غائبة بشكل كبير عن أكبر بلد خليجي؛ بسبب نفوذ رجال الدين مقارنة بقدرة نخب التيار الليبرالي على التأثير في قادة المملكة ومسؤوليها لتنشيط هذه الفعاليات.
لكن خطة حكومية سعودية لإحداث تغيير اقتصادي واجتماعي واسع، تحمل عنوان “رؤية السعودية 2030″، تضمنت بشكل واضح عند إطلاقها في أبريل الماضي تحقيق هدف يتمثل في ارتفاع إنفاق الأسر في المملكة على الثقافة والترفيه من 2.9% إلى 6% عند انتهاء تنفيذ الخطة؛ من خلال زيادة الأنشطة الثقافية والترفيهية.
المفتي أقلّ معارضة
وفي آخر تعليق على قضايا الترفيه والثقافة في المملكة، بدا مفتي السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، أرفع هيئة دينية في السعودية، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، أقل رفضًا مما عُرف عنه لمثل هذه المواضيع؛ وأجاب أحدَ السائلين في برنامجه التلفزيوني المعروف “مع المفتي” على قناة “المجد” الحكومية بأن “هذه الأمور ستعالج بحكمة إن شاء الله”.
التدرج في الفعاليات
وتقول تقارير محلية وغربية تتابع بدقة قضية التغيير الثقافي والاجتماعي في المملكة إن هيئة الترفيه ستعتمد على التدرج في فعالياتها؛ بحيث تعمل على تحقيق أهدافها المتمثلة في إحياء القطاعين الثقافي والترفيهي وتنشيطهما من جهة، وعدم إغضاب رجال الدين من خلال إلغاء فعاليات أخرى، بدا واضحًا أن دور عرض السينما ستكون من بينها هذا العام.
مؤشرات التغيير
ويقول مراقبون إن برنامج عمل الهيئة للعام الجاري سيكون اختبارًا حقيقيًا لإمكانية إحداث تغيير جذري في مجتمع ظل لسنوات طويلة محرومًا من عدة نشاطات ثقافية وترفيهية بسبب تحريم عدد من رجال الدين لها.
ويعتَبِر بعضُ المتابعين للشأن الداخلي السعودي، بينهم كتاب ومفكرون سعوديون معروفون، أن قرار المملكة بتقليص صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر العام الماضي ومنع أعضائها من العمل الميداني وتوقيف الأشخاص كما كان سائدًا لسنوات يعتبر مؤشرًا على عزم المملكة إحداث تغيير في بنية المجتمع وعاداته.
ويقول خبراء اقتصاديون كثر إن التغيير الاقتصادي الذي أُجبرت عليه المملكة بعد تراجع أسعار النفط، الذي يعد بيعه المورد الرئيس للبلاد، لن ينجح ما لم يتزامن مع تغيير اجتماعي يجعل من المملكة مكانًا جاذبًا للاستثمارات الخارجية؛ بل ويشجع المستثمرين السعوديين أنفسهم على الاستثمار الداخلي بدل استثماراتهم العملاقة في الخارج.