اختار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “ريكس تيلرسون” وزيرًا للخارجية، الذي بدأ حياته عاملًا للنظافة في مبنى كلية الهندسة بجامعة ولاية أوكلاهوما ثم طبالًا في إحدى الفرق الموسيقية؛ لينتهي به الحال وزيرًا للخارجية الأمريكية وكبير مستشاري الشؤون الخارجية للرئيس ترامب، بعد تأييد 56 عضوًا في مجلس الشيوخ في مقابل 43.

ويعتبر تيلرسون وزير الخارجية الـ69 عقب جون كيري، وهو المنصب الذي كان أول من تولاه توماس جيفرسون.

نشأته

وُلد ريكس وين تيلرسون، الطفل الثاني من بين ثلاثة أطفال لبوبي جو وباتي سو تيلرسون، في مدينة ويتشيتا فولز بولاية تكساس في مارس 1952، وكان والده بائع خبز استغنى عن جزء من راتبه لكي يعمل لمنظمة الكشافة الأمريكية، وقد نال وزير الخارجية الجديد لقب “نسر الكشافة” وهو في الثالثة عشرة من عمره وأصبح رئيسًا للمنظمة.

عامل نظافة

كان حلمه أن يكون مهندسًا؛ خاصة عندما كان يعمل عاملًا للنظافة في مبنى كلية الهندسة بجامعة ولاية أوكلاهوما، ويقول: “لم يكن لديّ أي فكرة عما تكون وظيفة المهندس، لكني واصلت تعليمي ووضعت نصب عيني أن أصبح مهندسًا”.

طبال

وبسبب عزفه للطبول في فرقة موسيقية استعراضية، حصل تيلرسون على منحة دراسية في جامعة تكساس في أوستن، المخصّصة للمهندسين، وفور تخرجه التحق بشركة إكسون، وبعد فترة قصيرة أصبح مديرًا وهو في الـ28 من العمر، وأخيرًا قام بإدارة عمليات في قلب المنطقة النفطية بأرياف ولاية تكساس والولايات المحيطة بها وتشغيلها.

مدير لشركة إكسون

وفي عام 1995 أرسلته شركة إكسون إلى اليمن ليشغل منصب رئيس الشركة هناك، وكان اليمن حينها خارجًا للتو من حرب أهلية طاحنة؛ حيث قضى سنتين في العاصمة صنعاء. وتعد روسيا المحطة البارزة في حياة تيلرسون؛ حيث عمل على إبرام صفقات معقدة للتنقيب عن النفط قبالة جزيرة سخالين وفي بحر قزوين.

رفض

سياسيًا، رفض تيلرسون العقوبات الدولية المفروضة على روسيا بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم، على الرغم من إقراره بأن الغرب لديه مبررات للقلق من العدوان الروسي؛ لكنه رفض وصف بوتين بأنه “مجرم حرب”.

وفي عام 2014 قدمت شركة إكسون، برئاسة تيلرسون، تقريرًا تقول فيه إن العقوبات المفروضة من قبل الحكومة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على روسيا كلفتها مليار دولار، في هيئة أضرار لحقت بمشاريع مشتركة.

تخوف من جانب الكونجرس

وأعرب عضوان بمجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري، وهما ماركو روبيو وجون ماكين، عن مخاوفهما الجدية بشأن علاقة تيليرسون بروسيا، قبل أن يغيرا رأيهما.

وقال ماكين إنه اطمأن بعد المحادثات الخاصة التي أجراها مع تيلرسون ومناقشته بشأن وجهات نظره تجاه روسيا.

إبرام الصفقات السياسية

وأثنى ترامب على تيلرسون في بيان قال فيه إنه واحد من أبرع مبرمي الصفقات في العالم، وإنه سيساعد في تغيير مسار سنوات من السياسة الخارجية الخاطئة والأفعال التي أضعفت أمريكا.

وقال الرئيس الأمريكي إن “المسار الوظيفي لريكس تيلرسون يجسد الحلم الأمريكي”.

وأضاف أن “صلابته وخبرته الواسعة وإلمامه بالأمور الجيوسياسية تجعله خيارًا ممتازًا لمنصب وزير الخارجية. وسيروج (تيلرسون) للاستقرار الإقليمي ويركز على المصالح الأساسية للأمن القومي للولايات المتحدة”.

حديث المناصب الرسمية

ومِثْل ترامب، لم يتولَّ تيلرسون سابقًا أي منصب رسميًا في الإدارة الأمريكية؛ فقد أمضى أكثر من 40 عامًا في العمل لشركة إكسون، التي انضم إليها مهندسَ إنتاجٍ بعد تخرجه مباشرة في جامعة تكساس بولاية أوستن، وارتقى في عدة مناصب حتى وصل إلى منصب مدير الشركة عام 2006.

تزكية

وقال مسؤول رفيع في فريق ترامب الانتقالي إن اختيار تيلرسون جاء بعد تزكية من عدد من الشخصيات الجمهورية البارزة ودعمهم؛ من بينهم وزير الخارجية السابق جيمس بيكر ووزيرة الخارجية السابقة كوندليزا رايس ووزير الدفاع السابق روبرت غيتس.