جاء موقف النظام المصري الرسمي، من تسريبات قناة مكملين أول أمس، ليؤكد حقيقة هذه التسريبات، بعد رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية نفيها، أو التعليق عليها، فيما قرر النظام معاقبة المعارضة على التسريبات، بنشره مزيد من التسريبات لها، عن طريق أذرعة الإعلامية.
الموقف الرسمي
جاء الموقف الرسمي ليؤكد حقيقة التسريبات، فلم تنف وزارة الخارجية المصرية صحة تسريب فضائية “مكملين”، لخمس مكالمات هاتفية بين عبد الفتاح السيسي، ووزير خارجيته سامح شكري، قائلة إنها تبحث الأمر.
وفي معرض رده على التسريبات، لم ينف الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، صحة التسريبات.
وقال في تصريحات نقلتها صحيفة “التحرير”، الأربعاء: “لا تعليق.. لن نعقب حاليا، وسنبحث الأمر”.
وتناولت التسريبات مكالمات بين السيسي وشكري، حول مطلب إيراني بحضور مصر “اجتماع لوزان” بشأن سوريا، وبيان مجلس التعاون الخليجي ردا على بيان مصري بشأن تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة، وتحرُّك كويتي للمصالحة بين مصر والسعودية، فضلا عن زيارة شكري لواشنطن، ولقائه ببعض المسؤولين هناك.
الغيطي: احتمال تغيير شكري
وتأكيدا لصدق التسريبات قال مقدم البرامج محمد الغيطي، إن التعديل الوزاري المرتقب سيكون الأخير في فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحًا أن الحكومة الحالية ستستمر حتى الانتخابات الرئاسية 2018.
وأضاف الغيطي، خلال تقديمه برنامج “صح النوم”، المذاع عبرفضائية “إل تي سي”، أنه سيتم تغيير الوزارات الخدمية بنسبة 99%، بينما السيادية ستبقى كما هي، مع احتمالية تغيير وزيرالخارجية سامح شكري على خلفية التسريب الأخير الذي أذاعته إحدى قنوات جماعة الإخوان”.
موسى: “سأعرض مكالمات تهز جبالا”
وفيما بدا أنه رد على التسريبات، أكد الإعلامي أحمد موسى أنه سيعرض مكالمات (تسريبات) كثيرة ومهمة، خلال الفترة المقبلة؛ ليساعد الشعب المصري في “معركة الحقيقة”، بحسب تعبيره.
وقال موسى، في برنامجه “على مسؤوليتي”، عبر فضائية “صدى البلد”: “هاعرض مكالمات تهز جبال، فيه ناس مستكترة الفرحة على الشعب المصري، عايزين الشعب مخنوق ومتضايق طول الوقت، بس إحنا عندنا أمل وثقة إننا رايحين في مكان كويس”، على حد وصفه.
تضع الدولة عارية أمام نفسها
وقال د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن أخطر ما في التسريبات الأخيرة, خاصة تلك التي دارت بين وزير الخارجية المصري والرئيس عبد الفتاح السيسي, أنها تضع الدولة المصرية عارية أمام نفسها في المرآة.
وأضاف “نافعة”، في تصريح صحفي: “إذا كان تسجيل وتسريب المكالمات التي بُثّت قد تم من خلال جهات محلية، فسنكون في هذه الحالة أمام صراع أجهزة, وهذا في حد ذاته مقلق ومخيف وبالتالي غير مطمئن”.
وتابع أستاذ العلوم السياسية الشهير قائلا: “أما إذا كانت التسجيلات والتسريبات قد تمت بواسطة جهات خارجية, فهذا أخطر ، لأن معنى ذلك أن “مصر السيسي” أصبحت مكشوفة تماما أمام العالم الخارجي، ولم يعد لديها أسرار من أي نوع, فكل خططها وبرامجها في كافة المجالات ولدى كل المؤسسات بما في ذلك المؤسسات العسكرية والأجهزة الأمنية معروفة عند العدو والصديق على حد سواء”.
وتابع نافعة: “من يستطيع أن يسجل مكالمة بين الرئيس ووزير خارجيته يستطيع أن يسجل لأي شخص في مصر وفي أي مكان, بما ذلك رئيس الدولة نفسه وتصبح جميع تصرفاته مرصودة سواء في المكتب أو في الشارع أو حتى في غرفة النوم. وتلك صورة مرعبة عن مصر, خصوصا عند الشعب المصري الذي تصور أن البلاد أصبحت في أيد أمينة بعد 30 يونيو, وأن شبه الدولة التي تسلمها السيسي ستصبح دولة قوية في القريب العاجل. لكن الذي حدث أن شبه الدولة تحولت إلى لا دولة أو لا شيء على الإطلاق.”
واختتم نافعة حديثه قائلا: “ما حدث أصابني بالرعب, وجعلني أشعر أننا نعيش عصر التهريج السياسي بامتياز، ربنا يستر” .