كشف الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية السابق، عن المزيد من التفاصيل حول فض اعتصام رابعة العدوية والمرحلة الانتقالية، إضافة إلى علاقته بالرئيس المعزول محمد مرسي والمؤسسة العسكرية.
عرض علي منصب
قال “البرادعي”، إن المرحلة الانتقالية بعد رحيل مبارك كانت “عك”، وأن الشباب لم ير نفسه في الدكتور مرسي أو الفريق شفيق، وهذا سبب مقاطعتي والشباب التصويت في الانتخابات.
وأضاف “البرادعي” في الجزء الرابع من حواره مع برنامج “وفي رواية أخرى” على “التلفزيون العربي”، اليوم السبت: “في نهاية الانتخابات رأيت الشعب منقسم 4 أقسام: نظام قديم، والقوى الثورية، والمجلس العسكري، وهي المؤسسات الأمنية والدولة العميقة، والقوى الإسلامية، والفريق شفيق كان مدرك لحاجته إلى شرعية الثورة، وطلع وقال في التليفزيون إنه سيُعينني مستشار دولة بدرجة رئيس وزراء، لأني أمثل الثورة”.
منصب رئيس الوزراء
وتابع: “قيل لي أن عمر سليمان أراد ان أكون رئيسًا للوزراء حال انتخابه رئيسًا، بقول دا لأن الثورة لم تكن ممثلة، والدكتور مرسي في مؤتمر فيرمونت كان يبحث عن شرعية القوى الثورية، وكان هناك إدراك من الجانب العسكري والنظام القديم أن الثورة غير ممثلة”.
3 نصائح لمرسي
وأكد “البرادعي” أنه قدم 3 نصائح للدكتور محمد مرسي وهي: ضرورة التواصل مع الشعب، وألا ينسى أن هناك 48% لم يصوتوا له، وضرورة تعديل اللجنة المُشكلة لكتابة الدستور الجديد.
وأوضح “البرادعي” في حواره، أنه لم يُعرض عليه أي منصب من قِبل جماعة “الإخوان المسلمين”، واصفًا ما تردد حول عرض “الإخوان” عليه رئاسة الوزراء بالكذب. ووجّه انتقادات لمرسي، “لأنه لم ينفذ وعوده بتعديل لجنة تعديل الدستور”، واصفاً دستور 2012 بأنه “دستور فيه مسحة دينية غير مقبولة”، بسبب احتوائه على مواد تسمح بتدخّل الجهات الدينية مثل المادة 219.
خطة لفترة انتقالية
وأكد البرادعي أنه لم يتواصل بأي شكل مع القوات المسلحة قبل أن يتلقى اتصالاً للحضور إلى اجتماع يوم 3 يوليو. وأضاف البرادعي، أن الخطة المبدئية التي كانت القوى المدنية تتصورها حين كانت تدعو لانتخابات مبكرة قبل الثلاثين من يونيو، هي إيجاد فترة انتقالية لستة أشهر وتعديل الدستور، وأن يتولى الرئاسة رئيس المحكمة الدستورية بصلاحيات بروتوكولية، مع رئيس وزراء بصلاحيات كاملة.
وأكد أن مصير مرسي لم يكن ضمن هذه الخطة لأنها كانت مبنية على أن مرسي سيوافق عن طريق الضغط الشعبي.
خروج “مرسي” لدولة خليجية
وقال البرادعي إنه عرف باحتجاز مرسي للمرة الأولى حين ذهب إلى اجتماع 3 يوليو، مضيفًا: “كان هدفي في هذا الوقت منع اقتتال أهلي”. وكشف أن فكرة الاستفتاء على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة طرحها بعض الحاضرين في اجتماع 3 يوليو، بحضور الفريق عبدالفتاح السيسي في ذلك الوقت، مؤكداً أنه رفضها لأن الوقت كان قد تجاوزها.
وأضاف البرادعي أنه بحث مع القوى المدنية والثورية إمكانية خروج مرسي إلى دولة عربية أو إسلامية، وأجرى اتصالاً بكيري للتوسط مع دولة خليجية لاستقبال مرسي خلال فترة انتقالية من 6 أشهر، مؤكدًا أنه سعى لمعاملة مرسي باحترام وكرامة، من دون اعتقال أو غيره. واستنكر البرادعي ما حدث بعدها، حين فوجئ بصدور قرار بحبس مرسي أسبوعين على ذمة قضية، كاشفًا أن اتصالاته لتأمين الخروج الآمن لمرسي، وكذلك كل ما فعله بمؤسسة الرئاسة كانت بعلم وموافقة القوات المسلحة.
فض اعتصام رابعة العدوية
وعن فض اعتصام رابعة العدوية، أوضح أنه تم وضع خطة للتفاوض مع “الإخوان المسلمين”، ضمت 4 أطراف هي الاتحاد الأوروبي، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، ووزيرا خارجية قطر والإمارات.
وأضاف البرادعي أن الاتفاق المبدئي اشتمل على أربع نقاط، وهي “تخفيض أعداد المتظاهرين إلى 50 في المائة، وقدوم مفتشين من الخارج للتأكد من خلو أماكن التظاهرات من الأسلحة، وعدم خروج المحتجين من الأماكن المُحددة للتظاهر، ونبذ العنف، وبعدها البدء بحوار سياسي”.
وقال إن الوسطاء قابلوا خيرت الشاطر في السجن، فقال لهم “لا يمكن التفاوض بين سجان ومسجون”، فتم التوافق على خروج سعد الكتاتني، ورئيس حزب الوسط أبو العلا ماضي، ليبدأ بعدها حوار سياسي تشارك به كل القوى، إلا أن الاتفاق تعرقل بعدم الإفراج عنهما، مشيرًا إلى أنه قيل له إن السبب هو إجراءات قضائية، بينما هو يرى أن السبب هو أن مؤسسة في الدولة رفضت خروجهما.
وأكد البرادعي أن كل المفاوضات تمت بعلم وموافقة القوات المسلحة، وأضاف أنه حين حضر اجتماع مجلس الدفاع الوطني، طُرحت أفكار تخص قطع المياه والكهرباء قبل فض رابعة، فقال بوضوح للحاضرين أنه لن يكون جزءًا من هذا الأمر.
وأوضح أنه قرر الاستقالة من منصبه فور علمه بفض رابعة لأنه “لا يستطيع تحمل قطرة دم واحدة”. وأكد أن المفاوضات كانت مستمرة حتى ليلة فض رابعة مساء الثلاثاء، وكان هناك تقدم بها، لكنه فوجئ بالفض صباح الأربعاء، أكد أنه “قبل فض رابعة كان ما زال هناك أمل للحل السلمي، وكان يجب بذل مجهود أكبر لمنع الدم”.