طلبت الأمانة العامة للأمم المتحدة من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (أسكوا) عدم إصدار تقرير أعددته المنظمة تحت عنوان “الظلم في العالم العربي والطريق إلى العدل”، وهو قراءة للواقع العربي ومستقبله.
وأسهم في إعداد التقرير مجلس من الاستشاريين يضمّ عددا من المثقفين والكتاب العرب.
ممارسة ضغوط
وذكرت مصادر بالأمم المتحدة أن مطالبة الأمانة العامة للأمم المتحدة بوقف إصدار التقرير تعود إلى ضغوط مورست على الأمم المتحدة من قبل عدد من الدول أبرزها “إسرائيل”، علمًا أن مقدمة التقرير تشير إلى أن الآراء والاستنتاجات الواردة في التقرير لا تمثل بالضرورة الأمم المتحدة أو موظفيها أو الدول الأعضاء فيها.
ونقلاً عن تلفزيون الجزيرة، فإن الأمانة العامة للأمم المتحدة عللت عدم إصدار التقرير بضغوط تعرضت لها وتتعلق بمضمون التقرير خاصة الفصل الرابع المتعلق بفلسطين وبعضها الآخر يتعلق بما استعرضته فصول أخرى لانتهاك حقوق الإنسان في بعض الدول العربية لا سيما مصر.
طبيعة التقرير
وقد تعرض التقرير للفروق الجنسية والطبقية والعرقية والطائفية، وكذلك للظلم في المستوى الدولي الذي يساعد على الظلم في الإقليم.
فاعلية الاحتلال الإسرائيلي
ومن لاهاي، قال أستاذ القانون الدولي جون دوغارد لتلفزيون “فرانس ٢٤”، إنه لمن الغريب أن يحدث كل هذا الضغط، ولكن على المرء أن يقدر أن أي تقرير يتعرض لإسرائيل أو لدول قوية في الشرق الأوسط سيواجه ضغطا حتى لا ينشر.
وحسب رأيه، فإن “إسرائيل” فاعلة في ممارسة الضغوط، وأنه “للأسف تنزل الأمم المتحدة في الغالب عند مطالب إسرائيل”، ومن ذلك التدخل الذي تتعرض له دائما تقارير المقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.
وضرب جون دوغارد مثلا آخر، إذ أعدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تقريرا عن الدول التي تتعامل بوحشية مع الأطفال، وكانت إسرائيل من بينها فاعترضت وجرى حذف اسمها من القائمة.
وخلص دوغارد إلى أن إسرائيل ومصر قويتان في المنطقة وذواتا نفوذ، وأن التقرير الأخير ترافق مع مشورة “سيئة” قدمت للأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حتى تكون المنظمة الدولية أكثر حذرا في تقاريرها المقبلة.
دول الثورات المضادة
وإذا كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي معنية بمجابهة ما يفضح الاحتلال والظلم الواقع على الفلسطينيين فالسؤال المطروح هنا: مَن مِن الدول العربية التي وقفت ضد التقرير؟
ومن المعروف أن التقرير السابق حول التكامل العربي عرف تدخلات من أنظمة عربية، مشترطين لتمويله تجنب الحديث عن الثورات المضادة التي تحول دون التكامل العربي.
لمن يدفع
وفي تصريحات تلفزيونية له، قال أبو يعرب المرزوقي الباحث والكاتب التونسي: “الدول التي دعمت الثورات المضادة واصلت دورها في مواجهة التقرير الأخير”.
ولكن المرزوقي متفائل لأن ما جرى، على حد قوله، “يفضح الأمم المتحدة التي أصبحت مثل الجامعة العربية يجري توظيفها لأجندات من يدفع”.
وأكد المرزوقي في تصريحاته أن التقرير صيغ بعلمية وموضوعية واعتمد على مراجع ومصادر وأدلة من الأمم المتحدة نفسها.
وكانت مديرة الإسكوا ريما خلف قالت في تصريح سابق في مؤتمر صحافي حول التقرير إن هذه سابقة لم تقف عليها في تاريخ عملها بالمنظمة الدولية، حين منحت الأمم المتحدة معدي التقرير فرصة نشره على مسؤوليتهم الخاصة، من دون ربطه بالأمم المتحدة.
وأكد أن التقرير سيكون أكثر كفاءة لو صدر بعيدًا عن الأمم المتحدة، بل سيضيف ذلك للتقرير الكثير من الفاعلية والكفاءة.