قديما قالوا إذا كانت عاصمة أميركا السياسية واشنطن دي سي فإن عاصمتها الإعلامية في هوليوود..يُتخذ القرار في العاصمة السياسية في الشرق، ويروج له عبر العاصمة الفنية في الغرب!
في عام واحد، تم انتاج فيلمين عن حدوث انقلاب في البيت الأبيض في هوليوود، وهما:
White House Down (2013)
Olympus Has Fallen (20133)
وبالنظر لتقرير الاستخبارات الأخير حول ترامب، فإنه كان على علاقة بروسيا منذ 5 سنوات على الأقل، أي منذ 2012!
لا أريد القفز الى استنتاجات كبيرة، لكن ربما هناك من رصد الخطة الروسية وأراد تهيئة الرأي العام لها..فأن يخرج فيلمان في نفس الموضوع وعن البيت الأبيض تحديدا فهذا شيء لم يحدث تاريخيا في هوليوود فيما أعلم، ولا حتى عن أي مؤسسة أخرى!
ولنا تجربة سابقة في تهيئة الرأي العام بالأفلام السياسية، حيث أنتج فيلم “يوم الاستقلال” (1996) Independence Day، وهو فيلم يتحدث عن هجوم فضائي على الولايات المتحدة، الأمر الذي سبق الهجوم على برجي التجارة في 11 سبتمبر بخمس سنوات!
في المقابل؛ تم إنتاج فيلم في العام 2004 بعنوان: (The Manchurian Candidate (2004، بعد حرب العراق مباشرة، والتي قام بها بوش، المرشح الذي كان خاسرا في انتخابات 2000 لصالح آل جور، ثم أعيد فرز الاصوات في ولاية بعينها، لينجح على إثرها الخاسر بوش بفارق 3 أصوات في المجمع الانتخابي!
هذا الفيلم The Manchurian Candidate، يحكي قصة سياسي مغمور، ابن سياسي قديم، تسيطر عليه منظمة تجارية هي Manchurian Globe وتحاول إيصاله بالقوة إلى سدة الحكم في أميركا، بمعاونة والدته، التي قامت بآداء دورها الفنانة القديرة ميريل ستريب (وهي التي انتقدت ترامب بشدة منذ أيام في حفل الجولدن جلوب، فهل كان اختيار الشخصية، والتوقيت، والمناسبة، صدفة أم رسالة سياسية من إدارة أوباما التي تسعى لتفخيخ فترة رئاسة ترامب؟؟
قد يكون خيالا جامحا من محلل سياسي تسيطر عليه نظرية المؤامرة كما قد يرى البعض، لكن الأمر نفسه تعتقده صحيفة النيويورك تايمز،New York Times، الأوسع انتشارا في العالم، حيث نشرت مقالا منذ يومين بنفس المعنى بعنوان: هل ترامب مرشح آخر على لمنظمة مانشوريان جلوب؟؟ (رقم 1 في المصادر)
ويورد كاتب المقال ملاحظات عديدة مهمة، منها ماذكره بطل العالم الشهير في الشطرنج والسياسي الروسي المعارض جاري كاسباروف من أن ترامب انتقد كلا من الجمهوريين والديمقراطيين والانتخابات الأميركية برمتها، و بابا الفاتيكان، والمخايرات الأميركية CIA، ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI لكنه لم يوجه ولو انتقادا واحد لفلاديمير بوتين!
وبالعودة لفيلم مرشح منظمة منشوريان جلوب، The Manchurian Candidate، ففي هذا الفيلم يلخص فنان عظيم آخر هو دينزل واشنطن (الذي يقوم بدور النقيب العسكري بن ماركو الذي اكتشف الخدعة) فكرة الفيلم في عبارة واحدة يقول فيها عن محاولة إيصال شخص بعينه إلى سدة الحكم قائلا: هذه ليست انتخابات.. هذا انقلاب!
This isn’t an election, this is a coupp!
وبالمناسبة، فقد كان “دينزل واشنطن” متأثرا جدا بما قالته “ميريل ستريب” في حفل الجولدن جلوب، وقد زاملها في هذا الفيلم كما أشرنا!
قد تكون مجرد مصادفات متكررة (عادة لا أومن بالمصادفات السياسية) لكن يجب ألا ننسى أن هناك تقارير استخباراتية رسمية تؤكد علاقة ترامب بروسيا، وأنها تملك عليه معلومات حساسة، خاصة بحفلة جنس جماعية في وقت سابق، وهو الأمر الذي رد عليه ترامب باتهام المخابرات الأميركية بالتزوير! وهذا يعني أننا أمام مؤسسة من المؤسستين فاسدتين؛ إما البيت الأبيض مسيطر عليه من قبل روسيا، أو أن المخابرات فقدت حياديتها ووطنيتها، وصارت آداة في لعبة سياسيىة، بحيث تتدخل في أمر حساس كهذا وتكذب لهذه الدرجة!
مصادر:
هل دونالد ترامب نسخة حديثة من مرشح منظمة جلوب؟؟ (نيويورك تايمز)
?Donald Trump: A Modern Manchurian Candidate
https://goo.gl/gRijKx