بعد أكثر من 3 أعوام من فشل نظام السيسي في حجب موقع “رصد” – الذي سلك منذ الثالث من يوليو طريق المعارضة وإبراز الحقائق ونشر التسريبات التي فضحت السيسي أمام العالم – عن طريق القضاء، إذا به يقوم مؤخرًا بنشر فيديو “مفبرك” بعنوان “قطر راعية الإرهاب” ويأتي ذلك ضمن إجراءات النظام القمعية وانتهاكه لحرية الفكر والرأي والتعبير في مصر.
فيديو مفبرك
في صباح اليوم تفاجأ متابعو موقع “رصد” في مصر حين زيارتهم الموقع بتحويلهم إلى موقع آخر يحمل فيديو مفبرك بعنوان “قطر راعية الإرهاب”، ووضع عليه العلامة المائية الخاصة بالموقع.
فشل في الحصول على حكم قضائي لحجب الموقع
كما فشلت أذرع السيسي في الحصول على حكم قضائي لحجب الموقع من مصر، ففي السادس من سبتمبر العام الماضي، أوصت الدائرة الثانية بهيئة مفوضي الدولة، بمحكمة القضاء الإداري برئاسة المستشار صلاح مفرح – نائب رئيس مجلس الدولة – برفض الدعوى المقامة من سمير صبري المحامي، والتي يطالب فيها بغلق موقع شبكة “رصد” على مواقع التواصل الاجتماعي التي تدار من تركيا لهجومها على الدولة المصرية، وبث أخبار كاذبة ممولة من جماعة الإخوان.
وقال التقرير المعد من المستشار السيد السيسى مفوض الدولة، إن الدستور المصري مساير للاتفاقات الدولية المقررة لحقوق الإنسان وكفل حرية التعبير بمدلوله العام في مجالاته المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لجميع وسائل التعبير.
تسريبات هزت كيان العسكر
ومنذ الثالث من يوليو 2013 وتسريبات “رصد” تلاحق عبدالفتاح السيسي أينما ذهب، والتي أجبرته على الخروج بتصريحات تصف ما حدث في التسريبات بأنها مفبركة وجاءت ضمن حروب الجيل الرابع.
أحمد جاذب الستات وخطة السيطرة على الإعلام
وكانت “شبكة رصد” صاحبة السبق في بث هذا التسريب الذي نقل اجتماعًا عقد بين عبدالفتاح السيسي حينما كان وزيرًا للدفاع، وعدد من قيادات المجلس العسكري، تطرقوا فيه للحديث عن ضرورة وضع خطة للسيطرة على الإعلام، إذ قال أحد القيادات ويُدعى”عمر” في التسريب: “هما 20 واحد عايزين نسيطر عليهم ونعيد الخطوط الحمراء..مش كل حاجه تنشر تسيء لنا”.
فيما رد السيسي خلال التسريب تعليقًا علي أداء المتحدث العسكري وإمكانية تغييره قائلاً: “العقيد أحمد عامل جذب مهم للسيدات .. لو غيرته وخليت عمر مثلًا اللي يتكلم هيقولوا إيه اللي انتوا بتعملوه ده .. إحنا فعلاً مختارين مجموعة تانية مش علشان أحمد وحش ولا حلو .. لكن علشان يبقي عندنا فرصة نقدم نفسنا بأكثر من ضابط وأكثر من شكل”.
الضابط اللي هيقتل مش هيتحاكم
وفي تسريبٍ آخر نشرته “رصد” في أكتوبر 2014م، كشف النقاب عن حديث لعبد الفتاح السيسي، خلال أحد اجتماعاته مع ضباط بالجيش، قال فيه: إنه “لن تتم محاكمة أي ضابط يقوم بضرب أو قتل متظاهرين”.
وذكر السيسي في الفيديو المسرب “أن الضابط اللي حيضرب قنابل غاز وخرطوش وحد يموت أو يحصله حاجة في عينه مش حيتحاكم، والمتظاهرين أدركوا ذلك”.
محاولات حجب سابقة
وتعرض “رصد” لمحاولات حجب سابقة، حيث قام «هاكر» تابعين للنظام بمحاولات الاعتداء على الموقع واستخدام برامج تؤدي إلى حجبه لكنها فشلت آنذاك.
الحجب في السعودية والإمارات
وفي السابع والعشرين من يوليو العام الماضي، تم حجب موقع شبكة “رصد” الاخبارية من المملكة العربية السعودية، وقد ذكرت وزارة الثقافة والإعلام السعودية حينها أن سبب الحجب يرجع إلى مخالفته شروط المملكة الخاصة بالنشر والمعلومات، كما أنه تم حجب الموقع بعد أحداث الثالث من يوليو في دولة الإمارات.
صحفيو رصد خلف القضبان
ومنذ الأيام الأولى لسيطرة العسكر على الحكم في مصر، وتحديدًا في 25 أغسطس 2013، ألقت قوات الأمن القبض على كلٍ من سامحي مصطفى – أحد مؤسسي شبكة “رصد” – وعبد الله الفخراني – عضو مجلس إدارة الشبكة – ووجهت لهم النيابة العامة اتهامات جاء على رأسها الانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون، في القضية رقم 2210 لسنة 2014م جنايات العجوزة، ورقم 317 لسنة 2014م أمن دولة عليا، كما حكم على عمرو فراج – أحد مؤسسي الشبكة بالسجن المؤبد.
وتعرض الفخراني للتعذيب الشديد والضرب وحبسه مع الجنائيين، كما أنه ينام بدون ملابس داخلية وعلى فرشة واحدة فوق بلاط السجن.
الحجب وسيلة الجبان
وفي تصريح لـ”رصد” استنكر الناشط الحقوقى هيثم أبو خليل، حجب موقع رصد قائلاً:” حجب رصد دليل وبرهان قوي على ما قامت به من تاثير إعلامي فضح نظام السيسي الجبان بتسريبات وبتقارير صحفية كان لها جمهور كبير طوال الفترة الماضية”.
وأضاف، نظام السيسي فشل قضائيًا في حجب “رصد”، واستخدم الحجب غير المشروع مثل كل أفعاله وجرائمه في حق الشعب المصري، محاولاً بذلك ردع الصوت المعارض على شبكة الإنترنت، لافتًا إلى أن السيسي بكل سلطانه العسكري وإعلامه لم يتمكن من التستر على فضائحه داخل وخارج مصر.