جاء فشل جهود المصالحة بين مصر والسعودية التي كانت تحاول القيام بها دولة الإمارات ليثير تساؤلات وتكهنات حول مستقبل العلاقة بين البلدين إمكانية تجاوز هذه الأزمة، في ظل تاكيد عدد من الخبراء على عمقها، مستدلين علي ذلك بفشل حتى مجرد لقاء الملك سلمان بن عبد العزيز مع السيسي ومصافحة بعضهما البعض، مشيرين إلى أسباب تلك الأزمة وعلى رأسها موقف القاهرة من طهران ودعمها للأسد وإمكانية ان تنعكس تلك الأزمة على ملف جزيرتي تيران وصنافير، مما يعني أن الرياض والقاهرة بينهما هوة واضحة ويعانيان من صعوبات.
من جانبه قال السفير د.عبد الله الاشعل: انه من الصعب ان يحدث تطور في العلاقات المصرية والسعودية في الوقت الراهن بسبب وجود الخلافات الجوهرية بين البلدين تتمثل في الموقف المتابينة لدي الطرفين من القضايا المطروحة في الساحة فبينما تتخذ السعودية مواقفا واضحا ضد الحوثيين وصالح في اليمن وبشار الاسد في سوريا ياتي موقف السيسي مخالفا لذلك تماما حيث موقفه المنحاز الي بشار ورفضه اسقاطه وكذلك عدم وضوح موقفه من الحوثيين باليمن ان لم يكن هناك تعاون معهم حسب ما سرب من اخبار في هذا السياق،وهذا يعني ان السيسي وسلمان لن يلتقيا ابدا
واضاف د.الاشعل في تصريحات خاصة لـ “رصد”: ان ايران تكاد تكون هي نقطة الخلاف الجوهرية بين البلدين وما يقوم به السيسي من تقارب مع ايران علي خلفية دعمه لبشار في سوريا وبداية التعاون مع العراق يمثل اسبابا قوية لغضب السعودية التي تري في ايران عدوا لها يهدد كيانها وامنها القومي بسبب دعمها الواضح للحوثيين وصالح في اليمن وهو الامر الذي جعل الملك سلمان يتخذ قرارا بالتدخل العسكري في اليمن وكان المفروض ان يكون لمصر دورا في هذا التدخل ولكن لم تقدم القاهرة الدور المطلوب مما اغضب السعودية
ولفت السفير الاسبق الي ان الموقف من الاخوان ايضا يمثل احد اسباب تازم العلاقات حيث يري السيسي في الاخوان عدوا ويريد انهاء وجودهم تماما وهو ما وضح بجلاء في القتل والقمع والسجن والاحكام الجائرة ضدهم في حين تري السعودية انه يمكن التعاون معهم والبقاء عليهم ولكن دون الوصول للسلطة ولعل علاقتها باخوان اليمن وسوريا يؤكد ذلك بوضوح الامر الذي انعكس بالايجاب علي الموقف السعودي من اخوان مصر مؤخرا وهو ما اغضب السيسي
أما اكد وكيل وزارة الخارجية الاسبق، السفير ابرهيم يسري وجود ازمة حقيقية في العلاقات المصرية -السعودية وان الطرفيين لا يريدا ان يعترفا بذلك وان كانت كل المؤشرات تشير الي ذلك وتؤكده وربما عدم الاعلان عنها يعود الي امكانية تدارك تلك الازمة وانهائها سواء بالتفاهم الثنائي او من خلال وساطة بعض الدول ومنها الامارات وان كانت هناك صعوبة تواجهها في اتمام المصالحة.
وتعليقا علي عدم لقاء الملك سلمان بن عبد العزيز وعبد الفتاح السيسي بالامارات خلال اليومين الماضيين فال السفير يسري في تصريحات خاصة لـ “رصد”:هذا يعكس عمق الازمة بين البلدين من ناحية وفشل الامارات في وساطتها من ناحية اخري ويبدو ان الامور معقدة بشكل كبير خاصة في ظل استفزاز السيسي لسلمان بالتوجه نحو ايران ومساعدة بشار الاسد وعدم القيام بدور فعال في التحالف العربي في اليمن وهذا يغضب السعودية كثيرا .
وصف وكيل وزارة الخارجية الاسبق سياسة السيسي تجاه السعودية ودول الخليج بالابتزاز والانتهازية ، مضيفا: السيسي يصر على الحصول علي المساعدات دون التفاعل مع السعودية في القضايا التي تهمها وباقي دول الخليج وهذا يعد برجماتية ممقوتة واتوقع ان تنعكس الازمة الحالية بين البلدين علي قضية تيران وصنافير وربما يكون هناك تعليمات من السيسي للقضاء بالحكم بمصرية الجزر ليركن الي هذا الحكم ويقول انه حكم قضائي.