أكد الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مواجهة مصر مع دول الاقليم أصبحت تعتمد علي ثقافة الردح ولغة السوقة والدهماء، وأصبحت سيرتها بين الأمم هى ما يعبر عنه دوما هذا الانحطاط الحضارى الذى تحركه أجهزة الدولة من وراء ستار.
وقال عبر منشور له علي صفحته الشخصية “فيس بوك” :” شاهدت الليلة الفيلم الوثائقى الذى أذاعته فضائية “الجزيرة” من إنتاجها عن أحوال “العساكر” فى الجيش المصرى، وكنت قد شاهدت قبله الفيلم الذى أعدته إدارة التوجيه المعنوى بالقوات المسلحة لاستباق الرد على وثائقى “الجزيرة” وموضوعه “يوم فى حياة جندى مقاتل … كما أننى تابعت ردود الفعل التى صدرت عن الإعلام المصرى، انفعالية كانت هذه الردود أو بها مسحة من رصانة.”
و أضاف:” بعيداً عن تقييمى لفيلم “الجزيرة”، أو لفيلم “إدارة التوجيه المعنوى”، مما أعود إليه لاحقاً، دعونا نسأل أنفسنا سؤالاً مبدئياً يمهد لحديث فى العمق عن هذه الخطوة التى اتخذتها “الجزيرة”، مما أساء لمصر ولا شك، وأربك الإعلام المصرى كله بلا جدال: هل سمعتم فى قناة “الجزيرة”، أو فى أى وسيلة إعلامية قطرية، من يقول إنه سيضرب السيسى “بالجزمة” كما فعل أحد أبواق النظام الإعلامية مع الشيخ تميم؟”
وتابع:”السؤال الثانى المتفرع عن السؤال الأول هو: إذا كانت هذه هى الطريقة التى يعبر بها إعلام النظام عن موقف مصر الحضارى تجاه خصوم النظام على مستوى رؤساء الدول، فهل يبرئ هذا السلوك المشين الدولة المصرية من تهمة إهانة مجنديها؟ أم أنه يقول للعالم كله إن هذه على الأرجح هى لغة الحوار التى تعتمدها أجهزة الدولة فى مصر مع من عداها، ومن ثم يمنح مصداقية لما جاء بالفيلم؟”
واختتم :” سؤال أخير قبل أن أعود لاحقاً لمناقشة مضمون الفيلمين: أين هى الدولة الصريحة فى مشهد المواجهة الصريحة هذا بينها وبين دول الإقليم؟ وهل صارت الدولة عاجزة إلى هذا الحد عن استدعاء حكمتها الضائعة للرد بما يليق بها وبثقافتها التى انهارت – على ما يبدو – بفعل فاعل لتسود فى النهاية ثقافة الردح ولغة السوقة والدهماء، وتكون سيرتنا بين الأمم هى ما يعبر عنه دوماً هذا الانحطاط الحضارى الذى تحركه أجهزة الدولة من وراء ستار؟”