رحبت الصحف التركية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء بخطوات التقارب الملفتة بين الحكومة التركية ومن خلفها “حزب العدالة والتنمية” من جهة، و”حزب الشعب الجمهوري” أكبر أحزاب المعارضة في البلاد من جهة أخرى.
ونشرت أغلبية الصحف على صفحاتها الأولى تفاصيل إعلان رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو أمس الاثنين الذي تضمن سحب كافة الدعاوى والشكاوى القضائية التي كان قد رفعها ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعدما أعلن الأخير سحب كافة الدعاوى القضائية التي رفعها ضد المسيئين إليه وإلى عائلته.
صحيفة “قرار” قالت – تحت عنوان “خطوات معًا”- :إن تركيا مقبلة على انفتاح وطني عام بعد هذه الخطوة التي قدمها الرجلان بالتزامن، في ظل أجواء التقارب التي جمعت الأحزاب السياسية المختلفة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو الماضي
مظاهر التقارب
وعددت الصحيفة عددا من مظاهر التقارب السياسي، ومن بينها مشاركة حزب العدالة والتنمية في مسيرة الديمقراطية التي نظمها حزب الشعب الجمهوري في ميدان تقسيم بإسطنبول، ولقاء كليتشدار أوغلو وأردوغان في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة بحضور زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي ورئيس الوزراء التركي رئيس حزب العدالة والتنمية بن علي يلدرم.
اعتبرت صحيفة “أكشام”، في مفارقة طريفة أن التقارب الحاصل بين الدولة والمعارضة غريب عن أحوال الطوارئ كالتي تعيشها تركيا اليوم، وإن كان ذلك هو الوضع الطبيعي الذي كان يفترض أن تسير عليه علاقة الطرفين في الأحوال الطبيعية.
وكتب حقي قربان: إن من إنجازات محاولة الانقلاب الفاشلة أنها أجبرت رئيس الوزراء بن علي يلدرم على القيام بأول زيارة لمقر حزب الشعب الجمهوري بهدف لقاء رئيس المعارضة كليتشدار أوغلو، وما خرج عن هذه اللقاءات من مؤشرات على استمرار التقارب والعلاقات الإيجابية.
صحيفة “يني شفق” نشرت صورة من اللقاء الأخير الذي جمع قادة المعارضة بأردوغان، وعنونت تقريرها بجملة “مبادرة أردوغان”، وقالت: إن أردوغان ويلدرم وكليتشدار أوغلو وبهجلي سيشاركون معا في مسيرة “الديمقراطية والشهداء” التي ستنظم في منطقة “يني كابي” بإسطنبول في السابع من أغسطس الجاري.
ونشرت الصحيفة ما قالت إنه نص الرسالة التي تلقاها قادة الأحزاب تدعوهم للمشاركة مع عناصر أحزابهم وإلقاء كلمات في المظاهرة المذكورة للتعبير عن رفضهم المحاولة الانقلابية الفاشلة.
الجيش لن يحتفل
من جانب آخر، قالت صحيفة “ميللي غازيتا” إن الجيش التركي لن يقيم احتفالات “بيوم الظفر” في التقليد المتبع في كل يوم يوافق الثلاثين من أغسطس من كل عام منذ عام 1922، وهي ذكرى انتصار الثوار الأتراك في حرب الاستقلال على قوات الحلفاء والجيوش اليونانية، التي غزت أراضي الدولة العثمانية نهاية الحرب العالمية الأولى واحتلته.
ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع التركي فكري إيشيك قوله: إن تركيا تمر بظروف غير عادية يدركها الجميع، وإن إقامة مثل تلك الاحتفالات غير ضرورية في ظل الأوضاع التي نتجت عن المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وتناولت الصحف التركية في تعليقاتها أبرز التطورات المرتبطة باستمرار “حملة التطهير”، ونشرت متابعات عن عمليات الاعتقال والفصل من العمل على خلفية الانقلاب، إضافة إلى المناكفات بين أنقرة وبرلين بعد منع الأخيرة الرئيس أردوغان من الحديث عبر اتصال بالفيديو لمتظاهرين أتراك في مدينة كولونيا الألمانية رفضا للانقلاب.
ونشرت صحيفة “صباح” تقريرا عن استمرار تظاهر الأتراك واحتشادهم في الميادين والشوارع ضمن “نوبات حراسة الديمقراطية”، وأبرزت دعم الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2011 توكل كرمان للحراك في الشارع التركي عبر حضورها إلى ميدان كزيلاي في العاصمة التركية أنقرة.