أعلن عدد القوى الثورية والسياسية، العودة مجددًا للتظاهر يوم 25 إبريل الجاري، الذي يوافق الاحتفال بعيد تحرير سيناء؛ احتجاجًا على “تنازل” عبدالفتاح السيسي للسعودية عن جزيرتي تيران وصنافير التابعتين لشبه جزيرة سيناء.
وأكدت مصادر أمنية مطلعة، أن عبدالفتاح السيسي، أعرب عن غضبه من السماح بتمدد المظاهرات يوم الجمعة الماضي، وأكد، أمس الأربعاء، خلال لقائه مساعديه، أنه لن يقبل بتكرار مشهد “جمعة الأرض” مرة أخرى يوم ٢٥ إبريل المقبل، وذلك تزامنًا مع تزايد الدعوات في أوساط الشباب وقطاعات سياسية متنوعة، للتظاهر؛ احتجاجًا على التنازل عن تيران وصنافير للسعودية.
وأوضحت المصادر، في تصريحات صحفية، أن السيسي لم يتهم أحدًا من القيادات بالتقصير، إلا أنها قالت: “إن هناك حديثًا متزايدًا في أوساط رسمية وغير رسمية عن التعامل الأمني “اللين” مع المتظاهرين في “جمعة الأرض””.
وأكد عدد من السياسين -في تصريحات خاصة لـ”رصد”- أن مظاهرات 25 إبريل الجاري ستلقى نجاحًا كبيرًا وزيادة في أعداد المشاركين عن جمعة الأرض.
نجاح التظاهرات
وتوقع محمد سيف الدولة، الباحث المتخصص في الشأن القومى العربي، أن “تكون مظاهرات 25 إبريل أفضل من 15 إبريل”.
وأضاف “سيف الدولة” -في تصريح خاص لـ”رصد”- “لنا في ذلك سابقة من الأيام الأولى لثورة يناير، فنجاح 25 يناير في حشد بضع عشرات الآلاف في التحرير، شجع الجميع للمشاركة في جمعة الغضب، فنزل مئات الآلاف ثم الملايين. وأظن أن السلطة نفسها تعلم ذلك، والدليل هو سرعة نفي السيسي لما نشر في “الشروق” على صدور تعليماته للشرطة بعدم تكرار مظاهرات ١٥ إبريل”.
وتابع: “أظن أن سبب النفي أنه يعلم أن مثل هذه الأوامر لن يمكن تنفيذها، ومن ثم سيظهر بمظهر الرئيس الذي انكسرت إرادته وكلمته وأوامره أمام غضبة الشارع والشباب”.
وطالب “سيف الدولة”، المتظاهرين بأن يبذل كل منهم ما يستطيع لإنجاحها كما حدث في جمعة الأرض، فـ”لا نطرح قضايا إو شعارات أو رموز تفرقنا، وأن نركز على هذه القضية الوطنية المقدسة التي جمعت كل المصريين بصرف النظر عن مرجعياتهم الفكرية أو انتماءاتهم ومواقفهم السياسية. وهو ما نجحنا فيه في جمعة الأرض”.
واختتم: “لا يجب أن نسمح لأحد بأن يفسده علينا، هناك جرح وطني عميق لدى كل المصريين، نتيجة صفقة بيع تيران وصنافير، ولقد فتح هذه الصدمة أعين غالبية المصريين على طبيعة السلطة الحاكمة، وستؤدي إلى فتح كل ملفاتها في كل القضايا، فقط علينا أن نتجنب كل الأخطاء والخطايا التي ارتكبناها جميعًا بعد ثورة يناير وأدت إلى حالة الاستقطاب المدمر والانقسام القاتل الذي نعيش فيه”.
نجاح سابق
وأكد المستشار أحمد سليمان، وزير العدل الأسبق، أنه يتوقع زيادة في أعداد المتظاهرين المشاركين في تظاهرات 25 إبريل المقبل.
وحدد “سليمان” -في تصريح خاص لـ”رصد”- أسباب النجاح بقوله: “إن الشعب المصري اكتشف حقيقة إنه كان يعيش في وهم، فليست هناك أية إنجازات حقيقية لما يروج له النظام الحالي بعد التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح المملكة العربية السعودية”.
وتابع “سليمان”: “إن تدني مستوى المعيشة وغياب الأمن وقتل المواطنين على يد أفراد الداخلية سيكون له الأثر البالغ في ارتفاع أعداد المتظاهرين”.
صفيح ساخن
وقال المتحدث باسم ائتلاف شباب الثورة السابق وعضو الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، زياد العليمي، إن البلاد كلها ستبقى على “صفيح ساخن”، وليس النظام وحده، حتى الخامس والعشرين من إبريل، مضيفًا أنه “عندما يتم التنازل عن الأرض والسيادة، ويكون القرار السياسي خارجيًا؛ فهذا معناه أن هناك أزمة كبرى”.
وأضاف، في تصريحات صحفية، أن أكثر ما يميز الحراك الشعبي “هو التنوع من مختلف القطاعات، في مؤشر واضح على أن الشعب غير راضٍ عن النظام وأدائه، ورسالة قوية مفادها أن من يقف أمام التغيير سيتم دهسه”، مشددًا على أن “التغيير قادم، سواءً شاء النظام الحالي أم أبى، ولكن يظل وقت حدوثه غير معلوم، ولكن إرهاصاته غدت واضحة”.
وأكد “العليمي” أن “الشعب لا يمكن إسقاطه من الحسابات، فهو من حسم مصيره خلال السنوات الخمس الماضية، وهو من يقرر ما سيحدث في مصر، وخروجه في يناير كان طلبًا للتغيير، ومن وقفوا في وجه التغيير اثنان منهم في السجن، ومن الممكن أن يصبحوا ثلاثة وأكثر”.
احتجاجات ممتدة
وقال عضو حركة الاشتراكيين الثوريين، محمود عزت، إن احتجاجات جمعة الأرض ممتدة، ونراه في الحراك الطلابي بالجامعات، وفي المسيرات والوقفات الاحتجاجية، والتضامن مع معتقلي جمعة الأرض، فالمزاج الشعبي يتغير وبقوة”.
ولفت، في تصريحات صحفية، إلى أنه “للمرة الأولى منذ الانقلاب، يحدث حراك جماهيري عفوي بهذه القوة، ويتطور إلى المطالبة بإسقاط النظام”، معتبرًا أن كلمة السر في نجاح أي تحرك شعبي هو “وجود قضية جامعة وعدم تسييسه”.
وتوقع “عزت” أن “تتبلور مطالب هذا الحراك الشعبي بمرور الوقت، وأن نرى مطالب شعبية موحدة”، مضيفًا أنه “كما أنه لا ينبغي توجيه أو تسييس هذا الحراك، لا بد في الوقت ذاته ألا نتركه يتمدد في الفراغ، ولا أن يسطو عليه أحد”، داعيًا “كل القوى السياسية إلى التفاعل مع الشعب، وتشكيل نسيج واحد؛ لبلورة مطالب مشتركة”.
تخبط أمني
وقال حمدي قشطة، عضو حركة 6 إبريل “الجبهة الديمقراطية”: إن “هناك تخبطًا أمنيًا لدى السلطة الحاكم في مصر، واهتزازًا في شعبيتها”، مشيرًا إلى أن “هناك محاولة من قبل النظام لإقناع الشعب بتغيير مفهوم الوطنية والخيانة”.
وقال، في تصريحات صحفية: إن “النظام ليس لديه أي شعور بالاستقرار، فهناك زخم غير مسبوق في الشارع، وجزء كبير من الشباب الذي نزل إلى الشارع غير مسيس، حتى الأهالي باركوا نزول أولادهم، على خلاف الحسابات الماضية المبنية على الخوف على استقرار البلاد والأرض”.
وتابع: “هناك حالة غليان في الشارع المصري، زاده الحادث الإرهابي بقتل أمين شرطة لمواطن بالقاهرة مؤخرًا، وحالة التأييد الجماهيري لـ25 متظاهرًا ما زالوا محتجزين على خلفية مظاهرات جمعة الأرض”، معتبرًا أن “التقاء القوى الثورية مع الشعب، والتفافهم حول قضايا مشتركة، هو بداية النجاح”.
تظاهرات لن تتوقف
بينما حذر عضو الهيئة العليا للتيار المصري، محمد القصاص، من عدم الالتفات إلى مطالب الجماهير الغاضبة.
وقال، في تصريحات صحفية: إن “المشهد لم يكن عشوائيًا، والمظاهرات المقبلة لن تتوقف عند حاجز أو حد”، مؤكدًا أن “ما يحدث الآن شبيه بإرهاصات ما قبل ثورة يناير”.
وأضاف أن “النظام يقع في أخطاء كبيرة، ويفقد الكثير من شرعيته كل يوم، وما يفقده يصب في ساحة المعارضة”، معتبرًا أن “عدم وجود بوصلة حتى الآن للمعارضة في الشارع لن يؤثر على الحراك الموجود؛ لأنه غضب شعبي، وأكبر من القوى الحزبية والسياسية، بالرغم من دورها في توجيه هذا الحراك وتطويره”.