قالت مراسلة سي إن إن، ميشيل كوزنسكي، إن القمة الأميركية – الخليجية، التي عقدت اليوم الخميس، وصفت بأنها “تصفية للتوترات”، ولم تكن لقاءً سطحيًا.
واختتمت اليوم الخميس، في العاصمة السعودية الرياض، القمة الخليجية الأميركية، بحضور الرئيس الأميركي باراك أوباما، وبرئاسة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز.
وتعتبر المملكة العربية السعودية تغيّر أميركا حيال قضايا الشرق الأوسط، نقطة حساسة تسببت بتصعيد التوتر في العلاقات مع أوباما، فيما ازداد التوتر، بعد إعلان أميركا عقد اجتماعات سرية مع إيران، لإجراء المحادثات التي أدت إلى الاتفاق النووي في عام 2015.
وكانت الأربع ملفات التي طرحت خلال القمة؛
الاتفاق النووي الإيراني
وأظهرت السعودية العدو اللدود لإيران، امتعاضًا من أميركا بسبب مباحاثاتها معها، فيما يسعى أوباما إلى أن يتم الاتفاق على تقسيم المنطقة بين السعودية وإيران ويدعون خلافاتهما.
وتعيش كل من السعودية وإيران حالة من الصراع على النفوذ في المنطقة، الذي يأخذ شكل المصالح السعودية مقابل الإيرانية، والتحالفات السنية مقابل الشيعية.
وبحسب بي بي سي، يؤكد خبراء أن هذا لا يمكن أن يحدث في وقت قريب، حيث ترى السعودية أن الغزو الأميركي للعراق، تسبب في زيادة نفوذ الإيرانيين في ثلاثة من أكبر العواصم العربية، بغداد وبيروت ودمشق، كما تتهم إيران بدعم “المتمردين” الشيعة في شرق المملكة، وفي البحرين، ودعم الحوثيين في اليمن.
الأزمة السورية
تعرب السعودية عن عدم رضاها عن أداء أميركا بملف الأسلحة الكيماوية السورية واستهداف قوات الأسد، وترى أن الموقف الأميركي ضعيف وغير حاسم، وأدى إلى استمرار المأساة التي يعيشها السوريون.
وبدأت السعودية في تكوين تحالفات أخرى، بعدما رأت التزام الحكومة الأميركية بوضع حد للصراع السوري، بحيث تكون القيادة السنية في تركيا والمسلحين السنيين في ساحة القتال.
وما زالت السعودية عضوًا رسميًا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، ونقلت طائرات مؤخرًا إلى جنوب تركيا.
قضية 11 سبتمبر
كان من المفترض أن يصدر مجلس الشيوخ الأميركي تشريعًا بما إذا كان بإمكان الضحايا الأميركيين مقاضاة السعودية على هجمات 11 سبتمبر، ولكنه أوقف الآن.
من جانبها هددت الحكومة السعودية بسحب استثمارات في أميركا والتي تبلغ قيمتها ما بين 750 مليارًا إلى تريليون دولار حال تمرير وثيقة مجلس الشيوخ.
ونفذ هجمات سبتمبر 19 شخصًا، بينهم 15 سعوديًا، إلا أن التحقيقات برأت السعودية من الهجمات، ولوح البيت الأبيض آنذاك بالاعتراض على القرار.
مقال جريدة “أتلانتيك”
وخلال الاجتماع تمت مناقشة محتوى المقالة الذي يشكك فيما إذا كان أوباما فعلاً يعتبر السعودية حليفةً له، وما إذا كان أوباما يظن أن السعودية ستتراجع في مقاتلتها لتنظيم الدولة.
وقال أوباما في مجلة “ذا أتلانتك”، إنه منزعج من “الركاب المجانيون”، في إشارة إلى اعتماد بعض الدول على واشنطن لتحقيق مصالحها الخاصة، ووصفها بأنها “أطراف تدفع أميركا لاتخاذ إجراءات ثم تبدي عدم الرغبة في المشاركة الفعلية فيها”.
ورغم عدم تحديد أوباما الأطراف، إلا أن تلك التصريحات، أثارت ردًا علنيًا نادرًا من الطرف السعودي، إذ تساءل الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للمخابرات السعودية وسفير المملكة في واشنطن سابقًا، في رسالة مفتوحة نُشرت بصحيفة “عرب نيوز” السعودية، عما إذا انحاز أوباما “إلى إيران لدرجة تجعله يساوي بين صداقة بلاده الدائمة مع المملكة لثمانين عامًا والقيادة الإيرانية التي لا تزال تصف أميركا بأنها العدو الأكبر”.