قالت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، أن توالي الأعمال “الإرهابية” خلال الأسبوعين الماضيين، قد بدأ يعبث بالعقول، حيث تعرضت كلاً من اسطنبول في ١٩ مارس وبروكسل في ٢٢ مارس والإسكندرية “بالعراق” في ٢٥ مارس ولاهور في ٢٧ مارس لهجمات إرهابية..
وتابعت الصحيفة: “لقد رفع تنظيم الدولة سقف التوقعات كثيرًا حتى إن الناس عندما تم اختطاف الطائرة المصرية سخروا من الأمر لأنه كان “مجرد” رغبة لرجل في الحديث مع زوجته السابقة، وقد عقد الرئيس القبرصي مؤتمرًا صحفيًا بعد ذلك قال فيه متهكمًا: “على أي حال لم يكن لهذا علاقة بالإرهاب … أنتم تعلمون ماذا أقصد”.
وأضافت: “في وقت آخر، كنا يجب أن نكون خائفين، وكان يجب أن يدور نقاشًا حول أمن المطارات، لكن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي جعلوا من الرجل الذي أجبر الطائرة التي كان يجب أن تهبط في مدينة داخل مصر على التوجه إلى لارناكا في قبرص مادة للسخرية، فقد قامت مواقع عدة بنشر تغريدات ساخرة، وأصبح بن إنيس – الرجل البريطاني الذي التقط صورة شخصية له مع الانتحاري المزعوم وحزامه الناسف غير الحقيقي – أحد نجوم مواقع التواصل الإجتماعي”.
وتساءلت الصحيفة في تقريرها : لماذا تختلف ردود أفعالنا على حادث بروكسل عنها مع حادثي لاهور وأنقرة؟
وتابعت: في عصر عولمة الإعلام الذي يشهد أعمالاً إرهابية، نحن نعبر الحدود أسرع مما نتخيل، حتى أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر تبدو وكأنها حدثت منذ زمن بعيد.. وبسبب “تنظيم الدولة”، أصبحت الأحداث الهامة والمأساوية تبدو الآن بلا قيمة عند مقارنتها بغيرها.. الحدث الذي كان يعتبر متطرفا في الماضي أصبح يستقبل اليوم بارتياح.. هذا يعني أن مصريا قد يختطف طائرة بكل بساطة عن طريق التظاهر بأنه يرتدي حزاما ناسفا، وحتى وإن عرف الطيار بأن هذا ليس صحيحا نظرا للإجراءات الأمنية المشددة، فإن المخاوف غير المنطقية تؤكد أن الناس سوف يأخذون الأمر على محمل الجد.. هذا الرجل قد اختطف الطائرة على طريقة تنظيم الدولة بحزام ناسف مزعوم، وقد نجح الأمر، وهذا أمر يدعو للقلق لأن آخرين قد يقلدون فعله.
وتواصل الإندبندنت في تقريرها: “أي شخص مخبول لديه غرض معين يعرف الآن أنه يستطيع أن يستغل الخوف من الإرهاب كي يدخل سريعا إلى دائرة الضوء العالمية.. لقد تعودنا أن نقلق من التغطية الزائدة عن الحد للهجمات “الانتحارية” قد تجعل آخرين يقلدونها، والآن نحن في موقف أسوأ مئات المرات، فنحن نعطي انتباها غير محدود لجيش من الانتحاريين المتعصبين الذين لا يمكنهم التوقف عن فعل هذا،بالإضافة إلى جيش آخر من المتصيدين الذين يصفون أي شخص لا يتهم المسلمين فورا بعد كل حادث بأنه “مدافع”.
وأردفت: ربما نكون أحسن حالا إذا تصرفنا بشكل مختلف، إذا لم نسخر من حادث اختطاف فاشل أو نعطي انتباها اكثر من اللازم لتنظيم الدولة، لكن هذا الجدل قد انتهى، فقد انخرطنا جميعا في ثقافة الخوف التي كان يتم تحذيرنا منها، وليس واضحا كيف سنعالج هذا الأمر، وسواء رضينا أم لا، فقد أصبحنا متورطين في تعطش تنظيم الدولة لجذب الانتباه، فقد انتهت جهود التعتيم الإعلامي على تنظيم الدولة وانتصرت داعش، والسؤال المتبقي حاليا هو إلى أي مدى علينا التمادي في إظهار الصور البشعة؟
واختتمت الصحيفة: إن حادث الاختطاف المصري قد كشف لنا عن عقليتنا المشوهة الجديدة، وكيف أن نظرتنا للعالم قد انحرفت، لكنه كشف أيضا أنه لا طريق للعودة، فالسخرية على مواقع التواصل الإجتماعي قد أصبحت طريقتنا للتعاطي مع الأمور”.