مع حلول الذكرى الـ13 للغزو الأميركي للعراق، تتواصل أعمال العنف هناك، ولا يزال العنف والفوضى وعدم الاستقرار السياسي يلقي بظلال قاتمة على حاضر العراق، منذ الغزو الأميركي الذي بدأ في 20 مارس 2003 وتحول إلى احتلال بعد إزاحة صدام حسين ونظامه، مرورًا بسنوات طويلة من العنف والتدمير اليومي حتى إنزال العلم الأميركي في بغداد في 15 ديسمبر 2011، تلاه انسحاب آخر جندي أميركي في 18 ديسمبر 2011.
وتظل مضاعفات حقبة الغزو الأميركي وتأثيراتها السلبية واضحة للعيان من خلال أوضاع العراق الأمنية والسياسية والاقتصادية المتردية.
ويشير محللون إلى أن العراق تحول إلى البلد الأسوأ للعيش فيه في العالم؛ وذلك لعدة أسباب منها:
1- ظهور ميليشيات مسلحة، فرضت وجودها منذ بداية احتلال العراق، لتشكل بعد انسحاب القوات الأميركية في 2011، قوة ذات نفوذ واسع، وتسبب اقتتالًا طائفيًا مزّق الوحدة الوطنية منذ 2005.
2- أدى الاقتتال إلى تقاسم المناطق وتسميتها بـ”السنية” و”الشيعية”؛ ما أنتج تغييرًا ديموغرافيًا جديدًا، وحصد العنف عشرات الآلاف من الأرواح، وضعفهم من المعاقين والمصابين، وأضعافا مضاعفة من الأرامل والأيتام.
3- يعيش أكثر من 25% من سكان العراق، تحت خط الفقر، وذلك رغم الميزانيات الضخمة التي دخلت خزينة الدولة العراقية جراء ارتفاع أسعار النفط، فيما تتهم الحكومة باختلاسات وعمليات فساد كبرى.
4- فرض “تنظيم الدولة” سيطرته على مناطق واسعة في العراق، في يونيو 2014؛ ما رفع من أعداد القتلى، وأدى إلى عمليات هجرة كبيرة، لم تشهدها البلاد من قبل؛ إذ يشكل العراقيون ثاني جنسية بعد السوريين في أعداد المهاجرين إلى أوروبا.
5- سياسة التخريب المتعمد التي انتهجتها القوات الأميركية، فحدثت عمليات نهب المقرات الحكومية والمصارف والمستشفيات، بالإضافة للسماح بسرقة كنوز العراق التاريخية التي لا تقدر بثمن.
6- ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير سابق لها، أن أوضاع حقوق الإنسان في العراق لا تزال مزرية، خصوصًا بالنسبة للمعتقلين والصحافيين والناشطين والنسوة والفتيات.
7- أكدت ناشطات في مجال حقوق المرأة أن النساء مستهدفات من جانب المتشددين دينيًا خصوصًا السياسيات والموظفات والصحافيات.