أصبحت الأسواق العشوائية من المشاكل التي يعاني منها مواطنو مدينة أرمنت غرب الأقصر لكثرة مشاكلها، فهي تظهر بمظهر غير حضاري وتكثر فيها المشاجرات الدائمة؛ حيث تعتبرهذه الأسواق بؤرا للتلوث والضوضاء ومقرا للبلطجة والخارجين على القانون التي أصبحت بمثابة القنابل موقوتة، سواء في الاقصر أو محافظات الصعيد عامة.
ويبدأ أي سوق بـ”فرشة” يضعها أحد الباعة كوسيلة للاسترزاق لكنها تنمو وتتمدد بمرور الوقت لينضم إليها عدد من “الفروشات” الأخرى كل يوم.
ويرجع استحواذ مدينة أرمنت على العديد من هذه الأسواق إلى كونها مدينة مكتظة بالسكان؛ حيث يقطنها أكثر من 40 ألف نسمة، ويتردد عليها يوميا ما يقرب من 5 آلاف نسمة يعملون في مصانع السكر والصناعات التكاملية بها المنتشرة في ربوع المدينة، ويحرص الكثير من هؤلاء على شراء حوائجهم من أسواقها خاصة سوق الإثنين وسوق الخميس.
وفي ظل الغياب الأمني والمروري وشرطة المرافق تراقب الوضع دون تدخل، بات البلطجية وحدهم هم من يتحكمون في الشارع الأرمنتي.
ومن جانبهم تعهد الباعة الموجودون بالسوق الشعبية العشوائية بمدينة أرمنت، أن يسهموا في بناء سوق حضارية جديدة، مؤكدين إمكانية تحمل كل التكاليف الخاصة بالمشروع، على أن يتم تنفيذه خلال الأسابيع القليلة المقبلة بدلا من الحملات الأمنية التي تسلب منهم بضاعتهم.
ويقول خالد عبدالعزيز، أحد الباعة الجائلين: “تم ترحيلنا من السوق بحجة التطوير منذ أكثر منذ عام فوجئنا بأنه لا يوجد تطوير في السوق القديمة ولكن لتوسعة الطريق؛ الأمر الذي أدى إلى وجود حالة من الغضب لدى جميع الباعة الذين يحاولون جاهدين إيجاد مصدر رزق لهم بدلا من التسول والسرقة”.
ويشير أحمد محمد إلى أن “المكان بعيد كل البعد عن المؤسسات الحكومية والمناطق الحيوية، وهذا يؤدي إلى شلل في حركة البيع”.
ويضيف سيد حسن بائع متجول: “إن المشكلة ليست في مدينة أرمنت فقط؛ فهناك نحو مليون بائع متجول في مصر”، وتابع: “ليس لدينا مانع من الانتقال إلى سوق واحدة تضمّنا جميعًا على أن تكون مدروسة جيدًا ولا تؤثر على رزقنا”.
ومن ناحية أخرى يقول حسن عبدالسلام أحد الأهالي: “منذ سنوات قليلة كانت المنطقة تتميز بالهدوء والنظافة، لكن بعد وجود هذه السوق تحولت المنطقة إلى مقلب زبالة كبير يهدد حياة السكان”.