اشتعلت المعركة بين أمناء الشرطة ووزارة الداخلية في ظل تلويح أمناء الشرطة بكشف فساد الكبار، الذي يتخطى 16مليار جنيه كل عام، بحسب قول بعض الأمناء.
بدأت مرحلة الصدام بعد تعدد جرائم أمناء الشرطة، وما تبعها من اعتقال 7 منهم، و اعتصام أمناء الشرقية ورفضهم العمل، والتهديد بكشف ملفات الفساد في الداخلية.
الأمناء يكشفون فساد الداخلية
تداول نشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لوقفة لأمناء الشرطة بالشرقية ، تضمن تصريحات خطيرة للأمناء يكشفون فيها فساد وزارة الداخلية وحجم الظلم بها.
أكد الأمناء أن زملائهم تم اختطافهم لأسباب عديدة على رأسها تقدمهم بمذكرة إلى مدير أمن الشرقية اللواء حسن سيف، تطالب بعرض مذكرة خاصة بحقوق أفراد الشرطة لمناقشة قانونها أمام رئيس الجمهورية.
الحرب علي الأمناء بسبب كشف الفساد
وقال أحد الأمناء خلال الفيديو إن هناك عددا من الملفات الشائكة ومستندات تثبت وقائع فساد في وزارة الداخلية قاموا بفتحها، وكانت سببا وراء القبض على زملائهم، يأتي على رأسها ما ورد من مطالب فى المذكرة الموقع عليها من قبل مدير الأمن بالعرض على الوزارة، وتتم مناقشة مطالبهم منذ عام 2012 حتى الآن، والمذكرة التي تم عرضها على مدير الأمن ومساعده بفرق المرتبات عام 2014 بين مديريتى أمن الشرقية والدقهلية والذي يبلغ نحو 4 ملايين و200 ألف جنيه، والتي تم الرد عليها بمذكرة موقعة من مساعد مدير الأمن بأن الخطأ الذي تسبب في فرق المرتبات من مديرية أمن الدقهلية التي تقوم بصرف مبالغ زيادة عن مديرية أمن الشرقية، مؤكدًا أن هذا يثبت حجم السرقة بالوزارة وأن هناك حرامي .
وأضاف: “قبل ما تطبق القانون عليا طبقوا على نفسك، قبل ما تعمل وزارة وهيكلة طهر نفسك، اذا كنت انا ابن الوزارة بيتم اختطافي من الوزارة بتاعتي، ازاى تكون امين على المواطن”.
وتابع: أن السبب الثاني لتعنت الداخلية ضد الأمناء، هو فضح الفساد في الوزارة، مؤكد أن الاختلاسات داخل وزارة الداخلية تقدر بـ 16 مليار جنيها سنوياً.. الفلوس دي بتروح فين لما الشعب مش لاقي ياكل يا ظلمة، لما فيه اختلاسات بالشكل ده”.
واردف: “نحن ليس أبناء لواءات أو أبناء وزراء ولكن أمناء الشرطة هم أبناء الطبقة الكادحة التي تتعرض للظلم والسرقة من وزارتها.. كيف تطلب منا ان نكون أمناء على الشعب ووزارتنا تظلمنا..إذا كنا فاسدين (في اشارة للأمناء) فأنتم من علمتونا الفساد” في “إشارة للقيادات الأمنية”.
الدولة تحارب دين الله!
واتهم أمين الشرطة الدولة بمحاربة المقدسات الدينية، وقال : “في يوم 23 أغسطس المسجد انداس بالمداسات من قيادات الداخلية بعلم الوزير، وعايزين ربنا ينصركم”.
وتابع: “من لم يغار على حرمات الله سيقسمه نصفين، ونقول لمدير امن الشرقية ان العظمة رداء الله، وأنت لم تفهم شيء مما حصل للدولة في 5 سنين، انت مازلت جاهل لا تعرف معنى كلمة حق أو شرف، ولا تفهم غير العصا والكرباج، ولن تعود العصا والكرباج مرة أخرى”.
وكان العشرات من أمناء وأفرادالشرطة قد نظموا وقفة احتجاجية الأحد الماضي أمام مبنى مديرية أمن الشرقية، وذلك احتجاجا على قيام أجهزة الأمن بالقبض على 7 من زملائهم فى طريقهم إلى مدينة الإنتاج الإعلامي لحضور تصوير أحد البرامج، حيث تجمع المشاركون في الوقفة بمبنى الإدارة العامة لمرور الشرقية، ومن ثم توجهوا إلى مبنى مديرية الأمن، الذى شهد إجراءات أمنية مشددة من قبل قوات الأمن المركزى وقوات الأمن التى انتشرت فى محيط المبنى، وأغلقت البوابة الرئيسية تحسبا لاندلاع أعمال عنف.
محاولة إثارة الفتنة
ومن جانبه أكد اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة سابقاً، أن الحديث عن أزمة أمناء الشرطة أخذ أكثر من حقه، وان هناك محاولة من الإعلام لإثارة الفتنة، وتصدير صورة أن هناك صراع بين أمناء الشرطة والضباط وهذاغير صحيح.
وأوضح فؤاد علام في تصريح خاص لـ”رصد”، أن الفساد موجود في كل الوزارات ولكنه ليس ظاهرة وأنه لا يجب إسقاط جهاز الشرطة بدعوى مكافحة الفساد.
وأكد أن تجاهل تضحيات رجال الشرطة بسبب حادث فردي من شخص غير مسؤول أمر خطأ وأن جميع المؤسسات بها فساد ومن يتم اكتشاف فسادة يتم محاسبته، وأن رجل الداخلية بصفة عامة يتم محاكمته مرتين، الأولى إداريا بمعرفة إدارات التفتيش، والثانية جنائيا.
12 ألف فاسد بالداخلية
وكشف اللواء عبدالحميد خيرت، نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة السابق، ورئيس المركز المصري للبحوث والدراسات الأمنية، أن “هناك 12 ألف فاسد في وزارة الداخلية”.
وأضاف- خلال حواره في برنامج “على مسئوليتي”، مع أحمد موسى، على قناة “صدى البلد”: هؤلاء تم فصلهم إبان أحداث 25 يناير، ثم صدر قرار بعودتهم مرة أخرى للوزارة”.
وأفاد بأن تلك العناصر كانت تمارس أعمال بلطجة على مستوى مديريات أمن الجمهورية، بمساندة الإخوان في عهد الدكتور محمد مرسي- حسب قوله.
خلط للقضايا والأوراق
قال محمد عصمت سيف الدولة، الباحث المتخصص في الشأن القومى العربي، إن هناك ثورة مضادة تحكم البلاد بقبضة بوليسية، تقوم يوميًا بانتهاك كل أنواع الحقوق والحريات للمصريين عمومًا وللمعارضين على وجه الخصوص، فكل قوات ورجال الأمن من أعلى رتبة إلى أقل درجة هم جنود وأدوات النظام لردع الشعب، وهم في حالة ثأر من ثورة يناير.
أمناء الشرطة جزء من المنظومة البوليسية
وأكد سيف الدولة – في تصريحات خاصة لـ”رصد”- أن أمناء الشرطة هم جزء من هذه المنظومة البوليسية المعادية للثورة وللثوار وللحقوق والحريات، تربوا في المدرسة ذاتها ونهلوا من المنبع ذاته، وشاركوا في كل الجرائم والانتهاكات التي تمت.
لا فرق بين السيسى وأمناء الشرطة المعتدون
وأكد سيف الدولة أن الهدف الرئيسي الذي يجب أن تركز عليه القوى الوطنية المعارضة هو أنهم بصدد نظام كامل فاسد ومستبد وبوليسي بالإضافة إلى تبعيته وعلاقته الحميمة بإسرائيل، وانه لا فرق بين السيسى وبين أمناء الشرطة المعتدون، فكلاهما ينتهكون القانون ويحتكمون للقوة والردع، وعلينا ألا نستدرج لمعارك فرعية أو نرضى بإصلاحات جزئية أو يتم تحليلنا أو شراء صمتنا بتقديم السلطة لبضعة أكباش فداء.
وشدد على أن كل هذا لا ينفي أن داخل الداخلية، هناك تفرقة طبقية وعنصرية هائلة، بين خمس طبقات، المحظيون من كبار اللواءات وقادة الشرطة وجهاز الأمن الوطني، ثم صغار ومتوسطي الضباط الذين لا يقبضون سوى رواتبهم بحكم طبيعة توزيعهم ووظائفهم، وثالثهم طبقة أمناء الشرطة الذين يتعامل معهم الضباط بتعالٍ وعنصرية، ثم الجنود وضباط الصف وهم يأتون في أدنى السلم الوظيفة والطبقي من العمالة الدائمة في الداخلية، ثم هناك الطبقة الخامسة وهم المجندون في الشرطة من جنود الأمن المركزي وأمثالهم.
مقاومة انتهاكات الشرطة
واختتم سيف الدولة تصريحاته: هنا يأتي السؤال عن موقفنا من المطالَب الفئوية للطبقات والدرجات الفقيرة فى الشرطة، والإجابة هي أننا يجب أن ندعمها على غرار ما نفعل مع أية مطالب وحقوق فئوية مشروعة أخرى، بشرط ألا ننسى أن لوزارة الداخلية خصوصية عن باقي كل مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، وهي أنها كلها على بعضها بكبارها وصغارها وعقيدتها تستخدم كسوط وكورباج على أجساد المصريين، ومقاومة انتهاكاتها له الأولوية عن أية مطالب فئوية، ويجدر في النهاية التذكير والتأكيد أننا ضد الفساد في كل مؤسسات الدولة، ولكن حين نأتي للداخلية فإننا لا نقاوم الفساد فقط وإنما الانتهاكات كالاعتقال والخطف والتعذيب والضرب والإهانة والتلفيق والتجسس.. إلخ.