ـ نحن إخوان ونحن مسلمون إذن فليكن اسم الجماعة “الإخوان المسلمون”!
الشاهد إن الجماعة التي أدبياتها وطريق حياتها خدمة المجتمع والأخذ بيده نحو الرفعة والازدهار في الدنيا، ومن ثم طاعة الله أخذت منحناً آخر بداية من حياة مؤسسها، ولنلاحظ اللقب الذي اختاره لنفسه، المرشد العام، في إشارة إلى تبعية الجماعة له تبعية معنوية تُعيّن على أمرهم وتكسبه مكانة لها جلال المشورة وبهاء الحرص على المصلحة دون رفعة للمرشد عليهم أو سيادة له، وبعد وفاة البنا جنحتْ الجماعة إلى مزيد من الانهماك في السياسة، على غير رغبة البنا نفسه في التراجع عما ألم بالجماعة، وما أصابها نتيجة ذلك الجنوح، وكانت أحداث 1954م وتقديم الجماعة للراحل جمال عبد الناصر لحكم مصر، بل مناصرته لكي تكون له اليد الطولى في الأمر، وكان أن انقلب عليها عبد الناصر في المحنة الأولى المعروفة ومن بعد عام 1966م، وتم الزج بخيرة شباب الجماعة إلى المعتقلات، ومنهم من تم قتله، ومنهم من أفنى عمره، وتاهت مصائر أسر وأبناء وبنات، وفي النهاية لم يكن من حل للأمر سوى إشارة أطلقها الراحل محمد أنور السادات، وقد تولى حكم مصر بعد رحيل عبد الناصر، بعودة الإخوان إلى الحياة في مصر، هكذا دون محاسبة أو قصاص من الذين أذاقوا الجماعة الويلات في عهد سابقه، ولسنا في حاجة هنا للقول إلى إن قتلة البنا نفسه لم تتم محاسبتهم بقوانين الدنيا.