قارنت الكاتبة والمحللة السياسية “رولا جابريال” بين النهج القمعي لـ عبدالفتاح السيسي ،وقمع الفترة الشيوعية في روسيا ، مشيرة أيضا إلى أنه يفوق قمع مبارك .
وقالت الكاتبة في مقال نشرته بصحيفة “فورين بوليسي”: إن التدمير المنهجي لحيوية الثقافة في مصر الذي يقم به عبدالفتاح السيسي أدى إلى فقدان الأجيال القادمة للملحمة ،فقاهرة السيسي هي الآن أشبه بموسكو تحت حكم الرئيس السوفيتي “بريزينيف” فالمثقفين قتلى أو معتقلين أو أجبرو على المغادرة ، وينتشر الآن بشكل كبير الخوف من الإعتقال التعسفي يين الفنانين والصحفيين ،ويخاف الكتاب من تقديم أعمالهم ،وتسببت حملة الحكومة التي تهدف إلى اعتقال أي شئ يبدو أنه معارض للرواية الرسمية في خوف الباحثين من القيام بأبحاثهم .
واضافت الكاتبة :” الآن تم إخفاء الآلاف من النشطاء والنقاد بينما المعارضين والمدونين قتلى أو في السجن التي تفيض بما يزيد عن 60.000 معتقل سياسي ، والحقيقة أن باسم يوسف وغيره يعتبرون نيويورك كمنفى بدلاً من أن يكونوا سفراء لثقافة ديمقراطية مزدهرة ،وهو ما يعد هزيمة للثورة المصرية بواسطة نظام أكثر وحشية مستخدماً تكنولوجيا أكثر تعقيداً ، وهو ما ظهر في التسجيلات الخاصة للنشطاء ومنتقدي النظام التي قام المذيع عبدالرحيم علي بإذاعتها ،والتي حصل عليها من أمن الدولة ومما زاد الطين بلة أن “عبدالرحيم” أصبح عضو في البرلمان ، وكذلك ما قام به أحمد موسى من بث صور مخلة للمخرج وعضو البرلمان خالد يوسف .
وترى الكاتبة أن الثورة في النهاية تم سحقها ،وغرقت وعودها الديمقراطية في الدم الذي سفكه السيسي قبل عامين ، موضحة أن الدولة البوليسية تنبهت للأخطار التي يشكلها التدفق الحر للمعلومات في وسائل التواصل الإجتماعي وإلى إمكانية تحويل أحدث التكنولوجيا الأميركية وحتى الإسرائيلية منها إلى أدوات لخدمة القمع فقبل أسابيع من الذكرى الخامسة للثورة داهمت قوات الأمن المصرية الأماكن الثقافية واعتقلت 47 من مديري مجموعات الفيس بوك ، وتعلمت الحكومة الحالية بوضوح من أخطاء نظام مبارك الذي رد بشكل غير فعال على يوم الغضب في 2011 وقطع الإنترنت .
وتابعت: “السيسي لا يستطيع أن يحقق انتعاش إقتصادي ينهي الفقر والبؤس ،ومازال نظامه معتمد على مساعدات الممالك الخليجية التي تعاني الآن بسبب هبوط أسعار النفط المتدنية ،وبينما سحق السيسي الإخوان المسلمين بعنف فإنه من الصعب الإجهاز على تيار سياسي فاز مرشحيه بمعظم الإنتخابات الديمقراطية الأخيرة .
وأردفت الكاتبة ” السيسي أكثر عدوانية من مبارك ضد أي معارضة معلنة له ،وتحت قبضته الحديدية أصبح الإخفاء القسري أمر شائع ووصل قتل واعتقال الصحفيين إلى مستويات خطرة مشيرة إلى انشطة التجسس التي تقوم بها السفارات في الخارج على المعارضين والباحثين المصريين التي كان آخرها منع الباحث عاطف بطرس من دخول البلاد.
وختمت من المغري أن نقارن نظام السيسي بالديكتاتوريات الشيوعية للإتحاد السوفيتي القديم ماعدا أن نظام السيسي يتمتع بدعم الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى تحت مسمى حماية الحرية في مواجهة التطرف ، وبعيداً عن حماية العالم ومصر من تنظيم الدولة وما يشابهه فإن ما يقوم به السيسي يضمن زيادة خطر الإرهاب ،فـ أحمد الدرعاوي الشاب الليبرالي الناشط السابق في حملة البرادعي التحق بتنظيم الدولة في أعقاب حملة القمع التي قام بها السيسي