حلل عدد من خبراء علم النفس والاجتماع، شخصية عسكري الأمن المركزي، حيث اجتمعوا على أن هذا المواطن يعيش في عزله عن بقية أبناء وطنه، وحوله شخص لا يفكر ولا يفهم، ما يجعله عدو لفصيل كبير من المواطنين بسبب الفارق في الثقافة والعلم والوعي.
وتقول الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، “أن عسكري الأمن المركزي يعاني من عزلة شديدة بينه وبين باقي الشعب من حيث الإدراك والوعي، فأوامر وفرمانات القطاع الذي يتعبه حوله إلى مجرد “سلاح” يتم استخدام وقتما شاء قاده”.
وأضافت عزة في تصريح لـ”رصد” “هذة العزلة التي جاءت بسبب الجهل وعدم الوعي وغياب التفكير المنصب تحول بسببها عسكري الأمن المركزي من مواطن إلى شخص له دور محدد حتى لو كان هذا الدور ضده وليس ضد أبناء وطنه، ولذلك فشخصية مجند الأمن المركزي يتم تشكيلها وتصميمها لأهداف محددة على رأسها “تمام يا فندم” فقط حتى تنتهي مدة خدمته على خير”.
ووافقها الرأي الدكتور رشاد عبداللطيف أستاذ علم الاجتماع، لافتا إلى أن السلوك التدريبي الذي يتلقاه عسكري الأمن المركزي دفعه إلى عدم اللامبالاة وفقدان المشاعر الانسانية اثناء مهماته، لذلك فنجده متوحشا خلال فض المظاهرات ويضرب بكل قوة”.
وقال عبد اللطيف في تصريح لـ”رصد” :إن عسكري الأمن المركزي ابعتد اجتماعيا عن كل ما هو خارج المعسكر، فخلال الثلاث سنوات التي يقضيها في الخدمة لا يعرف شئ سوى الاصطفاف وطابور الصبح وفض المظاهرات بأشكالها سواء بالضرب أو إطلاق قنابل الغاز.
وتابع عبد اللطيف، “أنه من الصعب أن تجد مجند أمن مركزي يتعاطف مع شخص مسحول في مظاهرة بل يتنافس مع زملاؤه على تعذيب المعتقل أو المقبوض عليه أثناء عمليات فض المظاهرات على سبيل المثال”.
من جانبها تقول الدكتور ياسمين عادل، مدرس علم اجتماع بجامعة عين شمس، “تحول مجمد الأمن المركزي، إلى عامل مضاد صاحب سلوك مضاد للمجتمع الذي يراه أحد أدوات الضرر بمصلحة الوطن، مشيرا إلى أن ذلك سببه فقدان ضوابط الانضباط الاجتماعي وما يتضمنه من معايير تحكم السلوك، تترجم في صورة من الأفعال العنفوانية التي تميز بها الجند دون أن يدرك ماهية عمله”.
واشارت ياسمين في تصريح لـ”رصد” “أن الاختلاف بينه وبين جيله صاحب المؤهلات العليا والذي له دور في العملية السياسية للبلاد أدى إلي التفكك وعدم وجود ألفة بينه وأدى أيضا إلي العزلة الاجتماعية التي تدفعه الفرد إلي القيام بأعمال سلوكية منحرفة لذلك تكثر الاشتباكات بينه وبين المواجيهن له من المدنيين. .
واردفت:”فإن انتماء مجند الأمن المركزي لمعسكر فقط والذي بدى وأن حياته كلها في هذا المعسكري حوله إلى شبه “حيوان تجارب” ليس أكثر لا يسمع لا يرى لا يفهم.، ما أدى إلى تصدع في شخصيته مما يدفعه إلى تضاؤل فكره”.