حالة من الرعب تنتاب السلطات المصرية قبيل حلول الذكرى الخامسة لثورة يناير؛ حيث انطلقت قوات الأمن في عدة حملات تفتيشية بمنطقة وسط القاهرة، خلال الأيام الماضية، أسفرت عن مداهمة خمسة الآف شقة.
قال مصدر أمني بوزارة الداخلية، أمس، إن مصلحة الأمن العام والجوازات، بالتنسيق مع شرطة السياحة، تشن حملات أمنية مكثفة على الشقق المفروشة في القاهرة وجميع المحافظات؛ تنفيذًا لخطة تأمين ذكرى ثورة 25 يناير.
وعلى الرغم مما صرح به مصدر بمديرية القاهرة، أنه تم ضبط 47 أجنبيًا من أوروبا ودول شرق آسيا، انتهت تأشيرة إقامتهم، كما تم ضبط 65 سوريًا وليبيًا تبين دخولهم للبلاد بطريقة غير مشروعة، إلا أن نشطاء يؤكدون أن هناك حالات تلفيق امتدت لقضايا متنوعة لأشخاص ليس لهم علاقة بأي نشاط سياسي من قريب أو بعيد.
ونقلت صحيفة “البديل”، عن أحد الذين تم تفتيش مسكنهم، إنه تم سؤال رجال الأمن عن إذن النيابة دون استجابة، مضيفًا أنه تم تفتيش جميع الأوراق والمحتويات الخاصة بمحل السكن، وبمجرد انتهائهم تم استجوابي، واتهامي بأني عضو بتنظيم الإخوان، ومطالبين إياي بالاعتراف على زملاء السكن بالانتماء لجماعات معينة، وعندما لم يحصلوا على معلومات انصرفوا.
الحملة منذ شهر ونصف
ونقلت سالي منير، عبر “فيس بوك” على لسان محمد عبدالعزيز، عن حملة اقتحام شقق وسط البلد، قوله: الحملة بدأت منذ شهر ونصف بشقق صحفيين ولكن على مدار الأسبوع الماضي اشتدت وتيرة الحملة حتى وصلت للذروة أمس بتفتيش عمارات بالكامل ولم تقتصر على شقق مفروشة أو نشطاء بل بإرشاد البوابين طالت بعض الشقق السكنية التي تسكنها أسر وتحديدًا في المناطق التابعة لأقسام السيدة زينب وعابدين وقصر النيل والحملة مستمرة حتى الآن، مشيرة إلى أن الحملة تتم دون إذن نيابة.
وأشار، بحسب تصريح مصدر أمني لأصوات مصرية، “تم تفتيش 5 آلاف شقة يقيم بها أجانب، وتم ضبط 47 أجنبيًا من أوروبا ودول شرق آسيا، انتهت تأشيرة إقامتهم، كما تم ضبط 65 سوريًا وليبيًا تبين دخولهم للبلاد بطريقة غير مشروعة”، واستدركت: “لكن معظم حالات التلفيق امتدت لقضايا متنوعة لأشخاص ليس لهم علاقة بأي نشاط سياسي من قريب أو بعيد”.
سولافة مجدي
وتحكي سولافا مجدي، مأساة عمليات الاقتحام بقولها: “يرضي مين نفضل قاعدين بابننا لحد الفجر في الشوارع وبيصرخ من التعب وهو بين إيديا لأني مش قادرة أرجع به البيت اعتني به أو أعطيه دواه، يرضي مين الرعب اللي بيعشيه ولادنا كل لحظة”.
وأضافت عبر “فيس بوك”، “مابنخافش من القبض ولا بنهاب السجون، لكن اللي هيقرب جنب عيالنا ويتسبب لهم في رعب ولو لبرهة وقت اقتحامكم بيوتنا مش هيكفينا فيه أكل أحشاؤه وهو حي”.
وتقول صاحبة حساب ماجدة عدلي، نقلًا عن أحد السكان: “سكان وسط البلد عاشو ليلة مرعبة.. احنا لحد الساعة ٢ بالليل قاعدين بشنطنا وبالضيوف اللي كانو عندنا في الشارع.. الأمن كان بيدخل يفتش عمارات كاملة في وسط البلد.. بيدخل شقة شقة بياخد كل الموبايلات واللابتوبات ويفتشها.. جنان رسمي”.
وأضاف “أنا مش طالب كتير.. أنا حتى مش طالب انكم متقبضوش عليا لو استدعي الأمر.. انتو أحرار.. أنا كل اللي أنا طالبه إنكم لو قضي الأمر وقررتم تقبضو عليا،، كلموني على التليفون وقولولي تعالي وأنا هاجي، بلاش تفزعو ابني وأهل بيتي، وبلاش تخلوني امشي بابني في الشارع الساعة ٢ بليل في أكتر ليالي الشتا سقعة عشان مش عايزكم تدخلو شقتي وتفزعوه.. والله ما يفرق معانا السجن قد ما تفرق معانا خضة عيالنا من مناظركم.. لو عايزنا كلمونا اقسم بالله هنيجي”.
نصيحة قانونية
وتوجه محمد عبدالعزيز بعدة نصائح؛ أولًا: “عند حدوث تفتيش رجاء إرسال تلغراف للنائب العام والاحتفاظ برقمه سواءً تم القبض من عدمه”.
وأضاف -عبر منشور له عبر “فيس بوك”-: “النصيحة الثانية إذا تم الاعتداء على أي من قاطني تلك الشقق التوجه للنيابة التابع لها مسكنك وتقديم بلاغ بالواقعة وهذه البلاغات تساعد في امتداد مظلة حماية لك ولآخرين وتؤكد التلفيق”.
وتابع: “النصيحة الثالثة إذا تم القبض رجاء معرفة الجهة القائمة بذلك سواءً كانت تابعة لقسم الشرطة أو أي جهة أخرى وتيسير إجراءات البحث لدى محاميك وربنا يعدي الأيام دي على خير”.
ناشطون يسخرون
وعلق الصحفي حسام بهجت، ساخرًا، بقوله: “تمشيط كل شقق وسط البلد. 5 الآف شقة حتى الآن وما زال البحث جاريًا عن محدش بتهمة التخطيط للولا حاجة”.
وأضاف -عبر منشور له على “فيس بوك”- “الشهر ده هيسجل في كتب الطب النفسي كأول panic attack تصيب حكومة كاملة بجميع مسؤوليها”.
وقال الناشط وائل خليل، ساخرًا -عبر “تويتر”-: “وفي إطار جهودها لتأمين ذكرى الثورة، الداخلية دارت على شقق وسط البلد تفتش على.. بوستات فيسبوك #الدولة_الهبلة”.