اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعدد من التعليقات الغاضبة من صحيفة “الأخبار” الحكومية المصرية، ثاني أكبر الصحف المصرية، الأربعاء، بعد نشرها صورة للمرشد العام لجماعة “الإخوان المسلمين”، الدكتور محمد بديع، وتحتها عنوان يقول: المرشد “اتفتق”.

وجاء في تفاصيل خبر “الأخبار”: “إن قطاع مصلحة السجون نقل أمس المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع إلى مستشفى قصر العيني؛ تمهيدًا لإجراء عملية جراحية له بعد شعوره بإعياء شديد”، وأضافت: “إنه منذ أمس الأول الإثنين تم نقل بديع في حراسة أمنية مشددة إلى المستشفى، وإنه تم تعيين الحراسة اللازمة عليه في الجناح وتشديد الحراسة في محيط المستشفى”.

و”الأخبار” جريدة مقربة من نظام عبدالفتاح السيسي، وهي ثاني أكبر جريدة قومية “حكومية” في البلاد بعد “الأهرام”، ووضعت الصحيفة تحت تصرف أحد أهم أذرع السيسي الإعلامية، وهو ياسر رزق، حيث صدر له قرار برئاسة مجلسي إدارتها وتحريرها معًا، في سابقة للجمع بين رئاسة الإدارة والتحرير، غير موجودة في الصحف المصرية، باستثناء “الأخبار”.

في المقابل تقدم الكاتب الصحفي محمد منير بشكوى رسمية إلى نقابة الصحفيين ضد جريدة الأخبار لتجاوزها حدود المهنية فيما أبرزته اليوم على صدر صفحاتها الأولى بشأن إجراء عملية لمرشد جماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع.

وقال منير في الشكوى رقم 299: “خرجت علينا جريدة الأخبار في عددها رقم 19894 الصادر اليوم الأربعاء 13-1-2016 ، بخبر مع صورة الدكتور محمد بديع تحت عنوان “المرشد اتفتق”، ولما كان أقل وصف لعنوان هذا الخبر هو التردي المهني والانهيار.

ورفع منير الشكوى تاركًا الأمر لمجلس نقابة الصحفيين للتحقيق مع رئيس مجلس إدارة الصحيفة الكاتب الصحفي ياسر رزق واتخاذ اللازم نحو الصحيفة.

مواقع التواصل الاجتماعي

وأمتلأت مواقع التواصل بعدد من التعليقات الغاضبة؛ حيث علق الكاتب الصحفي سليم عزوز، في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” على الخبر قائلاً: “أجرى ياسر رزق عملية جراحية إبان حكم الإخوان فأرسل له حزب الحرية والعدالة المتحدث الرسمي لزيارته.. وأرسل له المرشد العام “بوكيه ورد”!”.

ووجه يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، تحية إجلال وتقدير للمجاهد الصابر المحتسب الدكتور محمد بديع وإخوانه.

وأشار المدون فتحي إلى شماتة الجريدة في المرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع،

ووصف علاء أبو بكر ما حدث من الجريدة بأنه “دناءة يتوقع مثلها من إعلام الطاغية”.

وعلق محمد عبد الواحد قائلًا،

ودعا المصطفى،

وقال المغرد فتحي مجدي: “إنها أحدث فنون الدعارة الصحفية التي يتقنها كل بائع لضميره في هذا الزمن”.

وكتب المدون وائل حافظ: “وصلنا من الانحطاط الأخلاقي للقاع”.

وأوضح المغرد حسام،

وعلق عبد الحامد كيشار قائلًا،

وقالت ولاء صلاح: “ده إعلام نظام سادي في الأساس”.

ووصف حمدي قاسم مانشت الأخبار بأنه “عنوان يخلو من الإنسانية”

وكتب المستبد:

من هو محمد بديع؟

والدكتور محمد بديع، أستاذ علم الأمراض بكلية الطب البيطري بجامعة بني سويف، ولد في مدينة المحلة الكبرى بمصر، وصنفته الموسوعة العلمية العربية التي أصدرتها الهيئة العامة للاستعلامات المصرية في 1999، كواحد من “أعظم مائة عالم عربي”، وهو مؤسس المعهد البيطري العالي في الجمهورية العربية اليمنية، كما انتخب لعضوية مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين في مصر منذ عام 1993.

وبعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، في الثالث من يوليو 2013،  أصدرت النيابة العامة المصرية في 11 يوليو 2013 أمرًا بضبط وإحضار الدكتور محمد بديع للتحقيق معه في تهمة التحريض على الإشتباكات التي وقعت حول دار الحرس الجمهوري، وحكم عليه بالإعدام يوم 24 مارس 2014، كما حكم عليه بالإعدام في قضية أخرى يوم 19 يونيو 2014.

وأكدت مصادر صحفية، أمس الثلاثاء، أن صحة بديع تدهورت ونقل إلى مستشفى حكومي لتلقي العلاج وسط حراسة أمنية مشددة، وتم نقل بديع منذ أشهر من سجن المزرعة بطرة إلى سجن ملحق المزرعة، حيث يلاقي المعتقلون فيه معاملات سيئة من قبل إدارة السجن، منها منع دخول الأدوية والملابس الشتوية، حسب أهالي المعتقلين.

وكانت أسرة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين تقدمت بشكوى إلى المجلس القومي لحقوق الإنسان ضد عميد شرطة اتهمته بالتعدي بالضرب على بديع وهو صائم أثناء نقله لإحدى جلسات المحاكمات.