تواجه العديد من الروسيات اللاتي تزوجن من أتراك، مصاعب جراء قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، بعد إسقاط الطيران التركي طائرة سوخوي روسية في نهاية شهر نوفمبر.
وفي تقرير لصحيفة “الديلي بيست” استعرضت الصحيفة آراء العديد من روسيات متزوجات بإتراك، حيث تقول آنا أنميستوفا: “إن ما تطمح له المرأة الروسية عندما تفكر بالزواج، هو البحث عن رجل لا يشرب، ويكون رقيقا ومحبا وعطوفا، ويعمل بجد، ويكرس نفسه للعائلة”.
ورأت مغنية الأوبرا دانشينكو الموسيقية المسرحية أليسا إيليان، فإنه من المهم أن يشاركها زوجها اهتماماتها الثقافية وتعطشها للاكتشاف، ولأن زوجها لم يشاركها هواياتها، ورفض الخروج من عالمه المريح، فقد انهار زواجهما بعد 12 عاما.
في ذلك العام 2014، شعرت أليسا (32 عاما)، المطلقة والمنهارة نفسيا لدرجة أنها فقدت صوتها، بأنها أمام كارثة شخصية ومهنية، وتقول: “كنت مستعدة للتحليق بعيدا، والبدء بحياة جديدة من البداية، وكنت أبحث عن رجل، حتى التقت زوجها التركي غوناي أكسيلي، عندما كانت في إجازة في مدينة إسطنبول”.
وينقل الموقع عن أكسيلي قوله: “خرجت من الطائرة هنا حيث أقف، كنت دليلا سياحيا ومدير شركة (جي آي إس) للسياحة”. وتزوجا قبل أن تنتهي جولتها السياحية، ويقول: “كانت كل شيء حلمت به بنسبة 99% جميلة روسية وفنانة موهوبة وامرأة ذكية، وهذا ما كنت أحلم به منذ عقد”.
وتشير الكاتبة إلى أنه قبل الأزمة الجديدة مع روسيا، كانت تركيا تتلقى كل عام 4 ملايين سائح وسائحة روسيين، ولم يعد معظمهم إلى روسيا، فقد قررت بعض النساء البقاء.
وتقول أنميستوفا: “في الحقيقة، فإن وجه روسيا في تركيا هو (وجه أنثى)”.
يقول البروفيسور فوغار إيمانبيلي من مؤسسة البحث السياسي والاقتصادي والاجتماعي “سيتا”: “نحن نتحدث عن ظاهرة فريدة هنا، هناك حوالي 300 ألف زواج تركي روسي. ومعظم المهاجرين الروس إلى تركيا هم من الروسيات. وفي العادة ما يكرس الرجل التركي نفسه للعائلة، وهو ما تحبه المرأة الروسية، خاصة عندما يأخذ الرجل مسؤولية اتخاذ القرار”.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته “عربي 21″، إلى أنه عادة ما تتولى المرأة الروسية مسؤولية إدارة البيت في بلادها.
وتقول الكاتبة إن هناك مصطلحا في اللغة الروسية هو “بودلابونتشيك” أو “وضع تحت كعب امرأة”، مستدركة بأنه يجب أن لا تكون الأمور بهذه الطريقة.
وكتبت إحداهن على وسائل التواصل الاجتماعي: “أنا فتاة، لا أريد أن أقرر، ولكن أنا أرتدي الملابس”.
وتضيف أنميستوفا: “قبل سنوات كانت فالنتينا إيجيس في إجازة على منتجع أنطاليا على البحر المتوسط، حيث دخلت محلا، وهناك قابلت زوج المستقبل، رجل أعمال من إسطنبول، وتقول: كانت (أمي تأمر أبي).
وتضيف فالنتينا، التي تحب المزاح، وعاشت من قبل في موسكو: (أنا سعيدة أن أنور هو من يقوم باتخاذ القرارات في عائلتي)”.
وتصف الكاتبة فالنتينا بأنها صورة عن الرشاقة، فهي طويلة وترتدي نظارات شمسية على حجاب ملون، وتحب زوجها وتركيا، وتدور حياتها حول ابنتها وتعليمها ومشروع للصور والحفلات مع الصديقات، وهي غاضبة للطريقة التي ينظر فيها للروس الآن، ولكنها غاضبة أكثر على فلاديمير بوتين، ومنعه الروس من زيارة تركيا، لكنها تعتقد أن زواجها لن يتأثر.
وينقل الموقع عن فالنتينا قولها: “قصتنا الشخصية لن تتأثر مما حدث في السياسة”، وأضافت أن “أنور شخص (متأورب) بطريقة يحترم فيها عملي في التصوير، ولدينا اجتماعاتنا الأسبوعية، ومع ذلك فأنا حرة ومستقلة”.
ويستدرك التقرير بأن القصص الروسية ليست كلها عن الانسجام، فإن هناك الكثير من المشكلات التي تنبع عندما تصر عائلة الزوج على تبني الزوجة الروسية العادات الإسلامية، كما تقول المحامية في إسطنبول يلينا سيمورنوفا، فقبل عامين افتتحت مكتبا للمحاماة متخصصا في حل المشكلات العائلية التركية الروسية، ومنذ ذلك شاهدت 20 حالة طلاق.
وتقول سيمورنوفا للموقع إن “الرجال المحليين يقومون أحيانا بتحمل مسؤوليات كبيرة في البيت، ويسيطرون على زوجاتهم الروسيات، ويطلب الزوج عادة من الفتاة الروسية لبس الحجاب واعتناق الإسلام؛ من أجل علاقات جيدة مع عائلته، وعندما ترفض المرأة ينتهي الأمر بالطلاق”.
وتضيف المحامية قائلة: “لكن لا شيء يمنع الفتاة من زواج الأتراك والأكراد، والحصول على المواطنة التركية، وأنصح زبائني ممن لديهم أبناء التفكير مليا بمستقبل الأطفال قبل الطلاق، وعادة ما يأخذ الرجل الأولاد، ولا تحصل المرأة على شيء”.
وتبين أنميستوفا أنه “في كل حي من أحياء إسطنبول هناك مستعمرة من العائلات المختلطة تحتفل بالسنة الجديدة. وتقول يوليا ميت: (سننظم حفلة كبيرة بمناسبة السنة الجديدة، تشارك فيها 60 عائلة، ستكون فيها أفلام للأطفال، وبرنامج ترفيه للكبار)”.
وتقول يوليا: “بصدق، أحب الخلافات الثقافية، وعندما نزور عائلة زوجي يتركوني أستريح وأنام ويعتنون بأطفالي”. وتعمل يوليا مدرسة لغة، وفقدت عقدها مع مجموعة من الطلاب كانوا يخططون لفتح محل في تركيا، حيث ألغي البرنامج. وتدرس الآن اللغة الروسية لخمسين طالبا من أبناء عائلات تركية روسية، وتدير برامج تدريب نفسي لآباء طلابها.
وتضيف يوليا أن “الكثير من الأمهات الروسيات غاضبات، ويخشين من اندلاع الحرب بين روسيا وتركيا. وأعتقد أنه يجب أن لا نشاهد التلفاز إن أردنا العيش بسعادة”.
ويقول أكسيلي الذي يستمع كل ليلة لغناء زوجته، ولديه منها ولد وبنت، إن الروس المهتمين بالثقافة التركية سيواصلون زيارة تركيا، ومع ذلك فهو يخشى من تأثر شركته التي تعتمد على السياح الروس الذين يزورون الأماكن السياحية التركية.
ويختم “ديلي بيست” تقريره بالإشارة إلى قول أكسيلي إن من تريد من الروسيات البحث عن زوج في تركيا فعليها أخذ إجازة لأسبوعين على الأقل.