في خطوة استباقية لدعوات النشطاء للنزول يوم 25 يناير المقبل للتظاهر في مختلف ميادين مصر، وزَّعت وزارة الأوقاف، منشورًا بموضوع خطبة الجمعة المقبل، الذي حددته بـ”حرمة التظاهر يوم 25 يناير”، استنادًا إلى فتوى من دار الإفتاء، واصفة دعوات التظاهر بأنها “جريمة ودعوات مسمومة تهدف إلى تخريب البلاد والقتل والتدمير”.
واتهمت الوزارة -بحسب مصادر صحفية- من يُطلق دعوات التظاهر بأنه يرغب في توريط المصريين في العنف والإرهاب لصالح أعداء الوطن، وطالبت الوزارة بالنظر في أحوال البلاد المجاورة التي سقطت في براثن الفوضى “حتى لا ننسى النعم العظيمة التي نعيشها”، بحسب ما ذكر المنشور.
وشددت الوزارة على الخطباء بضرورة التأكيد على وحدة الصف، والأخذ على أيدي دعاة الفرقة والتخريب ودعوات التظاهر ضد استقرار الوطن، خاصة أنه أغلى ما يملكه الإنسان بعد الدين، وأن الحفاظ عليه واجب مقدس والدفاع عنه والتضحية من أجله واجب شرعي ووطني، ولا يجوز المساس بمرافقه العامة، لأنها ملكية لكل المواطنين، وضرورة الاعتبار بحال الشعوب المجاورة.
أما عن عناصر الخطبة التي يجب أن يلتزم بها الخطباء، فحددتها الوزارة في ما يأتي: “مكانة الوطن في الإسلام، وضرورة حب الوطن والحفاظ عليه، والدفاع عنه، والتحذير من إثارة الفوضى والهدم والفرقة والتخريب والتفكيك، والاعتبار بحال الشعوب التي سقطت دولها في الفوضى والاقتتال الداخلي، والاستدلال على ذلك من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وضرورة التحذير من (الدعوات المريبة) إلى التظاهر في ذكرى 25 يناير، ومن ثم إسقاط الدولة وتوريطها في صراعات العنف، وهو ما يصب في مصلحة الإرهاب”.
وحددت الوزارة العقاب اللازم لمن يُخالف المنشور، حيث أكدت المصادر أنّ وزير الأوقاف محمد مختار جمعة شدد على جميع المديريات بضرورة معاقبة الخطباء غير الملتزمين بالخطبة، وإرسال أسمائهم إلى الوزارة، لوضعهم ضمن القائمة السوداء التي تضم الأئمة غير الملتزمين بتعليمات الوزارة، أو لهم ميول سياسية أو حزبية معينة، وهذه القائمة ستُحرم من بدل التميز الذي تقرر صرفه بداية من نهاية الشهر الجاري، والذي تبلغ قيمته 1000 جنيه شهريا.