أثار قرار جهاز حماية المستهلك بإحالة قناة كايرو سينما الفضائية، إلى النيابة للإعلان عن عن مركز صيانة مضلل مستخدمة الفنانة هالة فاخر، للترويج عن المركز، الجدل حول هذة القنوات، فنحو نحو 40 قناة فضائية ظهرت خلال الأربع سنوات الأخيرة، والتي تعرض أفلاما مصرية بالتزامن مع عرضها على شاشات السينما، والتي أحدثها “مرسي سينما”، وقبلها “تتح” و”الزعيم”،” وبيروت” و”شنبو” وغيرها.
وأحدث الأفلام التي تسارعت تلك القنوات لبثها، هم أفلام، “الخلبوص”، “أهواك”، “حياتي متبهدله”، “الفيل الأزرق”، “الجزيرة2” وهكذا تدور السرقة مع كل فيلم وكل موسم جديد.
ويقول مصطفى الناجي، مدير قسم الإعلانات بقناة بانوراما سينما: “إن قرصنة الأفلام الجديدة والتي في محل العرض السينمائي، أدت إلى خسارة الوكالات الإعلانية والفضائيات وشركات الانتاج نحو مليار جنيه سنويًا”.
وأضاف الناجي في تصريح لـ”رصد”: أن شركات الإعلانات الكبرى لم تعد تتعاقد مع الفضائيات المشهورة والقانونية في توقيت بث الأفلام الجديدة، لأن نسبة المتابعة عليها لم تعد كما سبق فالجمهور قد شاهدوا الفيلم قبل شهور من تعاقد الفضائيات عليه.
إعلانات مضللة
تحتل إعلانات المنتجات الدرجة الثالثة، مساحة واسعة على هذه القنوات، والتي تتنوع من أجهزة منزلية وإلكترونية وهواتف محمولة غير معلومة المصدر.
والكارثة الكبرى هي استغلال إسم شركات الأجهزة الكهربائية، وعرض أرقام مزورة كدعايا للصيانة والمضحك في الأمر هو تحذيرهذا الإعلان المزور من أي أرقام أخرى، وخير دليل على ذلك هي إعلانات شركة “زانوسي”.
أحال جهاز حماية المستهلك قناة كايرو سينما الفضائية، إلى نيابة جنوب الجيزة الكلية، لعدم الالتزام بتطبيق قانون حماية المستهلك وعدم مراعاة مصالح المستهلكين.
وأكد عاطف يعـقوب رئيس جهاز حماية المستهلك، أن الإحالة جاءت بسبب قيام القناة بالإعلان عن مركز صيانة يدعي أنه مركز الصيانة الوحيد المعتمد للغسالات زانوسي مستخدما رقم الهاتف 19160، وقد استعان الإعلان بالفنانة هالة فاخر وآخرين للترويج عن المركز، وذلك لزيادة ثقة المشاهدين في الإعلان وإيهامهم بصحة البيانات الواردة به، وهو ما يعد خداع وتضليل للمستهلكين.
كما نرى في تلك القنوات الترويج لعقاقير طبية وأقراص التخسيس ومواد التجميل ومنشطات، ودجالين، وأدوية لعلاج الأمراض المستعصية والتي منها دون أن نرى لها رادع.
ومن أبرز هؤلاء المخادعين، هو شخص ملتحي يدعى “إبراهيم سليمان”، وتنتشر إعلانات له في عدد من الفضائيات المذكورة للترويج لأدوية علاج فيروس”سي”.
مهزلة النايل السات
“النايل سات أصبح سلة للقمامة” بهذة الكلمات وصف الدكتور صفوت العالم، ظاهرة “فضائيات القرصنة”، مشيرًا إلى أن هذة القنوان لا تعمل شيئًا سوى توفير شقة أو منزل وشراء جهاز بث، ثم عرض برامجها الردئية والأفلام المسروقة لتصل بسهوله للمواطنين.
وأضاف العالم لـ”رصد”، أن المواطن الأكثر ضررًا من هذه الفضائيات التي تبث السموم لعقول الشباب، وتروج للمنتجات الضارة والمخالفة للمواصفات المصرية والعالمية، وكل ذلك بخلاف إنتهاكها لمهنية الإعلام الفضائي في إذاعة إعلانات ضعف توقيت عرض الفيلم.
وحمل العالم، إدارة النايل السات المسؤولية في وقف بث هذةالقنوات مطالبا بتشديد الإجراءات التي من شأنها حماية المواطنين من ما تضمنه هذة الفضائيات، من افلام بها مشاهد إباحية ومواد إعلانية مزورة.
قانون غير رادع
وقال، عصام الإسلامبولي، الخبير القانوني، أن القانون المصري، تضمن العديد من المواد التي من شأنها توفير الحماية القانونية للمنتجات الفنية، كما أن شرطة المصنفات لديها القدرة في ضبط المتورطين في بث هذة القنوات وتحديد أماكنهم.
وأضاف الاسلامبولي لـ”رصد”، أنه بالفعل تم إدانة العشرات من أصحاب هذة القنوات في أحكام قضائية، لكنهم يدخلون السجن أو يدفعون غرامة وتظل القنوات تستمر في البث، فالقانون وحده غير رادع ويحتاج لتحرك جاد من الدولة.
خسائر بالملايين شهريا
وأكد الدكتور سامر سليمان، أستاذ الإقتصاد بالجامعة الأمريكية، أن مصر من ابرز الدول التي يخترق فيها حقوق البث والملكية الفكرية، مؤكدًا أن الخسائر تقدر بأكثر من 2 مليار جنيه سنويا، بداية من شركة الإنتاج السينمائي مرورا بدور عرض السينما وحتى الفضائيات.
وقال سليمان لـ”رصد” إن ثقافة سرقة الحقوق الفكرية والبث باتت ثقافة عامة، فالتلفزيون المصري نفسه انتهك حقوق الملكلية وأذاع مباراة مصر وغانا في تصفيات كأس العالم الماضي، ولا تزال القضية في يد”الفيفا” والمتوقع أن يفرض غرامة مالية كبرى على مصر.