هل سمعتم عن موقعة موهاج ؟؟ إنها ليست معركة، بل مذبحة للصلف الصليبي الأوروبي….
فتعالوا نبحر معا لتلك الحقبة من تاريخنا الإسلامي العظيم لنتعرف على سبب بكاء أوروبا والحقد النابض حتى يومنا هذا في صدورهم
فى تاريخ إمبراطورية المَجَر نقطةٌ سوداء لن ينساها التاريخ المعاصر قط؛ إنَّها معركة مثيرة في أحداثها تسمَّى “معركة موهاج”، وقعت أحداثُها في 29 أغسطس 1526م، وحتى يومنا هذا يَعتبر المجريُّون هزيمتهم في هذه المعركة شؤمًا عليهم وعارًا لا يمكن محوه من تاريخهم، على الرغم من انقضاء أكثر من 450 عام على هذه المعركة إلاَّ أن هناك مَثَلاً شائعًا لدى الهنجاريين يقول: “أسوأ من هزيمتنا في موهاج”، ويُضرب عند التعرُّض لحظٍّ سيئ؛ تأثرًا بأحداث هذه المعركة.
فأين كانت تلك الموقعة؟؟ وما أسبابها؟؟
كان ملك المجر فيلاد يسلاف الثاني جاجليو قد عزم على نقض أي تعهدات كانت قد أُعطيت من قِبل أسلافه لسلاطين الدولة العثمانية، وذهب إلى حدِّ ، ذبح رسول سليمان القانوني بإشارة من البابا في الفاتيكان،.. وكان المبعوث يُطالب بالجزية السنوية المفروضة على المجر, فقد استعدت الكنيسة وأوروبا جيدا لمحاربة الدولة العثمانية هكذا ظنوا
لهذا ردَّ سليمان بغزوة كبيرة ضدهم حيث كانت العزة بالإسلام وكرامة وحقوق أفراده هي الأولوية لحكام المسلمين فجهز سليمان القانوني جيشه، وكان عبارة عن 100 ألف مقاتل، و350 مدفع، و800 سفينه، وحشدت أوروبا جيشها، وكان عدده 200 ألف فارس.. منهم 35 ألف فارس مقنع كاملا بالحديد
سار سليمان لمسافة حوالي 1000 كيلوا وفتح معظم القلاع في طريقه لتأمين خطوط انسحابه، لو حدثت هزيمة لا قدر الله، واجتاز بقواته نهر الطولة الشهير، وانتظر في وادي موهاج، جنوب المجر، وشرق رومانيا، منتظرا جيوش أوروبا المتحدة بقيادة فيلاد والبابا نفسه ..
كانت مشكلة سليمان التكتيكية هي كثرة فرسان الرومان والمجر المقنعين بالحديد.. فتلك الفرسان لا سبيل لإصابتهم بالسهام أو الرصاص أو المبارزة، لتدريعهم الكامل ..
فكان لابد من خطة محكمة لتجاوز تلك العقبة فصلى الفجر، ووقف قائلا لجنوده: وهم ينظرون لجيوش أوروبا المتراصة، التي لا يرى الناظر آخرها، فألقى فيهم كلمة حماسية استنهضت الهمم، وشحذت العزائم، ( إن روح النبي محمد تنظر إليهم بشوق ومحبة ) فبكى الجنود جميعا واصطفّ الجيشان ..
اعتمدت خطة سليمان على الآتي:
في وقت العصر هجم المجريون على الجيش العثماني، الذي اصطف على ثلاثة صفوف، وكان السلطان ومعه مدافعه الجبارة وجنوده من الانكشاريين في الصف الثالث، فلما هجم فرسان المجر وكانوا مشهورين بالبسالة والإقدام، أمر السلطان صفوفه الأولى بالتقهقر حتى يندفع المجريون إلى الداخل، حتى إذا وصلوا قريبًا من المدافع، أمر السلطان بإطلاق نيرانها عليهم..
فحصدتهم حصدًا، واستمرَّت الحرب ساعة ونصف الساعة، في نهايتها أصبح الجيش المجري في ذمة التاريخ، بعد أن غرق معظم جنوده في مستنقعات وادي موهاج، وانقضَّت ( القوة الضاربة ) للأوربيين وهي قوات الفرسان المقنعة بالكامل، ومعها 60 ألفاً آخرين من الفرسان الخفيفة ..
حاولت القوات الأوروبية في الصفوف الخلفية الهرب لنهر الطولة فغرقوا وداسوا بعضهم البعض، غرق الآلاف منهم تزاحما، وسقط الفرسان المقنعين، بعد أن ذاب الحديد عليهم من لهب المدافع ..
وأراد الجيش الأوروبي الاستسلام ..فكان قرار سليمان الذي لن تنساه أوروبا له حتى الآن وللأتراك العثمانيين وتذكره بكل حقد:
لا أســــــــــــرى..!
واخذ الجنود العثمانيون يناولون من يريد الأسر من الأوروبيين سلاحه ليقاتل أو يذبح حيا ..!
وبالفعل قاتلوا قتال اليائس وانتهت المعركة بمقتل فيلاد، والأساقفة السبعة الذين يمثلون المسيحية، ومبعوث البابا، وسبعون ألف فارس… ورغم هذا، تم أسر 25 ألفاً كانوا جرحى …وكانت خسائر الجيش العثماني 150 جنديا فقط، وجرح 3000 آلاف
وتم عمل عرض عسكري في العاصمة المجرية من قبل العثمانيين، وقبَّل الجميع يد سليمان تكريما له، بما فيهم الصدر الأعظم، مكث السلطان في المدينة ثلاثة عشر يومًا يُنَظِّم شئونها، وعَيَّن “جان زابولي” أمير ترانسلفانيا ملكًا على المجر وعاد السلطان إلى عاصمة بلاده، بعد أن دخلت المجر في سلطان الدولة العثمانية وانتهت أسطورة أوروبا والمجر، وجيوشهم …!
وأخيرًا، فهذه أحدى صورة الفتوحات العثمانية ، عندما كانت الخلافة في أوجِ عظمتها السياسية والاجتماعية والعسكرية، وما كُتب عنها هو شَهَادة حَقٍّ، ولا سيما أنَّها كانت مظهرًا من مظاهر عظمة الإسلام، وهذا لا تدعيه، ولكنَّها الحقيقة الدامغة التي أقَرَّ بها المؤرخون المنصفون لها.