فرانسيسكو فرانكو قائد عسكري وطاغية من الدرجة الأولى، كان مهووسًا بهتلر وموسوليني، ليس فقط لكونهما أصحاب الفضل عليه في الوصول للحكم، بل أيضًا لإعجابه بسياستهما الخارجية والداخلية، وإعجابه هذا تجلى في سياسة القمع والاستبداد التي اتبعها، فقد أذاق شعبه الويلات قبل حتى وصوله للحكم.
أولًا: قام فرانكو بانقلاب عسكري في الثامن عشر من يوليو عام 1936، وأعلن رفضه الجبهة الشعبية التي تحكم إسبانيا، وهددها بتكوين جيش ضخم من الضباط المغاربة الذين قدم لهم العديد من الإغراءات لينضموا إلى جيشه.
كما أن عبد الفتاح السيسي جاء للحكم بانقلاب عسكري على أول رئيس مدني منتخب بعد ثورة يناير، حيث قام في 3 يوليو 2013 بتعطيل العمل بالدستور، ووضع خارطة طريق، قام بتنفيذها بعدما زج بالإسلاميين والمعارضين في السجون، وعزل الرئيس المنتخب.
ثانيًا: تحولت إسبانيا خلال فترة حكمه إلى دولة بوليسية تمتهن التعذيب ضد مواطنيها تحديدًا الموالين للمعسكر الشرقي، يكاد يكون الشيء الوحيد الذي لم يقلد فيه فرانسيسكو هتلر وموسيليني، هو إعلانه حياد إسبانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي مكنه من البقاء في الحكم لمدة 38 عاماً حتى موته في 1975، ومن الجدير بالذكر أن فرانسيسكو أعاد إسبانيا للحكم الملكي عام 1947.
لم يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة للسيسي حيث قام بقطع بث عدة وسائل إعلامية وكلّف رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور برئاسة البلاد وتم احتجاز “مرسي” في مكان غير معلوم لعدة أشهر، وصدرت أوامر باعتقال 300 عضو من الإخوان المسلمين.
ثالثًا: هناك أكثر من 130000 مفقود في إسبانيا خلال الحرب الأهلية وديكتاتورية فرانكو؛ وأكثر من 2500 قبر جماعي تحوي عشرات الألوف من جثامين ضحايا القمع “إسبانيا تحتل المرتبة الثانية عالمياً في عدد القبور الجماعية بعد كمبوديا”؛ حوالي 30000 طفل مسروق أُخذ عنوةً من عائلات ذات توجهات مُعارضة.
خلال عهد السيسي/عدلي منصور منذ 3 يوليو 2013، وقعت مذبحة رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013، واختلفت التقديرات بشأن عدد القتلى والمصابين، حيث جاء تقرير وزارة الصحة المصرية بـ670 قتيلا ونحو 4400 مصاب.
ووثق كتاب “مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق” 802 قتيل، أما موقع “ويكي ثورة” المستقل فأعلن أنه وثق أسماء 932 قتيلا، وأن هناك 133 قتيلا آخر تم حصرهم بلا وثائق رسمية، إضافة إلى 29 قتيلا مجهول الهوية، وثمانين جثة مجهولة البيانات في مستشفيات وزارة الصحة، و81 حالة وفاة جرى الحديث عنها دون توفر بيانات كافية عنها، لكن المرصد المصري للحقوق والحريات وثق 1162 قتيلا، وأورد على موقعه قائمة كاملة بأسمائهم وأعمارهم وعناوينهم.