كوبري الصحافة، هكذا كان يطلق عليه أهالي مركز مشتول السوق بمحافظة الشرقية، ومؤخرًا أصبحوا يطلقون عليه كوبري “الجحيم”؛ لما يرونه من معاناة شديدة، بسبب الإهمال الذي يتعرض له الكوبري.
ويعاني الأهالي من ازدحام الكوبري يوميًا، وغلق الطريق لأكثر من أربع ساعات صباحًا أثناء ذهاب المواطنين لأعمالهم، وأكثر من 6 ساعات مساءً عند عودتهم؛ وذلك نظرًا للتكدس الشديد على هذا الكوبري؛ لأنه يعد شريان الحياة لأهالي المركز؛ إذ إنه يربط بين مركز مشتول السوق وطريق بلبيس الزراعي.
ويزيد من معاناة الأهالي، إغلاق طريق بلبيس الزراعي أيضًا لأكثر من مرة بزعم وجود أجسام غريبة يتم الشك فيها على أنها متفجرات في ظل غياب وانعدام التواجد الأمني في المنطقة، مما اضطر أهالي المركز إلى الذهاب وتقديم الشكاوى يوميًا إلى المحافظ، ولكن دون جدوى.
وقد تم هدم الكوبري في بداية عام 2014 مع وعود من المحافظ بإنهاء الأعمال بالكوبري خلال ستة أشهر؛ إذ صرحت مساعد مدير أعمال تنفيذ الكوبري، المهندسة نرمين المسلمي، بأنه جارٍ الآن تجهيز قطاع المصرف استعدادًا لتنفيذ كوبري الصحافة.
وخلال هذه الفترة، قام المحافظ بسحب الأعمال من المقاول، وصرح أن السبب الرئيسي هو تأخر المقاول عن جداول العمل، وتم تسليم الكوبري لمقاول آخر، ووعد أهالي المركز في زيارته لكوبري الصحافة بأنه سيتم تسليم الكوبري في منتصف مايو من العام الجاري.
وجاء الموعد ولم يتم التسليم، ووعد المحافظ الأهالي بأنه سيتم تسليم الكوبري في 30 يونيو، وجاء الميعاد ولم يتم الشروع في التنفيذ من الأساس، ورأى المواطنون أن التصريح جاء لإسكات المواطنين لعدم مشاركتهم في الحراك الثوري المزامن لـ30 يونيو في المركز.
وبسؤال أحد عمال الشركات من الذين يصبحون ويمسون في هذه المأساة، أثناء ذهابه وإيابه إلى عمله، يقول أحمد حمدي: “من ساعة ما هدموا الكوبري واحنا بنركب أتوبيس الشغل الساعة 5 بدل ما كنا بنروح الشغل الساعه 7.30، وده كله بسبب الزحمة عشان مفيش كوبري”.
ويقول أحد العاملين بالكوبري، ويدعى صلاح حسانين، عن عدم إتمام الكوبري في الميعاد المحدد: “والله ممكن نيجي الصبح نلاقي الأسمنت والخشب ونبدأ نشتغل وكده ده يوم في الشهر، أما اللي بيحصل إننا بنيجي كل يوم من الصبح علشان نشتغل منلاقيش الحاجة اللي تشغلنا فبنروح نايمين جنب الكوبري، وكده كده اليوميه شغالة وبنقبض مفيش حاجة بأيدينا”.
وبسؤال أحد سائقي السيارات المارة من على الكوبري: “دلوقتى احنا بنعدي من على كوبري صغير (كوبري المعدية) الكوبري ده ميستحملش كل اللي بيمشي من عليه، ده الواحد بيمشي وهو خايف ليقع بينا، ده حتى فيه شروخ من تحت واحتمال يقع في أي وقت”.